الغادة الحالمة *************
يراود حلمٌ عقـــولَ الغوانــي *** مداه قصيــر كَمَـرّ الثوانـيوإن جاء شـكّ سيبكيـها حتـى *** تجفّ الدّمـــوع فتحلم ثانـي
أراها تبـــــوح بســــــرّ خفيّ *** فتبهـــج حيـنا وحينا تعانـي
وتروي أساها وتسأل عنـــه *** ولامن مجيب ســوى مقلتان
تجودان دمعا يسيـــل فيدمي *** كحرق وجاءت بــه جمرتان
وقرّت أولاها بقلب مُعنّى *** وأخرى استقلّت بنطق اللسان
تعاني الأمرّ لفقـــــد حبيــب *** تقول تعال فنومـــي جفاني
وتفرح لما يزورهــا طيــف *** تقول بشـــــوق أراه أتانــي
ويهمس همسا يكاد يغيــــب *** فتسمع لحنا كتلك الأغانـــي
وترنو إليه بعينــــــيْ مُحبٍّ *** تقـــول ألبّــــي إذا مادعاني
وليتها قالت دعوني لشأني *** سأصبر حتما على من نساني
جواب الغواني كتلك القلـوب *** يكـــون كلاما مع الخفقان
قلوبها دوما بصدق تـــــدقّ *** فتأخذ منـــها جميل الأماني
وتترك فيها سهاما وتغــــدو *** فتسعى إليه بكــــــــل تفان
إذا ما دهاها السفيه بحمــــق *** تراه بريئا وليــــس بجـاني
أتاها بحلو الكـــلام نفــــــاقا *** فمالت إليــــــه بلا رجحان
براءة طبع وطيبـــــــة قلب *** أراهمـا نقـصـــا ولاتكفيانِ
فأين ذكاؤك،حــــوّاء قولي *** فليس الغباء بحـــظّ الحسان
وليس الدهاء يليــــق بهـــنّ *** لأنّ الدّهـــاء نقيض الحنان
وليس الخداع لكل الرجال *** هنـــــاك الأبيّ بــــلا لمعان
فطبع الإباء وحسن الخصال *** إذا جَدَّ جِدٌّ سينتصـــــران
وبعد الظلام سيبــزغ فجرٌ *** مآل النفــــــاق إلى الذّوبان
ناصر بومعزة