القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الضّحية / قلم ذو فكر


الضّحية 

فتاة بعمر الثّامنة عشر أنا، زهرة انتظرت موسم الرّبيع بشوق لتسمع فيه صوت النّدى وهو يقرع أجراس أوراقها أن تفتّحي، فتاة تشهد لها مرآتها بحبّها لتضاريس جسمها الأنثوي وهو يُعلن ملامح الاكتمال، هذان النّهدان اللّذان يشكّلان للبعض مجرّد أكياس من اللّحم البشري كانتا بالنّسبة لي مشروع أنثى، مشروع امرأة، مشروع أمّ ووظيفة إرضاع.
أقف اليوم متأمّلة ملامح الحياة التي ما كنت أظنّ يوما أنّها ستكون بهذا الشّكل ، نعم أنا ضحيّة رجل سرق منّي عمر الثّامنة عشر، سرقني، نهش لحمي وخرّب جسمي الأنثوي 
بعدما كان يعدني بجنّة ما بعد الزّواج التي سنعيش فيها نأكل من ثمرها ما نشاء كآدم وحوّاء، كنت له حوّاء لكنّه كان إبليس اللّذي تقمّص معي دور البطل، حاملٌ أنا وياليت الحمل ما حصل، حاملة لثمرة الضّياع لنتيجة الخداع، حاملة لابن قيل لي أنّه ذكر، تدهورت معه صحّتي ونفسيتي أكثر فأكثر، الجسم الحالم بوظيفة الأمومة يتعوّذ الآن من شرّ ما حمل، أنا صاحبة النّهدين الخائفتين الممزّقتين ألفظ أنفاسي الأخيرة على طاولة الولادة السّابحة في بركة الدّماء، طاولةٌ تحكي مجزرتي، كلّ شيء منه كان قاتلا حتّى ابنه كان كذلك. 
ــــــــــــــــــــــــــــــ
سامية مجاهدربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