القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

مابعد اليأس/ سامية مجاهد

ما بعد اليأس:
هاهي محبوبة الكون الذهبية تطل، كانت جميلة بإشراقها، أم أنّ شروقها الأخير في ظلمة أيامي يختلف، يمكنني أن أرى الرّصيف الإسمنتي البارد هناك، حركة السيارات والمارّة ، أعتقد أنّ الكون سيدخل في لحظة صدمة بعد دقائق، يمكنني رؤية أحمر الشفاه وهو يهرب من صرخة ستطلقها المرأة الأنيقة القادمة من آخر الشّارع عن جهة اليمين، بعد لحظات سيلوَّن الرصيف الإسمنتي بدم رأسي المهشّم، ستأتي سيارات الشرطة وسيحاولون التحقيق في الموضوع، هل كانت حادثة انتحار؟ أم أنّ شخصا ما دفعه من أعلى البناية؟، سيُشرّحون جثّتي وستغرس الحياة أنيابها داخل كبدي الطري وهي تحاول أن تُلحق بي أكبر الخسائر حتى وأنا ميت. سأجيبك سيدي المحقق فلا داعي أن تشعل سيجارتك وأن تقف هناك محاولا نسج الأحداث، لقد كانت حادثة دفع أو دافع بعد جدال طال داخلي بين نقطة الأمل وبحر اليأس الذي يحويني، الجميع سيقولون كيف فعلها؟ سهلة جدا تقدمت بخطوة نحو الهاوية، سلمت نفسي لنيوتن لأكون إحدى الجثث التي تستشعر الجاذبية بالارتطام لا بقوانين على الورق، لا أعلم لما تذكر ت تلك البلهاء التي أوهمتها يوما أنّي أحبها بصدق وأنّها مشروع زواج، تبا لها وللعالم ولي، أي زواج وأي إنجاب قد أساهم فيه داخل هذه الدوامة القذرة؟، أعتقد أنّها كانت امرأة صالحة للارتباط، لا بأس ستجد من يحبها وأراهن على أنّها ستحب ذلك الأبله الذي سيواسيها في مصيبتها باسم الشّهامة، الهواء وحده الآن قابل للخنق إذ لا يمكنني التنفس وأنا أهوي، نبضات قلبي كانت أقوى من صرخة الجماهير الواقفة هناك، الخوف من الألم واستشعاره قبل الارتطام كان عذابا نفسيا لا يمكن وصفه، الموت ملتصق بي أو بالأحرى أنا من التصقت به مع أول انفصال عن السطح، أمي تذكرتها وأنا على مشارف الارتطام أو لعلي لم أشأ ذكرها حتى لا أتراجع .أم.......ي، قال لي الموت أنّها كانت آخر كلمة قلتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سامية مجاهد

L’image contient peut-être : une personne ou plus