القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الجلسه البحثيه التاسعه لنادي ادب الشرقيه المركزي بقصر ثقافه فاقوس

 كتب الشاعر ايهاب محمد عزت وصابر حجازي - مصرصعدنا درجة جديدة على سلم النجاح بانعقاد الجلسة...
اقرأ المزيد

إختتام فعاليات عكاظية الشلف للشعر الثوري والوطني "قاعة المحاضرات بدار الثقافة و الفنون لولاية الشلف"

  إختتام فعاليات عكاظية الشلف للشعر الثوري والوطنيأسدل أمس الستار عن فعاليات عكاظية الشعر ...
اقرأ المزيد

أمسیة توقیع كتاب "المھاھاة والملالاة في زغارید الأفراح" في شفاعمرو

 أمسیة توقیع كتاب "المھاھاة والملالاة في زغارید الأفراح" في شفاعمرو د. روزلاند دعیمفي أمسی...
اقرأ المزيد

الكاتب: سعدي صباح يخص النبراس بمآثر ومحطات من حياة البروفيسور الراحل "كاظم العبودي"

 ويبارح الصّقر العربي ..أوكار الفناء ____________________________الموت بقدر ماهو عنيف ..بق...
اقرأ المزيد

رسالة شكر من الروائي والصحفي عبد العزبز غرمول للشاعرة الدكتورة نادية نواصر وجميلات العرين

أدباء الذاكرة منشورات العرين للابداع والثقافة  #صديقتي #الغالية د. #نادية رسالة ...
اقرأ المزيد

شهادة الاديبة حكيمة جمانة جريبيع في حق الروائي والصحفي عبد العزيز غرمول

 منشورات العرين للابداع والثقافة أدباء الذاكرة أستاذي عبد العزيز غرمولزعيم الساحة الأ...
اقرأ المزيد

شهادة الشاعر الشاذلي كليل في حق الروائي والصحفي عبد العزيز غرمول

 منشورات الغرين للابداع  والثقافة أدباء والذاكرة من طهارة الفرصة الأبهى.. أنني ت...
اقرأ المزيد

رسالة الكبير جمال فوغالي ، الى الكبير الدكتور دريس بوذيبة

منشورات العرين  للإبداع والثقافة رسالة الكبير جمال فغاليالى الكبير دريس بوذيبةمساء الاعترا...
اقرأ المزيد

شهادة الاديب الكبير جمال فوغالي في الروائي عبد العزيز غرمول

 أدباء  الذاكرة منشورات العرين  للابداع  والثقافة  الاديب  ا...
اقرأ المزيد

" سيد الخور" الشتات والرحيل خلسة..بقلم الروائي: عبد العزيز محمد أثينا ـ مقهى بلاكا

المحتويات
    لا يوجد عناوين
" سيد الخور" الشتات والرحيل خلسة..

" و أنزل الوجهاء-على حد قول سعيد الفقي شيخ الحارة - حيث أنزلهم الله سبحانة و تعالى ..”

نجيب محفوظ
-1-

الموردة كلها وعن بكرة أبيها , تعرف لاعبها الفذ وريحانة ملاعبها السابق " بني " , ويكن له أهلها بالطبع كل تقدير وأحترام لتاريخة وسجلة الكروى النظيف , والناصع البياض والحافل بالصولات والجولات والانتصارات وفى عالم المستديرة ودهاليزها العصيه على الفهم والادراك , وكلاعب مخضرم ومميز حمل لفترة طويلة شعار النادى الهلب الغالي ودافع عنة بجسارة , لاتعرف التقاعس أوالتهاون أوالتردد وفى عصر الكرة الذهبى , وعندما كان المورداب يفاخرون حقيقة ودائما وبمقولة السد العالي الكابتن والمدرب " سليمان فارس بأن " الموردة بتلعب " .
وهو لا يدعى معرفتة بها عن كثب فحسب بل ما زال رغم بعد الشقة وغربتة الطويلة عنها وعن الوطن كلة , يحلف ولأعزاء خلصاءة وبأغلظ الإيمان بانة يكاد يعرفها وحتى الان فردا..فردا .. بيتا..بيتا.. , بل وحجرا..حجرا , ومع كل ذلك فأنة لايعرف فيها رجلا وأحدا" زاهد عابد فى قامة ووجاهة ومكانة " عباس ود حسن " الشهير والملقب بـ " سيد الخور " .

