مشاريع نهضوية / 15 /
و يسألني صديقي المثقف، قائلا": أفكارك النهضوية جميلة، لكنك لا تحسن التعبير عنها! فلماذا لا تطرحها على خبير في شؤون التنمية البشرية ليقوم هو بدوره في نقلها للناس بأسلوب أكاديمي، و بذلك تحقق مرادك من وصول تلك الأفكار إلى شريحة أكبر من الناس؟
قلت:
1 - حسبي من هذه الأفكار أنها تصل إلى نخب الثقافة التي لا أظن أن يغيب عنهم فهمها، و إن الردود التي تصلني منهم فيها الدليل على أنهم يقرأونها بشكل جيد مع فهم دقيق لما وراء السطور، و لا أظن المثقف الحق يجامل في مسائل الفكر، فيقول مثلا عن فكرة مرفوضة عقلا"و ذهنا بأنها فكرة جيدة و مقبولة! فيغالط بذلك نفسه و يغالط غيره
قلت:
1 - حسبي من هذه الأفكار أنها تصل إلى نخب الثقافة التي لا أظن أن يغيب عنهم فهمها، و إن الردود التي تصلني منهم فيها الدليل على أنهم يقرأونها بشكل جيد مع فهم دقيق لما وراء السطور، و لا أظن المثقف الحق يجامل في مسائل الفكر، فيقول مثلا عن فكرة مرفوضة عقلا"و ذهنا بأنها فكرة جيدة و مقبولة! فيغالط بذلك نفسه و يغالط غيره
2 - و لا أجمل و لا أروع من لغة قوية متماسكة =ك لغة العرب= في التعبير عن أدق تفاصيل العلوم و المعارف و الأفكار، و لكن كما قيل لأبي تمام - الشاعر - لماذا تقول ما لا يفهم؟! فأجابهم و لماذا لا تفهمون ما يقال؟!
3 - لو فرضنا أن عالما متبحرا في مجاله، غير أنه تعوزه اللغة في دقة التعبير عن علمه و مراده فكيف لهذا أن يبلغ علمه للآخرين؟ و بالأخص حين يكون ثمة تفاوت و تباين بينه و بينهم في اللغة
4 - كلنا يعرف جيدا أن الأستاذ أو المدرس الناجح إنما هو ذاك الذي يكون متمكنا من لغته قبل أن يكون متمكنا من مادته التي يقوم بتدريسها، ذلك أن من لم تسعفه اللغة في توصيل مراده فهيهات له أن يكون ناجحا في تبليغ مادته لأفهام الناس
5 - و حتى في الرياضيات لا بد من دقة في التعبير عن المراد
6 - تخيل لو أن دبلوماسيا أو سياسيا ليست لديه قدرة اختيار اللفظ الدقيق جدا في محادثاته فكيف يكون الوضع؟
و في منشوري اللاحق - بعون الله تعالى - أتابع معك صديقي المثقف في مسألة أهمية اللغة في تحقيق نهضة شاملة، و أتمنى عليك أيها الصديق ألا تبهرك الألقاب الممنوحة للأشخاص ف هتلر على سبيل المثال كان عريفا في الجيش قبل أن يصير إلى ما صار إليه
- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -