أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

منابع العطش
--------------
أتصمت في فوضى الجراح مواجعُهْ
يـخادع هـذا الـشعر و الشعر خادعُهْ

يـداعب في الصحراء شكوى نخيلها
و رمــل الأمـانـي خـاصـمته زوابـعُـهْ
أتـى مـن أقاصي اللفظ يحمل حزنه
و بـالـلغة الـعـطشى تـفـيض مـنابعُهْ
كـــأنّ هــواه الـعـذب مـلـح قـصـيده
إذا خـالـطـتْ تــلـك الـرزايـا روائـعُـهْ
لـــه ثـغـر عـصـفور و قـلـب حـمـامة
و فـي عـشقه تـلغي الـبكاء مـدامعُهْ
لـــه وطــن فــاق الأمـانـي شـسـاعة
تـضـيق بـحـلم الـيـاسمين شـوارعُـهْ
أنــــاه أنــــاي الـمـشـتـهاة و وجــهـه
تـقاسيم صـبر فـي الشظايا يصارعُهْ
هـو الـشاعر الـدرويش فـي نثر جبّة
بـها شوقه الصوفيّ هاجتْ صوامعُهْ
تـسـرّب مــنْ بـيـن الـمواعيد شـهوة
بـها كاد يعصي العطر و الورد طائعُهْ
أتــاه عـلـى حـين مـن الـموت خـلده
فـأمستّ تـداري الـذكريات فـواجعُهْ
فـــنــال بــأشـعـار الـيـتـامـى نــبــوّة
و فـــارتْ بـتـنّور الـحـيارى شـرائـعُهْ
فـكـمْ مــنْ غـريب فـيه عـانق أنـسه
و كـمْ مـنْ كسير في دم الضاد تابعُهْ

الشاعر : يوسف الطويل