32 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية"
يكتبها: يحيى محمد سمونة
في جلسة ودية طيبة مباركة ضمتني ولفيف من الأصدقاء الأفاضل [كان ذلك في العام [1978] وكنت أكاد الوحيد فيهم الذي لم يتمكن من دخول الجامعة، بل غدوت جنديا في خدمة العلم ] وكنا قد تطرقنا في جلستنا تلك إلى أساتذة الجامعات ودورهم الريادي في نشر الوعي الثقافي والارتقاء بالمستوى الحضاري للأمة! وبما أنني لم أدخل الجامعة فقد كنت أظن أن أساتذة الجامعات هم الشريحة أو الطليعة المثقفة التي من خلالها يتم الرسم لمستقبل أمة، وأنها الوحيدة المؤهلة للقيام بهذا الدور وأنهم ـ أي أساتذة الجامعات ـ بحكم كونهم الكادر الأكثر وعيا فإنهم بتعاونهم مع القيادة السياسية في البلد الواحد تجدهم يملكون القدرة على رسم صحيح لمستقبل أمة وتوجيهها الوجهة السوية،
لكنني إذ طرحت وجهة نظري هذه على الحضور تبسم الجميع بمرارة! وقد انبرى صديقي عبد الباسط للرد على وجهة نظري هذه [كان يومها لا يزال طالبا في الجامعةـ كلية الآداب] فقال: لقد ذهبت بعيدا بظنك هذا سيد يحيى! [بالمناسبة فإن لقاءاتنا العفوية هذه تعد مثالا يحتذى به لجيل شباب مثقف واع يعرف كيف يستثمر وقته بفوائد جمة]
وأتبع صديقنا يقول: إن أساتذتنا في مختلف الكليات ليس لهم في رسم مستقبل أمة! بل هم أداة تنفيذ لبرامج ومناهج مسبقة الصنع ! وإن شئت قل إن أساتذة الجامعات هم الأكثر إلتزاما من غيرهم بما يملى عليهم وبما يتوجب عليهم أن يملوه على طلابهم! إذ لا يستطيع الواحد منهم أن يقرر أمرا في مسألة ما إلا أن يعطى في ذلك ضوءا أخضرا سواء من حيث إلتزامه التام بالبرامج أو المناهج، حتى لو أراد الواحد منهم وضع مقرر ما فيتوجب عليه عندها ألايخرج عن الخط السياسي الذي تنتظم في سلكه البلد، فقلت يومها: لعل ذلك هو السر في استمرار ضعف أمتنا وتخلفها!
وهنا سألني أحد الحضور فقال: وما علاقة هذه بتلك؟! فقلت: يلزم أن يرسم أساتذة الجامعات للقيادة السياسية وليس العكس وبشرط أن يمتاز الجميع بنزاهة وعدالة وإخلاص لهذه الأمة، غير أن القيادات السياسية يهمها في المقام الأول مصالحها الحزبية أو الشخصية ولو كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية وتوجهات الأمة!
و بشيء من مكر قال أحدهم: أضغاث أحلام! فقلت بجدية: بل هذا ما يجب أن يكون أو على الأقل أن تكون للقيادة السياسية هيئة استشارية من أساتذة الجامعات وأن يتمتع الجميع بنزاهة واستقامة
لكنني إذ طرحت وجهة نظري هذه على الحضور تبسم الجميع بمرارة! وقد انبرى صديقي عبد الباسط للرد على وجهة نظري هذه [كان يومها لا يزال طالبا في الجامعةـ كلية الآداب] فقال: لقد ذهبت بعيدا بظنك هذا سيد يحيى! [بالمناسبة فإن لقاءاتنا العفوية هذه تعد مثالا يحتذى به لجيل شباب مثقف واع يعرف كيف يستثمر وقته بفوائد جمة]
وأتبع صديقنا يقول: إن أساتذتنا في مختلف الكليات ليس لهم في رسم مستقبل أمة! بل هم أداة تنفيذ لبرامج ومناهج مسبقة الصنع ! وإن شئت قل إن أساتذة الجامعات هم الأكثر إلتزاما من غيرهم بما يملى عليهم وبما يتوجب عليهم أن يملوه على طلابهم! إذ لا يستطيع الواحد منهم أن يقرر أمرا في مسألة ما إلا أن يعطى في ذلك ضوءا أخضرا سواء من حيث إلتزامه التام بالبرامج أو المناهج، حتى لو أراد الواحد منهم وضع مقرر ما فيتوجب عليه عندها ألايخرج عن الخط السياسي الذي تنتظم في سلكه البلد، فقلت يومها: لعل ذلك هو السر في استمرار ضعف أمتنا وتخلفها!
قد يعجبك ايضا
و بشيء من مكر قال أحدهم: أضغاث أحلام! فقلت بجدية: بل هذا ما يجب أن يكون أو على الأقل أن تكون للقيادة السياسية هيئة استشارية من أساتذة الجامعات وأن يتمتع الجميع بنزاهة واستقامة