القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

تقبيح الذنوب ، وشرور المعصية..عن سلسلة ( قطائف رمضانية ) للشاعر: سيد غيث

 بسم الله الرحمن الرحيم 
.
أهلا ومرحبا بكم أحبتي الغوالي مجـــددا مع البرنامج الرمضاني
.
..........................(( قطائف رمضانية )).....................
.
....وحلقة جديدة عن (( تقبيح الذنوب .. وشرور المعصية ).......


تقديـــــــــــم :
.
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة.. وجعل أمتنا خــير أمة
وأرسل الينا من كشف بــه الغمة وأخرجنا بنور الحـــــق من الظلمة 
صلوات ربي عليه .. وعلى اله وصحبه وسلم ..
الذنوب احبتي الغوالي : هي سببٌ لظهور الفــساد ونزول علـى الأرض
العذاب..ومن كثرتها : أظلمت السماء، وظهر الفساد في الـــبر والبــحر 
وذهبت البركات، وقلت الخيرات وتكدرت الحياة من فسق الظلمة وبكى
ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة وشـكا 
الكرام الكاتبون إلى ربهــم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح 
قست القلوب وكثرت الذنوب وانصرف الخــــلق عما خلقوا له، فعظم 
بذلك المصاب واستحكم الداء وعـــز الدواء ..وهذا والله مـــنذر بسيل 
عذاب قد انعقد غمامه، ومؤذن بليل بلاء قد اضلهم ظلامه ..
وإن المعاصي تخرب الديار العامرة، وتسلب النعم الباطنة لقوله تعالى:
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ يُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي 
عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

ما ظهرت المعاصي في ديار إلا أهلكتها ولا تمكنت من قلوب إلا أعمتها
ولا فشت في أمة إلا أذلتها.. إن للمعاصي شؤمها ولها عواقبها في النفس 
والأهل في البر والبحر: (( ظَهَرَلْفَسَادُ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ ايدي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)).

وإذا ابتلى العبد بالمعاصي استوحش قلبه وضعفت همته وعزمه وضعفت
بأهل الخير والصلاح صلته وقسا قلبه ووهن بدنه ..وذهب حياؤه وغيرته
وضعف في قلبه تعظيم الخالق العظيم .

ومن قارف المعاصي ولازمها تولد في قلبه الاستئناس بها وقبولها ولا يزال
كذلك حتى يذهب 
عنه استقباحها ثم يبدأ بالمجاهرة بها وإعلانها وغالب هؤلاء لا يعافون كما
جاء في الحديث: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرون وإن مــن المجاهرة أن
يعمل العبد بالليل عملاً ثم يصبح قد ستره ربه فيقول: يا فلان قــــد عملت
البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه فيصبح يكشف
ستر الله عليه )) .. رواه مسلم من حديث أبي هريرة.


ان الذنوب أحبتي الغوالي اذا دخــــلت القلــوب وسرت في العـــروق تظهر
أثارها في الوجه قبحاً.. ذلك مـا قاله شيــــخ الإسلام ( ابن تيمية ) في كتاب 
الاستقامة فقال : كلما كثر البر والتقوى قـــوي الحسن والجـــمال وكلما قوي
الذنب والإثم قوي القبح حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حــــسن فتطبع 
الذنوب على الوجوه اعاذنا الله واياكم ..( التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كمَن لا ذنْبَ لهُ )
فالتوبه تستوجب من الانسان ثلاثة أركان أساسية كي تقبل عند الله توبتـــه :
اولا: الندم.. فهو الركن الأعظم كونه متعلق بالقلب .. فالجوارح تتبع له .
والأمر الثاني الإقلاع عن الذنب في الحال ..بلا تسويف ..
وأما عن الأمر الثالث فهو: العزم على أن لا يعود إلى الذنب فتكون توبته
نصوح لقول المولى جل وعلا..(( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا 
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ))
.
ويشترط لقبول التوبة أن تكون قبل الغرغرة.. أي قبل ظهور علامات
الموت وأن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها.
وينبغي أن تتبع بالأعمال الصالحة فإن ذلك يزيل أثارها ويطهر العبد
من أدرانها ويبدلها بقدرته ورحمته حسنات ..

