* حاضر الأمة الإسلامية *
الرّيح تعصف،والأمواج تلتطمُ * والزّورق الرّمز بالأحجار يصطدمُوالرّعد يخطُب،والظّلماء مُصغيةٌ * والسُّحب تُدمع،والأقدار تبتسمُ
والبدر-صاحِ-لهول الأمر مُحتجبٌ* والبرق لاح،فغطّت رأسها الظُّلم
وهذا ملّاحنا المسكينُ مُرتجفٌ * ضلّ الطّريق،وأوهت عزمَه الدّيم
لولا العناية كان الموجُ يبلعه * فلا رفيق هُنا يُرجى،ولا رحم
فهذه حالةُ الملّاح أنقُلها * روايةً،ويُزكّي نقلَها القلم
قد شابهت أُمّةُ الهادي دقائِقها * فحالُها مع تلك الحال مُنسجم
وقد أحاطت بها من كُلّ ناحية * قِوى الضّلال وجُنْد الشّر،فالتحموا
كما تداعى جِياعٌ حول قصعتهم * فهكذا قد تداعى حولها الأُمم
وأُمّة المُصطفى في قعر مُظْلِمةٍ * ويحلُمون،وماذا ينفعُ الحُلُم ؟
رضُوا الهوان،فهانوا عند غيرهمُ * وأهملوا الذّكر،فالجبّارُ مُنتقم
أنّى اتّجهتُ أعُد،والحُزنُ يغْمُرني * والهمّ يكتُم أنفاسي،كذا الألم
فهذه القُدس تشكو ظُلم غاصبها * وتطلُب العَون،والأبطالُ أين هُمُ ؟
فإن أرادت سلاما،لم يكُن حسناَ * إذْ ليس يُرعى لها عهدٌ ولا ذِمم
والحربُ بالسّيف،لا بالصّخر تقذفُه * عسى يُرفرف فوق الضّفة العلَم
والصّربُ في البُوسنة المِعْطاء قد عبثُوا * ودمّروا مُدُنا كُبرى،فهل غنموا ؟
وقتّلوا الشِّيب والشّبان،واغتصبوا * فهُم ذِئابٌ،وغِيدُ البوسنة الغَنم
وبالعراق قِتالٌ طال من زمنٍ * كذا بليبيا،فهل في العُرب مُعتصم ؟
ومجلسُ الأمن هل يسعى لنجدتنا * وهل ب"لاهايَ" عدلٌ إذْ هي الحَكَم ؟
العدلُ يُرجى لدى الرّحمان مُنفرداً * هل بعد ذلك يُرجى العُربُ والعَجم ؟