القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

" الجزء الثاني " روأية قصيرة من جزئين للكاتب: فتحي عبد العزيز محمد

" الجزء الثاني " روأية قصيرة من جزئين :
حبيبتـي أسترليشـيا.. 

" الذكي لايمكنه ان يكون شيئا خطيرا وان الأحمق وحده هو الذي يمكنه ان يكون اي شيء " 
دوستويفسكي Достоевский
عندما نكون هذة المرة خلسة لوحدنا ويضمنا فجاءة الطريق الطويل , والمرصوف من الجانبين لليونتى مباشرة أو للمجمع أو ملاعب كمبوني , وأخوتها الصغار " عارف " و " باسل "هناك على مبعدة تقريبا مشغولين بالكامل بالتشاكس والتنازع , حول لعبة المنوبلي أو أى لعبة من هذا القبيل , أقول لها معاتبا فى تحسروتوجد ظاهر , وبعد أن أصبح الان كل شىء واضح وكالشمس فى رابعة النهار :
ـ ولكن غدا بعد زواجك الميمون .. , وهذا أكيد ستقفزين فجاءة بالزانة من حي المطار والى "أوماك "و" المشتل " راسا لرياض ـ الخرطوم ذاك العالم المجهول ...؟اا", غير أنها وبعد طول تمحيص وتدبر قالت بمنتهى الهدوء والثقة , وهى تفرقع أصابعها الواحده تلوا الأخرى :
لا عالم مجهول ولاحاجة .. ثم كل هذا الم يكن منك أنت .. وبسببك ؟؟ ما أصلك كدا ..ـ 
من الاول وهمان وخيالي .. ؟؟اا " , أنتفض فجأة كالملسوع وأستغرب لهجتها وأتساقط أسفا قائلا :
ـ " كل هذا منى ..؟ا , وأنا بعد كل هذا الذى يحدث الان أمام أعيني وهمان وكمان خيالي ؟؟اا , لتضيف قائلة :
ـ " بالطبع أنت الان لا تصدق هذا ؟اا,.. ولكن أسال غيرى .. والعاقل قالوا يميز أنا بنت كمبوني أترك هندسة الخرطوم وأغامر لوحدى بالزواج منك .. , وأنتظر هجرة سويا لأحلام وعوالم أخرى مستحيلة كمان لجامعة " كانبيرا " , ولاسترليشيا البعيدة نفسها ...؟اا , لتردف أيضا وبعجل : 
ـ حقيقى وصراحة كدا.. أنت تبشرنى بالمستحيل .. ؟اا, كل الناس تترجاك وترفض بكل عنجهية وصلف وكبرياء أدأب الخرطوم أو كليات التربية كلها , وراسك والف سيف .. تقول منتظر بعثة أقتصاد سياسى لجامعة" نيوكسل أبون تاين " وبالاسم .. قد تكون ..أو لا تكون .., لتواصل بتعجب وأستهجان :
ـ فوق لنفسك مرة .. أنت وهمان بتحلم يا " كوتش " يا أبن الوزير معاش.. واللة دا عشم أبليس .. وقابلني ...؟اا", لتواصل حديثها بعناد واضح وأنا مبهوت تماما بل كنت فى حضرتها رجلا صامت فقد حتى النطق والحديث , ثم بجانب آخر تشوش على وتذدريني قائلة وبمنتهي الاستخفاف :
ـ " ثم تقول لى وببساطة شديدة .. مرة سأحول البعثة أو المنحة لطب بـ " شيكيا أو " رومانيا " .. , واسع أسمعها منك لجامعة " كانبيرا" .. البعيدة ..اا, صراحة عت أنا وأمي .. نتهيب غموضك وبرودك .. الذى يرجف ويثلج عظمي " , بل وأنا وحدي القابضة على الجمر أصرخ بلا صوت داخلي وهى بالطبع تسمعني وأنا أقول لها :
