حُرٌّ أنا
حُرٌّ أنا في ما أقولُ وأفْعَلُ .....
لكنَّ قلبي بالحَنانِ مُكَبَّلُ
إنْ كنتُ أحيا للمَحَبَّةِ ساعياً .....
فأنا الأسيرُ وبالمَشاعِرِ أُعْقَلُ
فالحبُّ بذلُ الذَّاتِ تضحيةٌ بها .....
كالوَرْدِ يَسخو بالأريجِ وَيَذْبُلُ
كالحَقْلِ يُجْزِلُ بالعَطاءِ سَجيَّةً .....
لا يَرْتَجي أجْراً ولا يَتَمَلْمَلُ
كالشَّمْسِ تَبْعَثُ للأنامِ بدفئِها .....
وكذا الغَديرُ الدَّافِقُ المُتَهَلِّلُ
كُلٌّ بما طُبعَتْ عليهِ خِصالُهُ .....
يَهِبُ البَرايا من جَناهُ ويَبْذُلُ
إنْ كُنتَ تَفْخَرُ أنَّكَ الحُرُّ الَّذي .....
إنْ شِئْتَ تَصْنَعُ ما تُريدُ وتَفْعَلُ
مُتَعامياً عَمَّا سِواكَ منَ الورى .....
وكأنَّكَ القَرْنُ القَويُّ الصَّائِلُ
فَتَمُنُّ بالحَسَناتِ تَحْسَبُ نفْعَها .....
وتَجودُ بالفَضلاتِ ربْحاً تَأْمُلُ
وتَميسُ مُفْتَخِراً بأنَّكَ سَيِّدٌ .....
حُرٌّ وجَوَّادٌ فأنتَ الأهْبَلُ
أنتَ الغَبيُّ القِنُّ عبْدُ جَهالَةٍ .....
من عتْمَةِ الظَّلْماءِ جئْتَ وتأْفُلُ
خَيراتُ دُنْياكَ الَّتي جَمَّعتَها .....
للأرْضِ تُبْقيها وأنتَ الرَّاحِلُ
مِلْكُ القَديرِ إلى سِواكَ مآبُها .....
وإلى سِواهُ بها يَجودُ ويَعْدُلُ
في كَرْمِ رَبِّكَ كُلُّنا اُجَراؤُهُ .....
طوبى لعَبْدِ محَبَّةٍ لا يَبْخُلُ
طوباهُ يُغْدِقُ من بيادِرِ ربِّهِ .....
أوفى العطايا ، بالسَّعادَةِ يَرْفُلُ
حكمت نايف خولي