القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

مسرحية شارونا.. قصة قصيرة. بقلم: إسماعيل آلرجب/ العراق.

مسرحية شارونا.. قصة قصيرة. بقلم: إسماعيل آلرجب/ العراق.
مسرحية شارونا…
 
ثمّة أضواء خافتة في زوايا القاعة، لاستطلاع أشباح الكراسي الفارغة، للقادمين الجدد، يدق جرس لإيقاف لغط الجمهور، وأحاديثهم التي تبدو غامضة، يسود الصّمت، تُزاح السّتارة عن ظلام دامس، ثمّ شيئا فشيئا يتصاعد وميض من جانب خشبة المسرح، ليكشف عن جثّة واقفة، تبدو كأنّها عارية، وغير واضحة المعالم..
تعمّد المخرج على اعتماد شخصية واحدة، تمثّل جميع الأدوار، مستلهما قيام فنان عالمي لوحده، بأدوار شخصيات ملحمة كلكامش المعروفة..
في غرفة المكياج، حلقوا رأسه بشفرة، بعد أن حبسوه في كهف، نفخوا جلده فصار شبيها بكرة كبيرة، تنبت على سطحها نتوءات كأصابع الكّف، أطعموه القطران والسّموم، وأشياء أخرى، حتّى تحوّل إلى كائن يطير، جعلوه يعيش مع الخفافيش، فترة من الزّمن، ثمّ منحوه قدرات خارقة، لغرض إشعار الناس بالعجز في مواجهته، فالعالم برأيهم بحاجة الى تغيير.
في الفصّل الأول، كان المطلوب أن يغنّى همسا :-
انا المرعب، أنا المميت
أغلقو دوني منافذالبيوت
لاتسمحوا لي بالدخول، لأنّني ضيف ثقيل
اتبع لهاث طريدتي، أخنقها بقوتي
وكلّ من يسمع بي.. يصيبه الذهول..
صمت تام، ظلام مخيف، أصاب الرعب والهلع، جميع من كانوا في القاعة، وأوشك الكثير منهم أن يخرجوا، لولا فضولهم، وتعطشهم لمعرفة مايجري في الخفاء..، أحد المتفرجين كان يردد أغنية بأعلى صوته، للسيطرة على الفوبيا التي داهمته فجأة..
شخص آخر يصيبه عطاس متناوب، فتهرع إدارة المسرح إليه، يحاول إخفاء نفسه، لكنّ العطاس المستمر يفضحه، جهاز الفحص كان يشير إلى حرارة مرتفعة، أُلقي القبض عليه، وتم إيداعه الحجر، اثنان، ثلاثة، عشرة، عشرات المتفرجين أصابهم العطاس، حتّى ضجّت قاعة العرض بهم “”….
صعد المخرج فوق خشبة المسرح، أفرغ الجسم الغريب من الهواء، وشغّل الأضواء الكاشفة.

 

}