ـ " ثم حتى ولو تزاحمت كل المصائب والمصاعب .. , والتى هى حتما الى زوال .. قولى لى ومع كل ذلك أين وعودك الاولي ولنشق طريقنا سويا ..ولوحدنا ؟ وبعزيمة وأصرار لايفلة الحديد .. , و بعيدا من أى وصاية من أى أحد كائن من كان .. , وبعيدا حتى من جاه وسلطان أهلي وأهلك .. , ونبنى بالكفاح والصبر والعزيمة , لوحدنا عشنا الحلم كغيرنا قشة .. قشة .., ثم هذا فى حد ذاته بالتصميم والعزم الجاد ليس بمستحيل .. , ولأضيف بتحسر :
ـ .. ثم قولى لى أين أنت بالحق منذ البارحة ..؟اا , ثم أين حتى بسمتك والتى كانت وما زالت .. تفعل داخلي فعلها الساحر وأكثر .. , بل وأحيل معها المستحيل الى حقائق وواقع معاش ومدهش ؟ .. قولى لى أين بسمتك الان .. تلك التى كانت بالحق تضيئي لى .. أنا وحدي مابين النيل .. والسماء ..؟؟اا, بالحق قولى لى أين هي ؟؟ اا" , وعند هذة الوقفة أو النقطة بالذات تجاهلتني متعمدة , ومضت الى سبيل حالها مبتعدة عنى كالمجدور أو المسلول وعن أحلامي وحقائقي وواقعي المزري الان تماما , لتشق معة هو وحدة طريق مستقبلها الجديد المبشر والواعد , وبالطبع المفعم بالامانى العذبة والحياة السهلة الرغدة والمنعمة والمرفهة ووجاهتة هو الان وكوزيرولائي ملئ السمع والبصر, وتركتني وحدي لاوأجة المستحيل ومصيري المحتوم والعاثر , وأطلقتني هكذا وبلا رحمة وكما يتقولون عكس الريح وبتناسيها الكامل لدروبي الشاقة والوعرة , ولأكابد لوحدى بعدها الأمرين وتصاريف الدهر والأيام ولأبعد مدى , وهي فى كل ذلك تتأبط بالطبع نصائح أهلها وأمها المنهمرة عليها الان كالسيل العرمرم ,ومضت بعدها معه وهى لاتالوا على شىء سواء الانعتاق بعيدا وللأبد عن حقائقي المرة وواقعي المزري وجناني البعيدة الموعودة , ولقبي الجديد أبن الوزير معاش , بل وأنا أقسم لها بالصدق وبكامل حضوري اليقيني قائلا :
ـ " ولكن لن تجدي أبدا يا " .... " وفى كل هذا الكون الفسيح العريض , ومهما بحثتي شخصا وأحدا غيرى يحبك فى شخصك وذاتك ويقدرك مثلى , وهذة حقيقة أخيرة ووحيدة وساطعة كالشمس يجب أن تفهميها تماما ", وهذا ما قالوه لها و ناصحوها بة صويحباتك المقربات بعد ذلك مارسا ونجلاء وأوشا , وأنهم حقيقة ذاك اليوم المشهود لم يقفوا أبدا فى صفى , وإنما بتجاربهم ومعرفتهم الكاملة بأحوالنا وظروفنا سويا , نصحوك كزملاء ووقفوا معك وانحازوا لصفك ولمصلحتك أكثر منى , وسوف ترين ذلك إذا كان فى العمر بقية , بل قالت لهم يومها بغرور وبكبير تعسف وشطط :
ـ " بس أتلهوا وأسكتوا أنت وهى .. , لم يعد هناك وجود فى عالم اليوم لعالم أو لجيل ..التضحيات والذى منة .. , والذى يحلم بة وحدة أنة أنسان مثالي وخيالي لا يحسن التعامل مع الواقع المعاش ..أبدا .. ؟؟ ااا. 
