القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

اختلاف.. قصة قصيرة. بقلم: لين الأشعل/ تونس.

اختلاف.. قصة قصيرة. بقلم: لين الأشعل/ تونس.

اختلاف
  الطبيب النفساني كسائر البشر ليس بمخبئ عن المشاكل النفسية…ودكتور أحمد كان يجول بخاطره وهو شاب ذاك السؤال الملحّ: ما الذي حصل لساقي اليسرى حتى تكون مختلفة..؟
غير أنه تجاوز هذا النقص تغلب على نظرات الناس الساخرة  وأصبح طبيبا لامعا في مجال الطب النفسي، يعمل بعيادة بمستشفى خاص.
عند مساء الأربعاء، ذهب د. أحمد إلى عيادته الخاصة وكانت تنتظره مفاجأة: شابة في ريعان العمر متأنقة،جذابة حضرت إلى عيادته! اقترب منها بتعجب…
-غزل! ما الذي جاء بك إلى هنا!؟

 قبل حتى أن تطلق السلام، مالت ابتسامتها إلى شحوب مسح وجهها ونطقت:

-سببُ قدومي هو التوبيخ الذي اعتراني والنّدم الذي أشقاني!
كانت تخطو نحوه غير أنه صدّها بحركة من يده التي حملها الى رأسه
واضعا إياها على عينيه كأنه يتفادى رؤيتها فصورتها تعني له حادثة مازال فؤاده يتفطّر لها…
يومها غادر بيتَ أهلها كسيرا، مهزوما يجرّ الخطى صوب خلوته بنفسه في كوخ بحّار مهجور حيث مكانه المألوف حين كان يجلس يفكّر لساعات في تركيبته البدنيّة المختلفة عن باقي الشبان وعيناه شاخصتان نحو السماء…
 ذكرى أليمة ألمّت به حين تفاجأ برؤية غزل هذا الإسم الذي ترك أخدودا غائرا في نفسه:
منذ خمس سنوات، كان قلبه يخفق كلّما أدخلت ممرضته الفتاة غزل لعيادته كي يكشف عليها، كان يستقبلها وهو جالس خلف مكتبه حتى أنها لم تلاحظ ساقه العرجاء إلاّ يوم قدم إلى بيت أهلها طالبا يدها، فقد شغفت بوسامته وبشاشة استقباله لها… ولولا حركاتها الدالة على رقة أحاسيسها نحوه، وتبادلهما نظرات الإعجاب، لما جمع شجاعته وتقدم لخطبتها من أهلها… لِيلقى منهم رفضا كاسرا …

 -فيما شرد ذهنك دكتور أحمد؟
 سؤال أخرجه من صمته وشروده ليقودها إلى باب مكتبه قائلا بكل برودة :
 -تفضلي… لم أعد أكرهكِ بل أنا نسيتكِ، فلا تعودي مجدّدا..!

 

}