القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عمار بلحسن رجل اغتاله جسده فأرادته الكتابة: / وسيلة مجاهد (فراشة النبراس ) الجزائر


عمار بلحسن رجل اغتاله جسده فأرادته الكتابة:

ـــــــــــ
لطالما حدّثتني والدتي أطال الله في عمرها، منذ طفولتي عن "عمار بلحسن" ليس كأديب أو ككاتب وإنّما كشخص معطاء ومضياف، مثابر ومكافح. عاشق للكتب وللغة الضاد. كبرت وتعرفت على بلحسن الكاتب وفعلا كان كما وصفته أمي لي، معطاءا بحرفه.
عمار بلحسن كاتب ومؤرخ وباحث سوسيولوجي من مواليد 13 فيفري 1953 في منطقة "مسيردة" بتلمسان، مرّ في حياته بمحطات صعبة، لكنّه تغلّب عليها بإصراره وكفاحه حيث كان القلم سلاحه الوحيد للدفاع عن أفكاره ولتحقيق ذ
اته، هذا السلاح لم يمنع المرض من التغلغل داخل جسد متمسك بالحياة مسببا له رحيلا أزليا ذات 29 أوت عام 1993. غادرنا بلحسن بعدما اغتاله جسده، لكن من أرادته الكتابة يصعب على الموت تغييبه كليا، ففي كل مرة نصادف فيها إصدارات هذا الرجل نعيده إلى الحياة دون إذن من الموت. حرائق البحر، أصوات، فوانيس، مجموعات قصصية بدأ بها الأديب مسيرته وتبعها بدراسات وبحوث حول الثقافة الجزائرية صدرت في كتب منها: "الأدب والأيديولوجيا" و "كشف الغمة في هموم الأمة" هذا الأخير دعا فيه إلى ضرورة تثقيف السياسة بدل تسييس الثقافة. عُرف الكاتب بحمله لهموم أمته وبتصويره للوضعية الإجتماعية المزرية التي كانت تعيشها الطبقة الفقيرة في المجتمع الجزائري، تصوير سردي بجمالية شعرية وتقنيات حداثية، لينتقل بعد ذلك إلى وصف جسد يُغتال في كتاب جاء على شكل سيرة ذاتية معنونة ب "يوميات الوجع" وهو آخر نبضة تركها عمار بين أيدينا نلامس فيها مسيرة نجاح لم يخضها وحده بل اختار فيها رفيقة درب لطالما كانت خير سند له " فاطنة هاشيم/ بلحسن امرأة أثبتت صحة القول "خلف كل رجل ناجح إمرأة" فاطنة لم تسمح لعمار بالموت حينما أكملت المسيرة بعزم، حيث عملت على تربية الأطفال والحفاظ على ماتبقى من حرف مسيردي وجب أن تبقى ونبقا أوفياء له. 
في آخر دردشة لي مع فاطنة بلحسن أخبرتني عن تنفيذها لوصية خلّفها زوجها مفادها وضع كتب مكتبته الشخصية في خدمة الطلبة والباحثين. عمار حتى بعد الموت لا يزال يخدم أمته.
في ذكراك أيها المثابر لك منا سلام
 وسيلة مجاهد (فراشة النبراس ) ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏جلوس‏‏‏