خمس قصص ق.ج
----------------------
*سَمَكةٌ
عَلِقَتْ بسُنّارتهِ ، ِسَحَبَ الخَيْط َبسُرعةٍ ؛ وجَدَها صغيرةً،تَتَلوّى وهي تُغادرُ مُرَغمةً عالمَها الجّميلَ . قَرَّرَ مَنْحَها عُمُراً أطوَلَ، قَذفَها إلى الماءِ؛ استقبلتها أنيابُ تمساحٍ جائعٍ.
*إكراه
مزّقوا ثوبَ اختيارِها ،أجبروها أنْ ترتدي ثوبَِ النسيان. في الطريق حين صادفته ،سَمعَ مِنْ عينيِها تأتأةَ الاعتذارِ.،ومضتْ تجرُّ حزنَها الثقيلَ.
*راع
وجدَ الجدول قد جَفَّْ.استلقى في الظل. جاءته بالماءِ ِ، داعبتْ خُصُلاتِهِ ،نامَ على فخذِها .قبل المغيب لَحَسَتْ نعجاتهُ وجهَه ،ساقها عائدا وطيف أمِّهِ التي تركته وَرَحَلتْ مازال يملأ عينيه.
*فالنتاين
قادَها للإحْتِفالِ بعيدِ الحبِّ .هَمَسَتْ َوهُما يُغادِرانِ : رَحَل الأبناء كلهم،وبقينا وحدنا عجوزي الحَبيب.عاد مساء يتوكأ على عكازها ، وبقيت هي في برّاد الجثث بانتظار الدفن.
* بَخْسٌ
عادَِ المُبتَعثانِ بعدَ سنواتٍ ،الأوّلُ ،بشهادةِ عُليا، والثّاني، بشهادةِ طبّاخٍ ماهرٍ.
بعدَعامٍ ،طلبَ الأولُ مِنَ الثاني مُبادَلةَ وظيفتيهِما ، ردَّ الثاني بخبث: يا صاحبي سأرشِّحُك لسيدي؛ لأنني أحتاجُ فعلاً لغاسلِ صحونٍ بإناقتِك.
بعدَعامٍ ،طلبَ الأولُ مِنَ الثاني مُبادَلةَ وظيفتيهِما ، ردَّ الثاني بخبث: يا صاحبي سأرشِّحُك لسيدي؛ لأنني أحتاجُ فعلاً لغاسلِ صحونٍ بإناقتِك.
-----------------------------
مجيد الزبيدي
(من مجموعتي ق.ق.ج (سيقان وأجنحة).