القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

_ جريحُ زيتون _ / الشاعر : وليد.ع.العايش - دمشق -

_ جريحُ زيتون _
________
مخالبُ الصمتِ لنْ تنحني 
فإنَّ أبوابي لاتزالُ مُشرعةْ 
وبابُ زيتونةٍ عطشى 
منذُ مئاتِ العصور العقيمةْ 
تَعصِرُ زيتها 
ليُنيرَ الدربَ ... 
أُماهُ ؛ انتظري قليلاً 
لا تُحطّمي النوافذَ كُلَّها 
فالحجارةُ تختبئُ 
بينَ أوانيكِ النُحاسيةْ 
وما بينَ الحضورِ ؛ والغيابْ 
مازالَ اسمي هو ؛ هو 
وصفصافةُ بيتنا 
تحملُ جنيناً 
أحدُ جناحيهِ منْ أوراقِ تينْ
سأبقى هُنا 
وأدعَكِ تُغادرينْ 
فإنَّ الرمايةُ تحتاجُ لغُصنِ زيزفونٍ
كي أرمي الحجرْ 
وأغيّرَ ما كتبهُ منْ أمتي, الغابرينْ 
سأكتبُ تاريخي موثّقاً بِدمي 
وأغنّي نشيديَ المُفضّلَ 
لطفلي اليتيمِ ؛ وثغري 
لا أعلمُ لِمَ غادرَ الآخرينْ 
رُبّما سقطَ سهواً منْ قواميسِ اللُغاتْ 
بأنَّ بلادي أمستْ بعيدةْ 
كبُعدِ القمرْ 
كعزوفِ الشجرِ 
عنْ ميلادِ الثمرْ 
أنا كلُّ شهورِ السنةْ 
في الخريفِ ؛ وفي الربيعْ 
والصيفُ الحاملُ طفلاً رضيعاً 
وحدهُ يأتي حميمياً هذا الشتاءْ 
منْ دمشقَ أرْقُبُ صهيلَ قطارٍ 
ينوي الرحيلَ إليكِ ؛ حيثُ أنتِ 
رُبّما يحملُ بعضَ الرجالْ 
في زمنٍ معتوهٍ, مُحالْ 
تكاثرتْ الذكورةُ في رحْمِهِ 
وقلَّ كثيراً جبروتُ الجبالْ 
عفواً ... أيُّها القطارُ المُغادرْ 
فإنّي قصدتُ ( بقايا الرجالْ ) 
وحدهُ يأتي الشتاءْ 
يُمطِرُ كبندُقيةِ جنديٍّ نبيلْ
فَيُزهرُ الرصاصُ في الطريقْ 
وعندما يصلُ إلى مقهى الغُزاةْ 
يُمسي بُركاناً يئزُّ ليلَ ... نهار 
بيدري مازالَ مُترعاً بحباتِ قمحٍ 
وقفصةٌ من غناءِ الأساطيرْ 
تُولَدُ منْ هنا , فَهُنا 
سَيولدُ المسيحُ الجريحْ ... 
__________
وليد.ع.العايش


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