القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

رواية (عشب الليالي ) الحديث عن شيئا. من الأدب

رواية (عشب الليالي )
الحديث عن شيئا. من الأدب 
سليمة مليزي 

الان أنا بصدد قراءة رواية ( عشب الليالي ) للروائي الفرنسي ( باتريك موديانوا ) الفائزة بجائزة نوبل للآداب. سنة 2014 ، منذ زمن لم أقراء رواية بهذا الشكل التي. تحمل القارئ إلى أماكن الأحداث وبدقة عالية الوصف وتجرك بأسلوبها الشيق. لمواصلة قراءتها ومتابعة الاحداث ، طيلة السنوات الاخيرة اتجهت لقراءة الرواية الجزائرية الحديثة ، ( وأنا التي ربيت ذائقتي الادبية على الادب العالمي )امثال تشيخوف . غارسيا.. هيمنغواي .. ليو تولستيو .. لوركا .. ستندال .. البار كامي .. اغاثا غريستي ..ووو الكثير
قلت ربما استمتع بالأدب الجزائري الحديث .. لأنني قرات الأدب الكلاسيكي أو الثوري الذي ترك بصمته في أعماقي امثال محمد ديب مولود معمري بن هدوقة الطاهر وطار زهور ونيسي ووو.. فغرقت في في الزخم الهائل من الروايات الحديثة التي تنبت كالعشب الندي !؟ لكن للأسف أحيانا لم أكمل البعض منها لانني اتيه في احداثها ولا اجد ضالتي في بيئة جزائرية واغلبها عبار على خواطر عاطفية بين البطل والبطلة .. بدون ان انكر ان هناك روائيين شرفوا الرواية الجزائرية ونفتخر بهم كثير، بدون ذكر الأسماء دائما أجد أن هناك شيء مفقود في الرواية العربية الحديثة ككل .. رغم توفر الأحداث ألأليمة التي مر بها الوطن العربي !؟
لكنني لما بدأت قراءة رواية ) عشب الليالي ) عنوان مثير للدهشة والاكتشاف لم أتوفق ابدآ عن مواصلة القراءة ... الرواية التي صورة باريس الممزقة أثناء الحرب العالمية الثانية وما تلاها، وتأثيرات وتداعيات ذلك على الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والأمنية فيها، وكيف أنها تحولت من مدينة للأنوار إلى مدينة للأشباح ورجال الاستخبارات الذين كانوا يقتفون أثر معارضيهم ويجمعون عنهم كل التفاصيل، ومن ثم يسعون للإجهاز عليهم وتصفيتهم.
يبني موديانو روايته -نشرتها ضفاف والاختلاف بترجمة توفيق سخان 2014- على افتراض أن راويه العجوز يحاول تذكر أجواء باريس التي كانت خارجة منهكة من الحرب وتحاول إعادة ترتيب نفسها. تكون وسيلته للعودة إلى الماضي رغبته في إعادة اكتشاف نفسه والمحيطين به، لأن الزمن الفاصل بين المرحلتين يكون مرآة تظهر ما استعصى على الفهم حينها، وتكشف الدوافع التي أدت إلى كثير من الممارسات والأفعال.
الراوي جون مثقف باريسي مسن، يحاول استجماع ذاكرته لتدوين بعض المحطات والمفارقات التي مر بها في حياته، فيتذكر حين كان برفقة صديقته داني التي كانت تستخدم كثيرا من الأسماء المستعارة، وذلك في إشارة إلى عملها السري، واقتفاء المباحث لها ولأصدقائها الآخرين، ممن يشير إلى أنهم كانوا على علاقات مع جهات خارجية....
لا افسد حلم اكتشافكم للرواية .