القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

غزّة. بين الشقيق والعدُوِّ. !عماد الدِّين التونسي

غزّة. بين الشقيق والعدُوِّ. !**********************
خَلعَت عامًا ..
وإِرتَدت آخَر ..
برقْم جدِيد..

بتفَاؤل جدِيد..
بأمَل جدِيد..
بأشْجار المِيلاد المجِيد ..
بالهدَايا ..
بالقُبلاَت..
بالأُمنِيات السَّعيدَة..
إلاَّفي
غزَّة..
القنابل.. !!
عِوض الألْعابِ الناريَّة.. ! !!
* * * *
غزَّة..
أنْياب الظَّلام..
فِي اللَّيالي البارِدة..؟
تلْتفِت يمِينًا ويسَارًا ..
علَّها ترَى ناصِرًا..
قادِمًا ..
من هُنا أو هُناك..!
علَّها تسْمع وقْع خُطى الأشِقَّاء ..
لنجْدتِها..
لفكِّ الحِبال السَّميكة ..
المُلتفَّة حوْل رقبَتها..!
وبمُرور السَّنواتِ ..
تلاَشى أَمَل..
* * * *
غزَّة..
الشُّموع..
رُويدًا رُويدًا..؟!
مُنبِّهًا لجِراحها..
وكِذبَة مُجبَرة عليّها ؟..!
* * * *
غزَّة..
السَّنوات العِجاف.. !!
تمُوت ببِطء ثقِيل ..
تصْرخ وتُنادي ..
ولا مُجيب..!
غزَّة..
الحِصار..
* * * *
مُتعبًة..
محْبوسة..
في غُرفة ضيِّقة ..
مُقيِّدة ..
بخُذلاَن أشقَّائها..
وتجَاهل رِفاقها..
وأسوَار شيَّدها عدوُّها..
ليخْنقها..
ليقْتلها ..
دُون رَصاص..
لينْهش جسَدها..
لتتَمنَّى موْتها ..
لترْتاح مِن وجَعها..
لتحْفر فِي الأرْض قبرًا..
لتدْفن نفسَها فيه..!
ويخْتنِق الهوَاء..
حتَّى هُنا..
* * * *
غزَّة..
الجِراح الغائِرة..
يفُوتها القِطار ..
و هِي ببسَاطة ..
غيْر قادِر ..
علَى بِناء المحطَّة..
فتَبيت..
فِي الظَّلام الدَّامس ..
و هِي ببسَاطة ..
فيْض بترُول.. !
* * * *
غزَّة..
هاشم..
تستحِقّ ما تُعانيه..
لأنَّها لم تتعلَّم لُغة الهزيمة..
لا تَستطيع أن تَقول هُزمت..!
أحْرف لا تَعرِفها ..
ولِسانُها ..
العربيّ الفصِيح ..
يستَثقِل نُطقها..
* * * *
غزَّة..
الجُنديُّ الأخِير..
لا زَاد ..
ولا عتَاد ..
ولا أنصَار..
تسْتيقِظ كُلَّ صبَاح..
تُنادي تكْبيرَات شُهداءِها ..
أنَّات مرضَاها ..
لعنَات شبَابها ..
تنْهيدَات عجَائزِها ..
وتُنشد:
أنا غزَّة..
البَقاء ..
أنا غزَّة..
الحيَاة..
* * * *
غزَّة..
الحُضن الأخِير..
لقلْبِ أُمَّتِها..
بشَعر صبَاياَها..
تنسُج العَلم المُرفرِف ..
في الأَعالي..
لتُحييَّ ..
همَّة الأحْرَار..
لتَصيِح ..
* * * *
غزة..
الأحْرَار..
فِي أبْنائِها:
أيُّها المُتعَبون..
أيُّها الجبَّارون..
لاَ تسْمحُوا للموْت بخِداعِكم..
لاَ تمُوتوا جُوعًا..
ولاَ مرَضًا..
ولاَ قَهرًا ..
بلْ موتُوا ..
برصَاص أعْدائِكم..
عسَى أنْ تسْتيْقظ أُمّتكم ..
علَى صرْخة شَهيدٍ ..
فتَعرِف شقِيقها..
منْ عدُوِّها..!
فِي غزَّة..
رِوايَة الصُّمود..
فِي غزَّة..
الحِصنِ الأخِير..

**********************
عماد الدِّين التونسي

عماد الدِّين التونسي