الحديث الأخير للمجنون
مدى لي كفك ..حتى اعرف تاريخك..حين قال الرجل الجالس في منتصف الطريق الصحراوي :
كل الماضي كل الحاضر وبعض من المستقبل ..في خطوط اليد الواحدة ..
كنت في أخر لحظة ..ما بين طبقات الصمت ..وإفرازات العقل ..
يأتيني صوتك ..ممزوجا بحذاء مقلوب يربط على القلب ..أصرخ ولا أحد يسمع صوتي ..ماذا ؟ هل بدأ العقل يذوب ؟ أنا من مدة مخنوق ما بين الضلع الأيمن .. والضلع الأيسر ..وصوت يأتيني من بعيد ..يناديني ارفع رأسك حتى يمر الصوت ..وأنخفض ..ولا يمر الصوت ..ولا شبه الصوت ..بل أنا الذي ينقص طولي أمتار وأمتار .
يأتيني صوتك ..من شباك بيتي الوحيد ..يدحرجني بين خطوط البلاطات ..إلى عقب الباب ..من بين خطوط العنكبوت ..أشاهدك مقلوبة الجسد ..والفخذين على أخرهما مفتوحتين بين زوايا الصالة ..أصرخ .. أتقارب ..أتداخل ..من بين خطوط العنكبوت أمر اليكى .
ياتينى صوتك ..من أعلى نقطة في سقف الحجرة إلى أسفل نقطة على الجدار ..حين أهم بالاقتراب حين تتعلق الكلمات فى فراغات الحجرة كالمشانق ..حين يصير التلامس أقرب من هواء الزفير ..يخرج على المارد من عمودك الفقري .. ينهش جزء منى .. يقطم أرنبة الأنف ..يقطع لسان اللسان ..وحين يهم بغرز الخنجر .. أقفز من شباك بيتي الوحيد .. إلى الشارع .
محمد الليثى محمد
أسوان

تعليقات
إرسال تعليق