بعد زواجها ا لميمون وخروجها مباشرة من حياتي كلها , وعلى غير ما كنت أتوقع أطلاقا أبتسم لى أخيرا حظي العاثر , ووفقت فى السفر والحصول على منحة مجانية من جامعة " كانبيرا " باستراليا البعيدة , تلك الجامعة العريقة والمرموقة والتى طالما حلمت للاتحاق بها والتى شغلت بها نفسي ردحا من الزمان الاول الجميل , وللسفر لدنيا وعوالم جديدة وبعيدة ومختلف وفى كل شىء , وبنصف الكرة الجنوبي ولقريتنا الكونية الارضية , ذاك العالم المجهول والجديد والحديث والمتجدد دائما , والمفعم بالطبع بالبعاد والغربة وأكتشاف النفس والذات والعمل المجهد المضني والتصميم الشديد لبلوغ المرام , ولاحقق هناك كل ما كنت أنشدة وأحلم بة من طموحات وتطلعات , ومستقيل وأعد وزاهر بعد ذلك وبمجهودات شاقة وجبارة , ولأصبح بعدها باحثا أكاديميا ومحاضرا زائرا وفى العديد من جامعات العالم , ورقم علمي صعب وفى عالم النظم وبحور المعلوماتية لايمكن تجاوزة ابدا , وتتشرف بريادتى بلادي والكثير من دول العالم الأخرى , ولاعمل بعدها مستشارا أقليمي دائم للبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية " الجات " وباستراليا نفسها , وتزوجت بالطبع بعدها وقد كان وجرت بعد ذلك وتحت الجسور جميعها مياه راكضة كثيرة ولسنوات عدة , وفجاءة وبدون مقدمات أنكشف المستور وتحولت حياتها هى , وكما علمت فيما بعد الى مشاكل مفتعلة وغير مفتعلة أو ما يشبه الشجار والمواجهات , والمبارزات اليومية الطاحنة مع أهل زوجها الذين كانوا يمقتونها كليا وبلا سبب وأضح سواء الحسد , وبالتالي الى تناقضات شبه يومية فجة وعميقة مع زوجها هو الآخر الشاب الوزير البروف الوجية والمنحاز الى أهلة قلبا وقالبا وفى كل شىء , ثم تبدل أو تحول حالها أوحياتهم والى ما يشبه الانفجار الكبير والتحولات الفجائية السريعة والداوية والغير مؤاتية تماما , والتى يشيب لهولها الولدان وأدت سريعا بالتالي الى خرس فى العلاقة وتعليقها مباشرة وبالطبع والا ما لا يحمد عقباة .. , قالت لى زميلتها بالجامعي وتؤم روحها الدكتورة " مارسا أجوك " المحاضرة بجامعة " رمبيك " , وعندما التقيتها بعد ذلك وفى مدينة " سيدني " الاسترالية وبعد عدة سنوات , وهى ترأس تيم دولة جنوب السودان الوليدة والمشارك لاول مرة وفى التدريبات النهائية والشاقة , ولاولمبيات كاس العالم القادم للشباب وفى اللعاب القوى :
ـ أذكرها ولآخر مره عندما جاءت تودعني بالمطار .. ونحن متوجهين بعد الانفصال مباشرة الى "جوبا" , فاجئتنى من دونهم جميعا وباحت لى يومها بالمستور كلة وبأشيائها الخاصة وأفكارها المشتته والمبعثرة حقيقة ومحنتها المحزنة تماما .. , وهى كانت حقا موجوعة حد الاشفاق والغبن ولمتناقضات عدة مبتورة وجدت فجاءة نفسها وفى آتونها وبلا يد أوجريرة , ولأتسر حقيقة لأعدوا ولا صليح .. , لتردف قائلة :
ـ .. كانت مثلا تشكوا لى وحدتها وأغترابها الداخلي المزري .. وعن كل ما كان يدورمن حولها وسوء الأحوال والاختيارات من بعدك .. , بل وهى مازالت نادمة حقيقى على كل شىء حدث بينك وبينها من بعاد وفرقة وكما توقعت أنت , وأنبلجت لها حقيقة أنها لم ولن تجد وفى كل جنبات كل هذا الكون الفسيح الرحب , من يحبها ويعزها ويقدرها وفى شخصها وذاتها المفعمة بالطموح والتوثب العبقري للإمام .. غيرك أنت وبالذات .. , لأنك من كنت تفهمها وتقدرها وتثق فى مقدراتها وطموحاتها وفى كل كلمة تقولها , ولكن هذة هى الحياة والدنيا وهذا هو القدر المكتوب وقد كان , قالت لى يومها وأنا غاية فى الاستغراب والدهشة وهى تفضفض وتعترف لى وبكل شىء وهى الصموتة دوما: 
ـ قبل زواجنا الميمون كان المعيد الوزير شخص آخر مختلف .. , وبعد الزواج أضحى أيضا شخصا آخر ومختلف تماما .. , ولم أحسب بتاتا بانة بالفعل أبن أمة المدلل ولهذة الدرجة البائسة من الملق والاسفاف .. , ومع كل ذلك كان أكبر سناريست ومخرج أفشيهات وأكلشيهات لمشاكل ضحلة مفبركة ووضيعة وسمجة أراه فى حياتي كلها , كم أنة كان ممثل حازق وجبار ولكل حبكاتة الدرامية التى ينسجها من حولي , ومن وحي خيالة المشوش الآسن وهم يصدقونة .., لارضاخي وكسر أرادتي وتفردي الذى يمقته وأعتدادى الكبير بنفسي وقناعاتي الخاصة , , كان بجد نسخة شيطانية من "أيفأن الرهيب ", طاغية وقاسى القلب لدرجة البرود والتجمد ودمة كذلك .. , خدعني تماما بمظاهرة الكذابة , ولعلها قالت يومها وفى دخيلة نفسها :
ـ .. تبا لك أيتها المظاهر الخداعة ..اا", أولعلها أقسمت بلا تحفظ , ونظرت الية وهى تمقته قائله :
ـ واللة لو كانت المظاهرالخداعة رجلا لقتلتة ..؟اا" ثم وهى تواصل قالت :
ـ " أيامها كان الزمن قد توقف تماما .. , وكأن كل شىء قد تأجل والى حين .. , وبعد الزواج ومولودى الاول والذى يلية جاءت أشتراطاتة القاسية , وتحكماتة المتعسفة بعض الشىء وهواجسة وتعقداتة المهترية القاسية والمغلفة زيفا وبهتانا
.. تجرجر أزيالها تباعا , أحترت فى فهمة بعد ذلك كليا , .. حتى شروطي لاكمال دراستي ركلها بعيدا بتسلطة وتحكمة الأخرق الغريب .. , ولم يتركني لأكملها وقال لى بالحرف الواحد :
ـ " مهندسين فى مركب واحدة .. أقصد ريسين فى مركب واحدة يا مدام .. بغرقوا المركب اا" , وحتى لقب " باشمهندسة " البسيط لغتة أمه وأخواتة بجرت قلم..
