القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

نسيماتُ الحنان ...للأديب الكبير: حكت نايف خولي

نسيماتُ الحنان 

نسيماتٌ رقيقةٌ حنونة ٌ تداعبُ روحي المتناثرة 
على أرصفةِ الوجود.....
لا تسألني يا رفيقي من أين هبَّتْ هذه النسيمات 
وكيف وصلتْ إلى روحي ...
ما زلتُ أجهلُ سرَّها ولا أعرفُ عنها شيئاً ...
وما أحسُّ وأشعرُ به أنها بدأت تلملمُ ذرَّاتِ روحي
من على دروبِ الوجود وأرصفة الحياة .....
تلملمُها لتقتلعها من ترابِ هذا الكون
وتقذفها إلى البعيدِ البعيد ...........
وبدأتُ أحسُّ أنَّ إقامتي في هذه المحطةِ من الوجود
قد أشرفتْ على النهاية ...
هذه النسيمات رغم رقَّتها وحنانها وعذوبتها تحملُ تباشيرَ
بدايةِ رحلتي إلى عالم اللاوجود إلى العالم اللامحسوس ...
أحببت هذه النسيمات وعشقتها وتخيَّلتُ بها سعادتي وفرحَ
ما تبقَّى من بشريةٍ فيَّ...
ولكن بدأتُ أشعرُ أنَّها الشراعُ الذي أرسلته الأقدارُ
بعد أن نسجته بدقَّةٍ ورعايةٍ ليكون الزورقَ الذي سينقلني
إلى البعيد عبر محيطات الوجود الحسِّي وبين أمواجهِ العاتيةِ
سينقلني إلى كونٍ جديد ....
هذه النسيمات خلتُها دفَّة الأمانِ لي في أنواءِ وعواصفِ
هذا العالم, فإذا بها رياحٌ عاصفةٌ تقذفُ بشراعي عبر التخومِ
إلى الفضاءاتِ المترامية ...
يا رفيقي انا لست آسفاً على اقتلاعي من وحلِ هذا الوجود
لأنني سئمتُ منه وتقزَّزتْ نفسي من شناعاته وقبحهِ ..
ولكن كنت أحلمُ لو أحتضنُ هذه النسيمات وأعانقُها قبل أن أسافر ...
يا رفيقي لا تسألني عن الأقدارِ ومصائرِ البشرِ...
مللتُ التفكير وسئمتُ العقلَ والمنطق ...
واشمأزَّتْ نفسي من فلسفاتِ وعلومِ الأرض ...
وأتمنى أن أستسلمَ بعد أن أعياني التعب ..
لا تلمني يا رفيقي: التسليمُ خيرُ دواء ....


 حكمت نايف خولي


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏‏شجرة‏، و‏‏أحذية‏، و‏سماء‏‏‏، و‏‏نبات‏، و‏‏في الهواء الطلق‏، و‏طبيعة‏‏‏‏ و‏ماء‏‏‏‏