القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

خطوة على طريق ترشيد الوعي [ ١٤ ] .. يحيى محمد سمونة

خطوة على طريق ترشيد الوعي [ ١٤ ] 

قال لي صديقي: كثيرا ما تعجبني روح التفاؤل لديك! ففي الوقت الذي غدت فيه أمة العرب في أسوأ حالاتها إذا بك تنظر إليها على أنها المارد القادم من بعيد ليستلم مقود الحضارة من جديد !! غير أني لا أشاطرك الرأي في ذلك لأني أراك تنفخ في رماد !
تبسمت و قلت لا بأس إن شاء الله ... و إن لي عند كلامك هذا عدة وقفات فتأملها جيدا ذلك أنها محكمة البناء و ذات رؤية بعيدة المدى.
الوقفة الأولى: المواطن العربي شيء و الحكومات العربية شيء آخر .. فالمواطن العربي لا تزال لديه قابلية لتلبية نداء الفطرة و السير في ركابها، فيما لا تزال الحكومات العربية تتبع السياسة العالمية التي يقودها رهطا من " القواد " [ أقول "قواد" و ليس "قادة" و الفرق واضح و فهمك كفاية ]
و ما بين هذه و تلك فإن إرادة الله و مشيته تمضي في الوجود بحذافيرها، ف متى تزول و تندحر أمة و متى تزدهر أمة فتلك مشيئة الله و ما الإنسان العربي ولا السلطات الحاكمة في العالم العربي سوى أدوات بين يدي قدر الله فمن الناس من يستعمله الله في خير الناس و من الناس من يستعمله الله في شر الناس - ذلك ليقضي الله أمرا كان مفعولا -
الوقفة الثانية: رجال الفكر وحدهم يضعون بين يدي المجتمعات طريقتهم في الحياة
فالفقيه الذي يستنبط الأحكام من مظانها هو رجل فكر يعرف كيف يرسم للمجتمع مستنيرا بما بين يديه من نصوص هي بمثابة المرجع له
و كذلك رجل الحرب هو رجل فكر يعرف كيف يقود الجيش استنادا إلى التقارير و المعطيات بين يديه
و كذلك رجل الاقتصاد هو رجل فكر يعرف كيف يرسم لبناء قوي راسخ استنادا إلى استفادته من أقصى ما لديه من إمكانيات و موارد
الوقفة الثالثة: إن مسألة تفعيل الفكر في المجتمع الواحد يعني إعطاءه زخما و قوة دفع جبارة على طريق النهوض
- بشرط أن يكون التفعيل ضمن الاتجاه الصحيح

- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -

 ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