أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

الشام عشق
--------------
يا عاشق الشام هل في الشام منْ أمدِ
إنّـــي عـبـرت إلــى ذاتــي بــلا جـسـدِ

حـمـلت حـلـمي عـلى أكـتاف قـافيتي
و جـئـتُ أسـعى إلـى عـينيه فـي كـبَدِ
تـقـطّعتْ بـي دورب الـثلج فـي نـزقي
فــمـدّ لــي عـشـقه حـبـلا مــن الـمـسدِ
ذا الـشـام يــا صـاحـبي نـبض أطـارده
رفــعـتُ فــيـه أحـاسـيـسي بــلا عـمـدِ
فــي الـشام شـام تـربّى فـي مـخليّتي
بـــه ألامـــس خـــدّ الــضـوء دون يــدِ
أوّلــت مــنْ شـفـتيه الـسـمر لــي لـغـة
فخالط الهمس في موجي صدى الزبدِ
تــأوي دمـشـق دمـوعي حـين أسـكبها
فـمـا لـهـا الآن تـبـكي فـي جـفون غـدِ
نـصـف الـحضارات مـرّتْ مـنْ مـفاتنها
قـلْ ألف حسن و زدْ ما شئت من عددِ
يــا عـاشـق الـشـام مـا تـعنيه أزمـنتي
لــوْ طـفـت مــنْ بـلـد مـلـغى إلــى بـلدِ
فــهــذه الأرض دون الــشــام ثــرثــرة
كـمنْ يـصلّي صـلاة الـسبت في الأحدٍ
الـشـام مــنْ جـنّـة الـمـأوى لـنـا نـزلـتْ
فـكـيف تـمسي جـحيما صـاعد الـكمدِ
الــشـام لـــوْ لــمْ هـنـا تـحـويه أمـكـنة
أبـصـرتـه بــيـن بــرج الـدلـو و الأســدِ
الـشام يـا عـاشق الـشام الشريف رؤى
تـسـتلهم الـفـجر مــنْ رزنـامـة الـجـلدِ
الـشـام أنــت و أنــت الـشـام يـا لـهفي
هــلْ فـي أنـاي لـعطر الـشام مـنْ مـددِ
تـسـرّب الـعـشق مـنْ أصـقاع ذاكـرتي
و وحــده الـشام فـي روحـي كـمُعتقدِ
لـلـشـام تـهـفو فـلـول الـقـلب أجـمـعها
و فــيـه تـكـتب شِـعـري نـشـوة الأبــدِ

الشاعر : يوسف الطويل