القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

خطوة على طريق ترشيد الوعي [ ٢١ ] بقلم:يحيى محمد سمونة

خطوة على طريق ترشيد الوعي [ ٢١ ]

[ في الوقت الذي بدأنا نعي فيه دورنا و ما يدور حولنا، كان لا بد لنا من منهج صارم نسير بمقتضاه نحسن من خلاله توظيف وعينا هذا كي نمنع عدونا أن يغدر بنا من جديد و يركب موجة وعينا هذه و يعود بنا ثانية إلى الوراء! ثم نندب حظنا و ما آلت إليه أحوالنا !! ] .. يحيى ..
قال لي صديقي: سبق لك في واحدة من منشوراتك أن تطرقت إلى كلمة " ناس " و كم أعجبتني يومها تحليلاتك الرائعة لتلك الكلمة! حيث أنني أدركت من خلال تلك التحليلات قوة و عظمة و بلاغة لغة العرب و دورها الرائد في توجيه الإنسان نحو رؤية واضحة جدا لكيفية سير الأمور في الكون و في حياة الإنسان دونما عبث أو خلل أو تشتت أو غموض !
قلت لصديقي: و هل من مناسبة للعودة إلى تلك التحليلات؟
قال: نعم .. ثمة ربط لا يخفى بين سلسلتك في ترشيد الوعي و بين كلمة " ناس " التي سبق لك و قلت أنها من " النوس " الذي هو الحركة الاهتزازية المضطربة.
قلت لصديقي: عملية ربطك هذا تشير إلى قدرتك الفائقة على التحليل و التركيب - تلك القدرة التي تعد مجتمعة بين أفراد مجتمع واحد أسا و مرتكزا لقيام دولة قوية.
قلت: " ناس " .. كلمة عربية تطلق على مجموعات بشرية مضطربة في حركتها، فهي - أي تلك المجموعات البشرية - معلقة من طرفها الأعلى إلى إرادة الله و مشيته، و مرسلة من طرفها الأسفل إلى إرادتها و مشيئتها هي. فهي تنوس في حركتها نوسانا فتذهب - وفق إرادتها - تارة ذات اليمين، و تارة ذات الشمال ! و لو أنها - البشرية - إلتزمت بمنهج محكم لغدت على استقامة في حركتها و لم تعد تنوس مضطربة !
من هنا نجد أن خطاب القرآن الكريم للذين آمنوا يغاير خطابه للناس، ذلك أن قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ) يخص فئة من الناس قد استقامت على منهج معين، لكن قوله تعالى: ( يا أيها الناس ) إنما يخص مجموعات بشرية لا تزال تتحرك وفق إرادتها بعيدا عن منهج محكم فهي إذن تنوس مضطربة في حركتها.

- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -

بقلم:يحيى محمد سمونة