خطوة على طريق ترشيد الوعي [ ٢٢ ]
[ قد كنا و لا نزال - نحن أفراد هذا الأمة - نتحرك وفق إملاءات مغلفة بغلاف سحري يبهر الأنظار ! حتى يظن الواحد منا ممن يأخذ و يعمل بتلك الإملاءات أنه على صواب فيما يقوم به و يعمل! و ما نحن في حقيقة أمرنا سوى أضحوكة بين يدي عدو يسخرنا لصالحه و يسخر منا ]
الذي دعاني إلى هذا التقديم لمنشور اليوم أن اخا و صديقا عزيزا تحفظ على كلمة "ثورة" التي افتتحت بها منشوري ما قبل الأخير و گنت أشير بها إلى أنها - أي الثورة - فعل و عمل أهوج يصدر عن امرئ ثائر.
أي صديق: دعني أقف معك بضعة وقفات لا تخرج عن مضمون منشوراتي في ترشيد الوعى و توظيفه فيما يضمن صحة و سلامة سلوك الواحد منا
1 - الذي أقصده بالثورة عادة في كتاباتي ثورة فرد لا ثورة المجتمع. فثورة الفرد دائما و أبدا هي عمل مرفوض بكل المعايير. و أما ما يسمى بثورة مجتمع على الظلم فهذه تتطلب وجود رجل حكيم يقود الجموع بكثير من الحكمة و الروية كي يضمن ألا تتحول الثورة من ثورة على الظلم إلى ثورة ظالمة، و هيهات في وقتنا هذا أن نجد ذلكم الرجل الحكيم الذى خلا عمله من غايات و مصالح شخصية.
2 - رأيتك و أنت تتحفظ على طعني بما يسمى بالفعل الثوري تتمثل بمثال الحسين بن علي - رضي الله عنهما جميعا - حين " ثار " - بحسب قولك - على يزيد بن معاوية في محاولة منه دفع الظلم
قلت: الحسين بن علي - رضي الله عنهما جميعا - رجل مجتهد و يحق له الاجتهاد لأنه من آل بيت النبوة - على صاحبها أفضل الصلاة و أزكى التسليم - فهو - أي سيدنا الحسين - حين قاد الجموع لم يكن فعله "ثورة" بل كان ذلك من قبيل الانتصار للحق - بحسب ما أدى إليه اجتهاده رضي الله عنه و أرضاه -
3 - أي صديق: لو أتيتني اليوم برجل يقود الجموع انتصارا للحق و هو على حكمة و سداد في الرأي فلن أسمي فعله ذاك "ثورة " بل هي دعوة صادقة لإحقاق الحق على بصيرة [ لكنه حتى الآن لا شيء يشير إلى ظهور ذلكم الإنسان ]
قلت: الحسين بن علي - رضي الله عنهما جميعا - رجل مجتهد و يحق له الاجتهاد لأنه من آل بيت النبوة - على صاحبها أفضل الصلاة و أزكى التسليم - فهو - أي سيدنا الحسين - حين قاد الجموع لم يكن فعله "ثورة" بل كان ذلك من قبيل الانتصار للحق - بحسب ما أدى إليه اجتهاده رضي الله عنه و أرضاه -
قد يعجبك ايضا