وحتى غير مأسوف علية تجنيا وتعسفا .., ومسحن تواجدي المادي وكان لم أكن فلا شىء يعلوا عليهم .. هم بنات الحسب والنسب الرفيع .. , وهن حقيقى الجاهلات المتجاهلات وقبضايات المجتمع المزعوم بالمخملي .. , ولم يتركوا لى بعدها سواء لقب "مدام الوزير مهيار " .., بالطبع أجلت الجامعة لعدة سنوات ومرات بعد زواجي لارضاء أمة وأرضاءة هو.. , ولاستقبال مولودى البكر والذى يلية ثم بعدها فصلت بأمرة ..هو ومباشرة وقبل تخرجي بعام وأحد فقط , وبعد تعينة فى منصب المحافظ .. مرة بولاية نهر النيل .. ومرة بهجليج ثم مستشار وسفير متجول وهلم جر.. , بل ولم أكمل حتى عامي الثالث كزوجة حتى أكتشف بالصدفة المحضة .., وبعد عدة سفريات وماموريات مبهمة لة بانة متزوج قبلها .., وأنا كنت الزوجة الثالثة والأولى فى الترتيب والتى أختارتها لة أمة بقناعة منها ومحض أختيارها , وبعد سلسلة طويلة من نزواتة أو زيجات العديدة والتى يريد أو بنشد منها شىء سواء التقرب زلفة للدائرة الحزبية الضيقة التى بيدها الامر والنهي , وعندما أفقت لهول ما أنا فية وطالبتة حتى بالعدل أشهر أسلحتة كلها فى وجهي .., وكان أمامى خياران لا ثالث لهم صراحة .. سواء الانفصال , كما أنة وبشططة وفى كل شىء بعد ذلك لم يغفر لى ما يدعية جزافا بالماضي .. , وفى ذلك بالذات كان فظا غليظ القلب .., أما وعندما طالبتة بالطلاق ثأرت ثائرتة .. , وساؤمنى بقسوة ونزع مني بلا أدنى رحمة كل شىء كان تقريبا يربطنا سويا حتى الاولاد وأعادهم وبشروطة هو .., ونسي حرفيا حتى مسالة الفضل بينكم والتى كان موكلي يطالبة دائما بها , وكان يقول لى بتبجح :
ـ يا ويلك أنت حقيقة غير مأمونة على نفسك .. ناهيك عن الاولاد وتخالفين الشرع .., ثم ما أنت الا سواء واحدة من الناشطات ولمنع التعدد المباح اا ", وأنا أقول لة ممتعاظ: ـ " ثم أين العدل فى كل ذلك يا حاج ... ؟ " وهو يقول بكل تسلط وقهر وأ 
.. ـ هذا عدلي معك أنت .. كان عجبك وانت حرة ...؟ , ولكنة لوح لى بعد عدة سنوات من التقاضي , بالركون لأقرب الأجلين وكلاهما مر .. فقبلت بالأخير على مضض " .