من أقوال الشعراء والفقهاء في (( الذنوب والمعاصي ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
يقول :(( الامام الشافعي ))

شكوت الى وكيع سوء حظي *** فارشدني الى ترك المعاصي
.
( وكيع ) هو الامام وكيع بن الجراح استاذ الامام الشافعى الذى 
كان يتلقى منه علوم الفقه .
.
.
ويقول: (( عبد الله بن المبارك ))

رايت الذنوب تميت القلوب *** ويخترم العقــل ادمانها
يبيع الفتى نصفه فــي رداه *** واسلم للنفس عصيانها



ويقول: (( ابن المبارك )) في المعاصي:

ايضمن لي فتى ترك المعاصي *** وأرهنه الكفالة بالخلاص
اطاع الله قوم فاستراحوا *** ولم يتجرعوا غصص المعاصي
.
.
ويقول :(( صالح بن عبد القدوس ))

فوحق من سمك السـماء بقــدرة *** والأرض صير للعباد مهادا
ان المصر على الذنوب لهالك *** صدقت قولي او أردت عنادا

ويقول الشاعر:

رأيت الذنـوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانها
فتـرك الذنوب حياة القلوب *** وخــير لنفسك عصيانها

ويقول اخر:

ذنوبي تشكو وما غيرها *** أقض منـــامي مــــن مقلتــي
أعاتب نفسي أما هزهـــــا *** بكاء الأحبـــة فــي سكرتي
أما هزها الموت يأتي غدا *** وما في كتابي سوى غفلتي
أما هزها من فراش الثرى*** ظلامٌ تــــزيد به وحشــــتي
ندمـــتُ فجئتُ لكــــم تائباً *** تسابقني بالأســى حسـرتي
.
أتيــــت وما لي سوا بابكم *** فـــإن تطردنّي فوا ضيعتي
إلهي أتيتُ بصدق الحنين *** يناجيكَ بالتوبِ قلبٌ حـــزين
إلهي أتيتــــكَ في أضلعي *** إلى ساحةِ العفوِ شوقٌ دفين
إلهـــــي أتيتُ لكــــم تائباً *** فألحق طريحكَ فــي التائبين
أعنه على نفســهِ والهوى *** فإن لم تعنـه فمـــن ذا يُعين


الخاتمـــــــة :
.
.
(( من قصص التائبين)) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكى عن الفضل بن موسى قال : كــان الفضيل بن عياض لصاً يقــــطع 
الطريق وكان سبب توبته أنه عشق جارية { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع
قلوبهم لذكر الله} وكان يرتقي الجدران إليها إذ سمع تالياً يتلو: فلما سمع
هذه الايات البينات قال: بلى يا رب قد آن فرجع فآواه الليل إلى خربة فإذ
ا فيها قافلة، فقال بعضهم: نرحل وقال بعضهم: حتى نصبح فـــإن فضيلاً 
على الطريق يقطع علينا. قــــال: ففكرتُ وقــــلت: أنا أســـعى باللــيل في
المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني.. وما ساقني الله إليـــهم إلا
لأرتدع اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة لبيتك الحرام .
.
((( يا رعاكم الله استميحكم أن أعبد لكم طريق الرشاد لترك الذنوب 
والمعاصي فهي تتلخص في الاتي ))) 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
= المواظبة على الصلاة.. لقوله تعالى:

(( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)).

= وعليك بالاستغفار ليل نهار:

من لزم الاستغفار: (( جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ))


= ولا تكن لعبة بيد الشيطان فيتلاعب بك .. لقوله تعالى:

(( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))

= من كثرت ذنوبة ومعاصية حرم من الرزق :
الانغماس في المعصية مجلبة للفقر. قال )) : إ ن العبد يحرم الرزق
بالذنب يصيبه (( رواه أحمد.
.
= لابد أن يمس قلبك اليقين بأن الله قادر على مغفرة الذنب.. لقوله تعالى:
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )).

والحذر من أن نكون من هؤلاء: قال صلى الله عليه وآلــه وسلم( ليأتين أقــوام
من أمتي بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هبـــاء منثورا .. قال الصحابة: 
ومن هم يا رسول الله ..؟ قال : أما إنهم مثلكم يصلون كما تصلون ويصومون
كما تصومون ولهم من الليل مثل مالكم ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها)
هذه بعض آثار الذنوب والمعاصي .. أحبتي.. ولو لم يكن منها إلا واحداً فقط
لكفى بالمرء عقلاً وديناً أن يبتعد عنها بالتوبة النصوح ..


= (( من شروط التوبة )) :


يشترط لقبول التوبة أحبتي..أن تكون قبل الغرغرة.. أي قبل ظهورعلامات 
الموت . وأن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها .
وينبغي أن تتبع بالأعمال الصالحة فإن ذلك يزيل أثارها ويطهـر العــبد من 
أدرانها ويبدلها برحمته الي حسنات .
.
والى الملتقى أحبتي الغوالي .. رمضانكم كريم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق النشر محفوطة للشاعر/ سيد غيث ..

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏نص‏‏‏‏