القائمة الرئيسية

الصفحات

جاري تحميل التدوينات...

دقّةُ التّعبيرِ القرآني في اسْتخدامِ الألفاظ.. للشاعر المهندس: خليل الدّولة

دقّةُ التّعبيرِ القرآني في اسْتخدامِ الألفاظ:

قالَ تعالى (يحلفونَ باللهِ لكم ليُرضوكم واللهُ ورسولُهُ أحقُّ أن يُرضوهُ إنْ كانوا مؤمنين) التوبة 62
وقالَ تعالى (وما نَقَموا إلّا أن أغناهُمُ اللهُ ورسولُهُ مِْن فَضْلِه) التوبة74
 يخبرُنا اللهُ تعالى في الآيتين أعلاه عنِ المنافقينَ الّذينَ كانوا يُظْهرونَ الأيمانَ ويُبطنونَ الكُفرَ والنّفاقَ أنّهم كانوا يأتونَ الى المؤمنينَ الصّادقينَ فيحلفونَ لهم أنّهم مؤمنونَ مثلُهم ليُرضوهم ويصِلوا الى مآربِهم الخبيثةِ من خلالِهم ومنها الحصولُ على الغنائمِ وغيرها منَ المكاسبِ الّتي فتحها اللهُ تعالى على رسولِه  ومَنْ معهُ منَ المؤمنينَ . ولكنّنا نلاحظُ أنّ اللهَ تعالى لم يستخدمْ أسلوبَ التثنيةِ في الآيتينِ أعلاه في قولِهِ (واللهُ ورسولُهُ أحقُّ أن يرضوه) وفي قولِهِ (أغناهمُ اللهُ ورسولُهُ مِنْ فضلِه) وكانَ المفروضُ من سياقِ الآيتينِ أن يقولَ (أحقُّ أن يُرضوهما) و(أغناهمُ اللهُ ورسولُهُ من فضلِهما) أي أسلوبُ التّثنيةِ كما قلنا باعتبارِ أنّ اللهَ تعالى ورسوَله أثنانِ فما السّرُّ في ذلك؟؟
 والجوابُ أّنّ الرسولَ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ هو عبدٌ مطيعٌ ومُنقادٌ للهِ تعالى في كلِّ أفعالِهِ وتصرُّفاتِهِ إنقياداً تامّاً فكلُّ ما يقولُهُ ويفعلُهُ هوَ بوحيٍ منهُ تعالى ، قال تعالى (إن هو إلّا وحيٌ يوحى) وقالَ (مَنْ يُطعِ الرّسولَ فقد أطاعَ الله) فجاءَ بهذا الأسلوبِ الرائعِ والدّقيقِ في بيانِ ذلك والله أعلم، فسبحانَ الّذي وسِعَ كلَّ شيءٍ عِلما 


المهندس خليل الدّولة
 15/5/2017


ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

تعليقات

التنقل السريع