القائمة الرئيسية

الصفحات

جاري تحميل التدوينات...

كُلُّ فَصْلٍ يُحْسِنُ الْقَتْلَ / شعر: عمارة بن صالح عبد المالك - الجزائر

كُلُّ فَصْلٍ يُحْسِنُ الْقَتْلَ

إِذَا بَكَتْ فَوْقَنَا الزَّرْقَاءُ لَوْ طَـلَّا
أَبْكَتْ بِسَقْيِ السَّوَادِ الْأَعْظَمِ الْوَيْلَا
كَأَنَّ بَلْدَاتِنَا أَحْوَاضُ مَاشِيَةٍ
وَ الْمَاءُ يَنْزِلُ فِي أَوْسَاطِهَا وَحْلَا!
مِثْلُ الشِّتَاءِ فَإِنَّ الصَّيْفَ يَقْتُلُنَا
جَدَاهُ، بَلْ كُلُّ فَصْلٍ يُحْسِنُ الْقَتْلَا
وَ مَا أَشَدَّ وَ مَا أَنْكَى مُصِيبَتَنَا
إِذَا الرِّيَاحُ اسْتَحَالَتْ لِلْجَدَا خَيْلَا
تَرَى سَنَابِكَهَا لِلْخَلْقِ دَاعِسَةً
مِثْلُ الْجَمَادَاتِ مِنْ أَرْوَاحِهَا تُخْلَى
تَطْفُو جُسُومٌ وَ أَشْيَاءٌ يَطُوفُ بِهَا
بَيْنَ الْأَزِقَّةِ سَيْلٌ مُتْبِعًا سَيْلَا
تَرَى الْمَنَازِلَ مِنْ أُسٍّ قَدِ اقْتُلِعَتْ
أَوْ صُدِّعَتْ وَ الْحَدِيدُ الصُّلَّبُ انْحَلَّا
فَيَخْجَلُ الطُّوبُ وَ الْإِسْمَنْتُ مُنْتَقِضًا
وَ لَيْسَ يَخْجَلُ بَانٍ يَمْلِكُ الْعَقْلَا!
وَ تَنْطِقُ الطُّرْقُ وَ الْإِسْفَلْتُ مِنْ أَسَفٍ
عَمَّا جَرَى، وَ تُرَخِّي الدَّوْلَةُ السُّدْلَا
هَلْ كَانَ يُهْلِكُنَا أَدْنَى الْكَوَارِثِ لَوْ
أَنَّ الْبُنَى بِأَيَادِي الْمَكْرِ لَمْ تُعْلَا؟!
شُغْلٌ يُغَشُّ، وَ أَمْوَالٌ تُغَلُّ، وَ أَوْ-
رَاقٌ تُزَوَّرُ، كَلَّا لَا نَجَـا كَلَّا
هَلْ كُلَّمَا ارْتَجَّتِ الْغَبْرَاءُ أَسْفَلَنَا
يَوْمًا تَصِيرُ أَعَالِينَا هِيَ السُّفْلَى؟!
لَوْ أَنَّ مَوْطِنَنَا الْيَابَانُ مِنْ زَمَنٍ
كُنَّا انْقَرَضْنَا وَ لَمْ تَعْرِفْ لَنَا أَصْلَا
وَ لَوْ جَزَائِرُنَا الْفَيْحَاءُ مَمْلَكَةٌ
لِـأَصْفَرِ الْجِنْسِ كَانُوا الْبَعْدَ وَ الَقَبْلَا
تَسْمُو الْعُلُومُ بِأَهْلِيهَا إِلَى زُحَلٍ
وَ يَدْفِنُ الْجَهْلُ فِي وَادِيهِ مَنْ ظَلّا
لا يتوفر نص بديل تلقائي.شعر: عمارة بن صالح عبد المالكلا يتوفر نص بديل تلقائي.

تعليقات

التنقل السريع