أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

 قصيدة نثرية بعنوان سأعود يامعشوقتي 

كي تَغدوا مَعشوقتي لوحةً سرياليةٍ جميلة
الرَسمتها بمزيجِ شوقي وألمِ غُربَتي الهجينة
بريشةٍ إعتَصَرَت ألوانَها نزفَ روحي الأنينة
لوحةُ واقعٌ فُرضَت عليهِ رياء عمامة الجريمة
أبصرَ زوارها ضربات ريشتي الحزينة
رغم الأمل في رسم لم يكتمل لعرسها الأزلي
فلا تحاول أيها الكاهن المتخفي تشويهها
ولا تمرر فرشاة ألوان سمك على أبيض ثوبها
لا تمرر يدك النجسة فوقَ بكارة روحها
لا تمزج رحيق الحب بِخبث دمك
لا تسحق رملها بقوة ببسطالك المأجور
لا تشرب من دجلتها بفمك المسموم
لا تتوضء بعذب ِ فراتها .!!!!
فعمامة دينك رياء’‘ شَره
فلا تصلي في محرابها الطاهر
ولا تركع وتسجد على أرضِ جنانها
لا تخدعها كثعلب يتمسح فيقول أنا أبنك البار
في وسط أغنيتها الشهيرة دلولوي يالولد ياأبني
قف عند حدود إرهاب عمالتك
وأقراء ماشئت من بسبسة خلف الكواليس
فنشيدك البائس ترتيل سحر أسود
لن يفهمه سوى الأغبياء
فتعساً والف تعس لِمَنْ مثلك
تعساً لكلِ مَنْ سكتَ عن حق لباطل
هو إبن’‘ ضال فلا تبتأسي ياأمي
فأعلمُ علتك ِ بهِ
فلا تكوني بكائة لأبنائك العققة
بغداد عيوني أنتي ، ستتعافين منه
فقط أخلطي صبرك بلون حزنك
وتبخري بزعفران ومسك تاريخك
إفركي حبات طيب أبنائك بدمع الأنين
وأنبتي في طيب ترابك نخيل البصرة
وتباهي ببلوط وجوز كردستان
أنثري حلوى من السما
على برقع عرسك في طريق الزفة
لا تخافي ، لن يغتصبوكِ ثانيةً
إنهضي ، مزقي قلنسوة الطغاة
إنزعي من جيدك قلائد المسابح
فحارسك هو الله هو المشافي
إنهضي قوية وتعافي
أفنسيتي ياحبيبتي أنكِ أجملُ فتيات الأرض ؟
أم نسيتي أنك عشتار الدنيا وجنان الخلد ؟
أم نسيتي مهرك كان صلصال أشور وسومر ؟
أم نسيتي أن نيشانك كنوز النمرود ؟
فيا حبيبتي لاتجزعي تعافي
فداك أرواحنا فنحن قرابين عرسك
وأغنية ليلة عرسك مواويل أور الجنوب
وأشبيلاتك ، عائشة ومريم وبتول
تعافي وأنهضي وإفرحي
فتاريخ الغربان لن يطول
وافتحي بابك لي سأعود
لن أبقى شاعرا يتبعه الغاوون
تعافي أنا قادم بقلمي الوفي المجنون
من أجلك بغداد سأعود ...

القاهرة
فجر 13 / 2 / 2017