حقيقي سمعت بكل هذا الان فقط , وأنفعلت أيما أنفعال وبأسف بالغ وشديدا لسوء حظها التعس والعاثر , ولكن صراحة لم يعد بمقدوري أو أمكانى حتى أن أقدم أو أفعل له أى شىء مؤثر أو ذات بال سواء المواساءة الحقة , بالطبع كنت يومها وبعد كل هذة السنوات الطويلة الماضية قد تزوجت بامرأة قنوعة ونبيلة , وهى الان سيدة لمجتمع كامل من الأبناء والأحفاد , وباشمهندسة مرموقة وست بيت لايشق لها غبار أبدا, ولكننى لا أدرى لما وبعد عقد ونصف من الزمان أتهورهكذا وكصبي يافع أو أى مراهق مبتدئي , وأدرير بطريقة غير مسئولة أطلاقا وفى غفلة زمن رقم هاتفها الثابت غصبا عنى وربما من باب الفضول ليس الا .. , أو حب الاستطلاع والذى قتل وكما يقولون الهره, والذى أحدث بطريقة أو ما وفعليلا ذاك الجرح أو الشرخ الذى لم ولن يندمل أبدا فى حياتي كلها , بالطبع كانت المحادثة نفسها والتى أقحمت فيها شخصي الضعيف بسفه كامل وشطط مزري وغريب مشوشة ومربكة وغامضة ومبهمة بعض الشىء لها, بل والذى أذهلني تماما أنها لم تنساني أبدا وكأنها كانت وبكل حضورها الطاغى تنتظرها على أحر من الجمر ومنذ سنوات عديدة والكفيلة بنسيان كل شىء تقريبا, ووضعت بعد ذلك أثارها الغائرة عليها , ولكنها حقيقى أعيتني تماما واعتبرتها ضربة أخرى موجعة موجه لى وتحت الحزام وخطأ عمري كله بعد ذلك , كما أنني ما زلت أذكرها تماما كانت سريعة وقصيرة ومختصرة جدا وبتدبر أو دونة .. , وكان صوتي المبتور يأتيها مقتحما من الجانب أو العالم الآخر الجديد , فجاءة وبلا أستيذان حتى ولاقول لها :
نيو ساوث ويلز".. "مساء الخير مدام .. معاك بروف " موسى " بتصل من جامعة "ـ .. بالامس وصلتني محادثة فائتة .. من الوزيرالبروف" مهيار ".. , لأواصل: 
ـ عفوا مدام طبعا دا رقم المنزل .. واليوم عطلة .. , إذا سمحتي ممكن أكلموا وضروري ؟؟اا
بعدها قال جاني صوتها..البعيد والذى أعرفه تماما .., مبحوحا بعض الشىء لتقول لى فى هدوء وتحفظ متصنع : 
ـ أسفة هو ليس هنا .., لتضيف سريعا ..
هو غير موجود هنا " , لأواصل وبعناد: ـ 
ـ للضرورة أحكام مدام .. أرجوك الا يوجد لة رقم آخر..؟اا , أكيد لة رقم حاولي أن تتذكرية ..؟اا , بامتعاظ ردت قائلة : 
.., لأردف : هوغير موجود هنا الان .., ونحن لا نعرف لة الا هذا الرقم وبس ـ 
ـ تقولين نحن أهذا يعنى أن لة منزل .. أقصد بيت آخر ..عفوا أقصد زووجـ ... ., ردت مقاطعة حديثة هذة المرة , بثبات ومنفعلة بعض الشىء وبحده وحزم : 
ـ أرجوك .. قلت لك غيرموجود .. غير موجود .. وهذا يكفى ؟؟ اا .. " ,أحاول أن أطيل المحادثة لأبعد مدي .. , وأحاول أن أستفز فيها أشياء لاردف : 
.., بالطبع أخرجتها هذة المره عفوا " مدام " أحاول بس .. لوأستفسر.. وأذا أمكن ..ـ 
عن طورها , لهذا جاني وكما يقول صوتها مقاطعا هذة المرة وحاسما , وردها صاعقا ورادعا ومغلف أستهجان وكياسة وهى ترخى سماعة هاتفها فورا فى وجهي وهى غير أسفه .. 
ـ يوووووا....أرجوك بطل غلبة .. وأحترم نفسك .. , وهذا يكفى يا بروف " راجي موسى.. " أنت غبي ولا بتغابي ؟.... هذا ليس بيتة .. , وأكرر هذا لم يعد بيتة .. , ثم تلتقط أنفاسها لبرهة زمن ولتقول بحسم موجع : هو لم يعد لة بيت هنا.. , ولا حتى وجود هنا .. , أنت الآخر الا تفهم ؟؟ااا, .. صحيح والله .. بروفسيرات أخر زمن ... اا .. 
تمت " ,,, 
فتحي عبد العزيز محمد
سوداني ـ بودابست ـ مقهى الانجلكا 
31-12-م 1999

فتحي عبد العزيز محمد سوداني ـ بودابست