شعار مجلة النبراس خَصرُ الزيزفونْ قصيدة للشاعر: وليد.ع.العايش

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

خَصرُ الزيزفونْ قصيدة للشاعر: وليد.ع.العايش

( خَصرُ الزيزفونْ )
-------
اُنْظرْ إلى هذي السماء 
كيفَ حَطَّتْ خَطاياها 
أفرغتْ كلَّ الحُمولةَ 

على جَسَدْي الذي ...
ما عادَ يُشبهني كثيراً
منذُ أنْ غَسَلَتْهُ بالمطرِ المُتخفِّي خِلْسَةً
برداءِ شوقِ الراحلينْ ...
بداخلي يتراءى عنفوانُ البردِ
وحُلْكَةُ ليلٍ تعَلَّمَ ...
كيفَ يستحيلُ المستحيلْ
اُنْظرْ إلى الشمسِ
كيفَ كانتْ ترقصُ في حفلتي
على وجَعْي ...
تَهزُّ خَصرَ الزيزفونْ
ثُمَّ ترحلُ في سكونْ
وتِلك العاصفةْ التي انتحرتْ
على شِغافِ ساقيةْ
يا تُرى ... مَنْ عَلَّمَ تلكَ الساقية
كيفَ تنتحرُ الشُجونْ
وذاكَ البيدرُ القمحيُّ في ثغركْ
يمتطي رحى طاحونةٍ
منْ زمنْ الغابرينْ ... ثُمّ يبكي
ليتكَ تدري كيفَ ...
كتبتُ شوقي على جدرانِ حزني
على أطيافِ أنغامِ السهرْ
على خصرِ غَجريةٍ رقصتْ معي
ذاتَ ليلةْ ... ثُمَّ انزوتْ ...
كانَ هُناكَ بعض عصافير
تَحمِلُ سِلالَ قَشٍّ
تنتظرُ أوراقَ ذاكرةْ
تأبى أنْ تكونَ ليلى
تلك التي رحلتْ إلى رصيفِ الذكرياتْ
سألتُ عني يومها ... خَجِلَ السؤالْ
تُراني مَنْ أكونْ ... ومَنْ تكونْ
يتثاءَبُ الفجرُ صَباحاً
بينما كنتُ أركبُ ظِلّي
وِجْهَتي أنتِ ... والسماءْ
على قعقعةٍ تمتطي الضِفّةُ الأُخرى
نزيفَ رابيةْ ... وقهْر قلب
وبقايا ذكرى تكادُ تنتحرْ
تركتُ فُنجانَ قهوتي يبكي
أخبرْتَه بأنّكِ أنتِ هُناكْ
وأنَّ الفرارَ إليكِ رُبّما
يطحنُ الشوقَ بفؤادٍ يحترقْ
بعدما أمسى على لُجّةِ جمرٍ شاحب اللونِ
اُنْظرْ إلى هذي السماءْ
وإلى جسدي الذي لا يُشبِهُ إلاَّ
لحناً ماتَ في الدربِ المُستقيلْ ...

------
وليد.ع.العايش
25/4/2017م