القائمة الرئيسية

الصفحات

جاري تحميل التدوينات...

دروب شائكة (ق.ق.ج)

عبثا نحاول أن نحيا، لكن أيدي القذارة دوما لنا بالمرصاد لتعيدنا سيرتنا الأولى.




تكريم:

على صدره علّقت لافتة كتب عليها بالبنط العريض صالح للاستهلاك.
أدخل يده في جيبله فإذا كل الأيادي قد إلتفت حولها تنازعها فتات خبز يابس علق بها.
سحب يده، ثم نظر حوله في الفراغ الّذي لفّه.
وضع أصابعه في فمه، و تقيأ أخر لقمة عفنة قدّمت له منذ دهر.

في المساء كانت الرّيح تتلاعب بلافتة معلقة على هيكل عظمي انتصب وسط الشّارع،
وقد كتب عليها بخط باهت: انتهت الصّلاحية.


قناع

أخذ كيسا أبيض، رسم عليه بالأسود عينين وأنفا، وشفتين منفرجتين.
أثاء الرّسم سقطت نقطة حبر بين الشّفتين.
وضع الكيس على رأسه وخرج.

قال أحدهم:
ما أجمله من محيا لولا أن السّوس لم ينخر أسنانه.



بقلم:
المختار حميدي (خالد)

#دروب_شائكة

#قصة_قصيرة_جدا

#ق_ق_ج

#أدب_عربي

#قصة_ومضة

#رمزية

#سخرية_سوداء

#النقد_الأدبي

#النبراس_الأدبية

#المختار_حميدي

#كتابات_عربية

#الواقعية_الرمزية

#الأدب_الحديث

#قصص_عربية

#إبداع_أدبي

#وجع


لمحة:

في هذه النصوص الومضية، يزاوج الكاتب بين الرمزية والسخرية السوداء ليكشف عفن الواقع الإنساني المتكلّس.
تتحوّل الأشياء اليومية إلى مرايا أخلاقية، وتغدو اللافتات والكيس رموزًا للزيف الاجتماعي وفقدان المعنى.
تنبض اللغة بكثافة شعرية تجعل الصورة تختصر المأساة بعمقٍ مدهش.
إنها كتابة تمسك باللحظة وتجرّدها حتى العظم، لتصرخ في وجه الخواء الإنساني.

📚 منشور في مجلة النبراس الأدبية – قسم القصة القصيرة جدًا
التنقل السريع