القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

(3) فرقعات زجاجات بيبسي " موسكوفية " باردة وظهيرة خرطومية ساخنة.. / الشاعر : فتحى عبد العزيز محمد - الخرطوم -

(3) فرقعات زجاجات بيبسي " موسكوفية " باردة وظهيرة خرطومية ساخنة..
" يا عذرائي المنتحبة
يخترق اسمي قلبك كاستغاثة
(انت نسر وحيد وانا سماء كاملة)
" آه يا بعل رؤاي يا اسمها
انا بقرتك الصفراء
وثور قربانك الكحيل."
" محجوب كبلو "
5ـ فعليا كانت الطائرة قد قطعت الان السهوب السيبرية الوسطي وتعبر الان الا قليل مناطق شبكات الرادارات العملاقة والصواريخ الباليسبية الموجه العابرة للقارات بالاورال الكبير , باتجاة أوكرنيا ـ كيف ومنها لموسكو , ليتحسن فجاءة والي حد ما , البث التلفزيوني مباشرة وتتحسن بالتالي تدريجيا الصورة والصوت معا , لياتي صوت المزيع هذة المره واضحا وعميقا , ليواصل ما انقطع من حديث قائلا ومستفهما:
ـ سيد " أنتولي " بالتاكيد ومن حديثك الصريح المطول وضعتني والمشاهد الكريم في الصورة كاملة , ولكنني أريدك أن تحدثني مشكور للشهادة والتاريخ بصراحة أكثر ووضوح , وتنقل لي بالضبط ماقيل من وجهات نظر المسئولين الذي تزامن تواجدهم بالصدفة المحضة بالخرطوم تلك الظهيرة والايام الاحقة والاحداث المؤسفة المتلاحقة , سواء الرتب العليا من الخبراء الزائرين المتنفذين , من استخبارات ـ جو أو لجنة أمن الدولة "كي جي بي , او الخبراء الموجدين والمقيمين أصلا بالسودان أئنذاك , ليقول بكامل حضورة اليقيني وبعد ان تنحنح لثواني معدوده .. واعتدل بجدية بمجلسه :
ـ أقول وأوكد من جديد للحقيقة والتاريخ .. بانة لم يكن هناك احد من الجميع حتي أنا القائم بالاعمال بالانابة , مفوض البتة للتداخل بطريقة مباشرة اوغير مباشرة في الاحداث وموقفنا من كل ذلك كان أستشاريا فقط , وكما هومعروف في مثل هذة الحالات أحلنا بالطبع فوريا وبلا تاخيرالموضوع برمته لموسكو ..ليقاطعة مقدم البرنامج قائلا :
ـ عفوا سيد " أنتولي " أريدك هنا ان تنقل لي حرفيا لو أمكن وهذا أحسبة مباح قانونيا واخلاقيا وبعد كل هذة العقود الطويلة من الاحداث .. ليقول :
ـ بالتأكيد هذا صحيح وضروري للتوثيق وكما طلبت لتوضيح الحقائق بالكامل ولاقضاضاه البته في ذلك .., وليتحدث بجدية وحضور وأنتباه شديدين :
ـ سانقل لك بالضرورة بشفافية بعض ما قيل من وجهات نظرشخصية وليست رسمية سواء وجهات نظر الخبراء الزائرين الضيوف أو الخبراء المقيمين بالسودان بصفة دائمة والتي قد لايعتد بها .. , وليقول بعد برهة زمن :
ـ بصفة عامة اذكر بان أحد المسشولين الكبار وبدون تحديد الاسم , تحفظ كليا عن الخوض في الموضوع وأعتزربلباقة وظل صامتا في كل تلك الاحداث , وكان شريط أحداث الحرب العالمية الثانية ومعركة لينينغراد تمر أمامة , .فهو وكما يبدو رجل صموت جدا بطبعة , أما الآخران الاقل رتبة , فاحدهم اعتزر بعدم المامه بالامر ككل وهو الجنرال قراقوري علي ماأظن .. . وانة صراحة متخصص بشئون الامريكيتين واوربا ومتجه الان الي لوارسو ولكنه نوه أكثر من مره بان القيادة بموسكو ,مشغولة الان كليا بالاحداث والتطورات في بولندا والتي سبقت أو مهددت بعد ذلك لاحداث حوض جدانسك العماليه المعروفة لاحقا , أما الآخر فهو علي ما أذكر الكولنيل أيغور والمتخصص نوعا ما بشئون أسيا الوسطي " أسوتيا الغربية والشرقية والشيشان " , نوه علي نحو خاص بان القيادة مشغولة نوعا ما بالتململ الذي يحدث الان في افغانستان وماسيتبعة لاحقا من انقلابات دموية مهددت لاحقا , وما اعقبة بالطبع بعد ذلك بالتدخل في أفغانستان , الا أن أحدهم واعفيني من الرتبة والاسم , باغت الجميع ومنهيا النقاش الغير مجدي برمته قائلا باختصار شديد :
ـ ارجو هنا بالذات ان لا يغيب أبدا علي ذهن أي احد .. . وهذا سر في حد ذاته خطير ولكن مباح الان .., بأن هناك قاعدة ذهبية راسخة في ذهن واشنطون سواء الادارة أو الكونجرس للتعامل مع الشأن السوداني الصرف تقول بأختصار شديد " بأن أي شيء أو أي قرار يتم بخصوص السودان لن يتم الا بتأييد وموافقة ضمنية او خطية من لندن ,وهذا بالطبع حسب ماضيها أبان فترة حكمها الثنائي للسودان المعروفة , وبذات المنطق والقاعدة الذهبية فان أي شيء او قرار يتم من القيادة في موسكو بشأن السودان في ذلك الوقت بالذات لن يتم الا باستشارة وتأييد وموافقة ضمنية من القاهرة , وحسب ماضيها أبان فترة حكمها الثنائي للسودان القديم كادارة أجنبية , وهذا بالطبع لان النظام نفسه كان يومها في شبة تكامل سياسي وعسكري مع القاهرة ..

يتبع "5"
فتحى عبد العزيز محمد
الصحافة شرق ـ الخرطوم
3/2/1992م