القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

(رسالة إلى ولدي) / الشاعر : مصطفى طاهر - الرياض -

(رسالة إلى ولدي)
كلمات/مصطفى طاهر

اقْرَأْ بُنَيَّ رِسَالَتِي وَبَيَانِي .........وُاحْفَظْ لَهَا فِيِ القَلْبِ وَالوُجْدَانِ
العُمْرُ يَفْنَى وَالحَيَاةُ قَصِيْرَةٌ.............وَالكُلُّ يُلْبَسُ حُلَّة الأَكْفَانِ
لا مَالَ يَنْفَعُ لا بَنْونَ وَلا غِنَى........حَتَّى وَلا عَرْشاً مِنَ العِقْيَانِ
وَاغْنَمْ مِنَ الأَيَّامِ صُحْبَةَ مُؤْمِنٍ......واهْجُرْ رَفِيقَ السُّوءِ وَالإفْتانِ
وَاحْذَرْ بُنَيَّ مِنَ التَّمَادِي فِي الغوَى..وَاحْذَرْ بُنَيَّ مَسَالِكَ الشَّيْطَانِ
وَانْعَمْ بِتَقْوَى اللهِ تَحْيَا هَانِئاً..............وَتَنَال مِنْهَا جَنَّةَ العَدْنَانِ
كُنْ طَيِّباً سَمْحاً كَرِيماً قَانِعاً........وَالْزَمْ دُرُوبَ الخَيْرِ وَالإحْسَانِ
برْ وَالدَيْكَ وَكُنْ لَهُمْ مُتَوَاضِعاً.......بِالبِّرِّ تَنْعَمُ فِي رِضَا الرَّحْمَنِ
وَدَعِ البَخِيْلَ وَلا تُجَالِس كَاذِباً......وَابْعدْ عَنِ الإسْرَافِ بِالعصْيَانِ
جدْ وِاجْتَهِدْ وَاظْفَرْ بِعلْمٍ نَافِعٍ........وَانْهَلْ مِنَ الأَخْلاقِ وَالعرْفَانِ
مَنْ يَبْتَغِ.. رُتَبَ التَّمَيُّزِ وَالعُلا .........يَبْنِ .. لَهَا بِالجِدِّ وَالإتْقَانِ
مَنْ يَخْطبِ الحَسْنَاءَ يَدْفَعْ مَهْرَهَا....وَالمَهْرُ يَا ابْنِي غَالِيَ الأَثْمَانِ
سُفُنُ الحَيَاةِ فَقَدْ يَمِيْلُ شِرَاعُهَا.......وَتَتُوهُ يَوْماً عَنْ رُؤى الشُّطْآنِ
رَبُّ الرَّعِيَّةِ إِنْ مَضَى فِي غَيِّهِ........غَرِقَ السَّفِيْنُ بِغَفْلَةِ السَّفَّانِ
لا ضَيْرَ أَنْ تَكْبُو وَتَفْشَلَ مَرَّةً........قُمْ وَانْتَفِضْ لِتَجَاوُزِ الخُسْرانِ
وَاصْبِرْ عَلَى فِتَنِ الزَّمَانِ وغَدْرِهِ...إِنَّ المَصَائِبَ مِخْبَرُ الشُّجْعَانِ
وَاقْرَأ بُنَيَّ فَفِي القِرَاءَةِ صِحَّةٌ...............وَثَقَافَةٌ لِلْعَقْلِ وَالأَبْدَانِ
لا تَرْتَضِ.. إِلا المَعَالِي صَهْوَةً.....مَنْ يَجْتَهِدْ يَصْعَدْ إِلَى الأَفْنَانِ
مُتَأمِّلاً فِيْ الكَوْنِ يَسْبُرُ غًوْرَهُ.........وَبَدِيع صُنْعِ الخَالِقِ الدَّيَّانِ
وَمُجَازِفاً لا يَسْتَكِيْنُ لِذِي هَوى.......يَهْوى الصِّعَابَ بِهِمَّةٍ وَتَفَانِي
مُتَوَازِناً فِي قَوْلِهِ وَفِعَالِهِ............نَبَذَ التَّطَرُّفَ فِي رُؤى الإيمَانِ
تَرَكَ التَّكَاسُلَ وَالتَّهَاونَ وَارْتَقى ..........نَحْوَ الثُّرَيَّا رَاقِيَ الأَذْهَانِ
وَعَلَى الصَّلاةِ مُحَافِظاً فِي وَقْتِهَا.....عَاشَ الحَيَاةَ بِطَاعَةِ الرَّحْمَنِ
هَذِي المَلامِحُ قَدْ صَفَتْ لِمُمَيَّزٍ.....يَسْعَى وَيَرْقَى فِي العُلا الفَيْنَانِ
وَفَصَاحَةُ الشُّبَّانِ مَكْمَنُ عِلْمِهِمْ..........إِنَّ الدُّخَانَ عَلامَةُ النِّيْرَانِ
وَاحْذَرْ بُنَيَّ مِنَ الشَّمَاتَةِ وَالعِدَا........فَالدَّهْرُ دَوَّارٌ عَلَى الإنْسَانِ 
جُدْ مَا اسْتَطَعْتَ وَلَوْ قَلِيْلاً رُبَّمَا...مِنْ قَطْرَةٍ تَرْوي صَدَى الظَّمْآنِ
أَوْ لُقْمَةٍ قَدْ تَسْتَهين بِقَدْرِهَا..........وَعَظِيمَة فِي حَاجَةِ الجوْعَانِ
طَوِّرْ حَيَاتَكَ عِشْ بِها مُتَفَائِلاً...........إِنَّ التَّشَاؤُمَ مَقْتَلُ الشُّبَّانِ
إِنْ ضَاقَتِ الدُّنْيا وَشَحَّ عَطَاؤهَا........لا تَبْتَئِسْ فَالرِّزْقُ بِالمِيْزَانِ
وَاصْبِرْ سَيَفْرِجُهَا الكَرِيْمُ بِفَضْلِهِ.......وَالخَيْرُ يَأْتِي دُوَنَما اسَتِئْذَانِ
وَإذَا السَّمَاءُ تَجَهَّمَتْ بِغيُومِهَا..........هَذِي بَشَائِرُ غَيْثِهَا الهَتَّانِ
وَإذا الظَّلامُ تَلاطَمَتْ أَمْواجُهُ..........فَالفَجْرُ حَانَ بِنُورِهِ المُزْدَانِ
وَالشَّمْسُ يُشْرِقُ فِي الصَّبَاحِ ضِيَاؤُهَا....وَالطَّلُّ يَزُهو فِي لَمَى الأغْصَانِ
وَالأَرْضُ تَزْهُو وَالمَرَابِعُ تَزْدَهِي......وَتَوَشَّحَتْ بِالعَصْفِ وَالرَّيْحَانِ
وَالطَّيْرُ يَرْقُصُ نَشْوَةً بِسَمَائِهَا.........فِي مَهْرَجَانٍ شَادِيَ الأَلْحَانِ
فَاقْنَعْ وِلا تَطْمَعْ فَدَهْرُكَ زَائِلٌ ........قَالُوا: (الحَيَاةُ دَقَائِقٌ وَثَوَانِي)
وَاصْفَحْ وَلا تَغْضَبْ فَتِلْكَ وَصِيَّةٌ.... حُلُمُ الرِّجَالِ شَجَاعَةٌ الفُرْسَانِ
لا تّحْسِدَنَّ النَّاسَ فِي أَشْيَائِهِمْ.....يَقْضِي الحَسُودُ بِغُمَّةِ الحِرْمَانِ
مَا كُلُّ بَرَّاقٍ غَدَا ذَهَباً وَلا...............قَوْلاً يُصَدَّقُ دُوْنَما بُرْهَانِ
مَنْ غَاصَ فِي عُمْقِ البِحَارِ وَطُولِهَا..يَجْنِ صَفَاءَ الدُّرِّ وَالمُرْجَانِ
واملأ حَيَاتَكَ بِالمَحَبَّةِ وَالرِّضَا........وَاحْذَرْ بُنَيَّ مَصَارِعَ الشَّنآنِ
فَالحُبُّ يَا وَلَدِي يُزِيْدُ نَضَارَةً............بِالرُّوْحِ مِثْل المَاءِ للبُسْتَانِ
وَالنَّفْسُ تَشْقَى إِنْ مَلأتَ رِحَابَهَا.........بِالغلِّ وَالأَحْقَادِ وَالأَضْغَانِ
وَالعَفْو يا وَلَدِي وِسَامُ شَجَاعَة .........مَا نَالَهَا إلا عَظِيمَ الشَّانِ
كُنْ لَيِّناَ مُتَوَاضِعًا مُتَسَامِحاً...... لا قَاسِياً فِي القَلْبِ كَالصّوانِ
وَابْذلْ بِمَا تَسْطَعْ لِمُحْتَاجٍ وَكُنْ..........مِثْل الغَدِيْرِ بِمائِهِ الرَّيَّانِ
وِاحْفَظْ لِسَانَكَ أَنْ يَزلَّ بِسَقْطَةٍ .....فِي قَوْلِ زُورٍ أَوْ رُؤى البُهْتَانِ
إِيَّاكَ وَالإفْرَاط فِي سَهَرِ الدُّجَى........... إِلاَّ لِبَحْثِ العِلْمِ وَالقُرْآنِ
لَكَ فَي الخَتَامِ أَيَا بُنَيَّ تَحِيَّتِي......... وَمَوَدَّتِي وَمَحَبَّتِي وَحَنَانِي 
أَدْعُو لَكَ اللهَ الهِدَايَةَ وَالرِّضَا........وَيَصُدّ عَنْكَ نَوَائِبَ الحَدَثَانِ
كلمات/مصطفى طاهر


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏مصطفى طاهر‏‏، و‏‏نص‏‏‏