أما هذة المره بالذات وبسبب كونه الان وفى عجلة من أمره , لسفرة العاجل صباح الغد متعاقدا ولتدريب أحد الأندية الخليجية الناشيئة , ولاعتبارات المعزة الخاصة والتى يكنها شخصيا ولصديق عمرة " سيد الخور " , فقد نزر جل وقتة كما يقول كل هذا الصباح لا يألوا لشىء سواء الالتقاء بة وتوديعة .. , ثم للتبرك بعدها بدعواته الصالحات التى لا يستهين بها أحد عادة , .. ولوصاية الحانية القلبية والصادقة والمنزهة عن الغرض والتى يوزعها هنا وهناك بين معارفة ومريدية والعارفيين فضلة الكثر , لذلك وعلى غير العادة نشط وبجد لايعرف الكلل ولا الملل بالبحث المضني عنة .. وبحركة دائرية دوؤبة . , فنجدة وبدون كبير تدبر أو خطة ما عرج سريعا فى ذاك الصباح الباكر على نواحى السوق .., مارا بمقاهي الصناعية وسوق العيوش والمساحن والفراشات .., ومجمع زنك اللحمة والخضار الجديد .., عسى أن يجدة هناك كعادته وبالصدفة وحدها وكما يحدث دائما ومع كل صباح وبكورا جديد .. , وليختصر وبضربة معلم كل المشاويرالمتباعدة والطويلة والمنتظرة وللالتقاء بة , .. فلم يجدة تحديدا , فشق عن قصد وبصعوبة لاتخفيها العين زحمة وسط السوق ومباشرة لصف كافتريات الظلط السياحية .. , ودكاكين المواتر والاسبيرات وعمك " حسنى " السمكري, شيخ السوق صديقة وتؤم الروح ,عسى ولعل أن يعثر علية بالصدفة هناك وكضيف شرف وعلى مجلس قهوتة الصباحية العامرة , والتى مابرحت تعج بسيل لا يتوقف من الموظفيين الخرطوميين الكبار وحتى أرباب المعاشات من الوجهاء المشهورين , الا أنة لم يعثر علية هناك أيضا وكما كان يتوقع , لذلك ولى بوجه وكفرص أخيرة مباشرة وصوب حلقة السمك الكبري نفسها وبطرف النيل.., واضعا جل تصوره أن يجدة وبالتأكيد وفى هذا التوقيت هناك وبلا كبير عناء , ومشمرا ساعديه وفى مبارزة كلامية حادة ومع غرمائه .. , شلة " ود منزول " وً " عوض الكهربجى " وناس النقابة وساس يسوس , وخصوصا وبعد ماحدث البارحة بالذات من تداعيات قصف الطائرات لمصنع الشفأء وردود أفعال الشارع الغاضبة , أو أرهاصات نزر الحصار الاولى والتى تبدوا الان واضحة وجلية وماثلة للعيان .. , ثم فيض الإشاعات المغرضة والمتضاربة والتى أنطلقت بقوة صباح هذة الجمعة بالذات بالسوق الكبير , تنزر الجميع بالنقص الحاد المروع والمتوقع , وخصوصا وفى مخزن الادويه المنقذة للحياة , وأختفاء حتي بعضها الان وكليا من الأسواق , والاستعداد لسباق جديد من حمي الهلع والتهافت وخصوص ومن ميسوري الحال لشرائها وتخزينها وبأى ثمن كان وأى كمية متاحه لهم , بينما لايتوافر ذلك بالطبع ولمحدودي الدخل والا وبشق الانفس ودونك حتى تأرجحات ما يسمي بالتامين الصحي الجديد والأجزخانات الشعبية الفقيرة من الأدوية الهامة والمطلوبة فعليا , وتجلد البعض صراحة من المواطنين بالصبر , بل وأستهانة الآخريين بتقدير حتي حجم الكارثة الماثلة للعيان وفداحتها الباهظة , والمصاعب الخطيرة والكبيرة القادمة وبلا أدني شك , ووسط كل تلك الأجواء المشحونة تأكد لة بانة حتما" قطعا سيجده هناك .. .

-2-

تراء لة بالطبع ومن على البعد ذاك الحشد الصاخب .. من الباعة والمشترين وهو يمخر الان عباب كل هذا الزحام الغيرعادى .. , فلم تقع عينية علية حتى الان .. ولا حتى فى مكانة المعروف .. والمعتاد خلف مكتب البريد .., بل وعندما أستبد بة اليأس والقنوط بعض الشىء .. بدأ جادا السؤال عنة بكل حرص ولكل من صادفه ومن معارفة بعد ذلك , فبدا بسؤال أولاد " فتيح " أصدقاءة واحدا"..وأحد .. والخواجة " شنودة أخوان " وقريبة العم البركة " شكينيبة " المسئول والمتعهد الصحي , والمعروف ولعموم ملاك ورواد سوق الحلقة المنظم الجميل . فلم يدله حتى الان أى أحد"ا منهم على مكانة يقينا .. حتى لمح فجاءة " ودعبدالمعبود " فأيقن بلا أدنى شك .. بانة الشخص الوحيد بالتأكيد الذى لدية الخبر اليقين .. بمعرفة مكانة وأحواله فتوجه الية بالطبع مباشرة .. وبعد أن حياة سالة قائلا بلهفة :
ـ " الليلة ما شايف عمك الزعيم .. " سيد الخور " .. لا فى السوق ولا فى الحلقة.. أنشاء اللة خير اا " أجابة بالطبع بردة المخثصر المفيد والمعروف به دائما قائلا :
ـ ".. يا سيدي الامانتى ليك .. صاحبك الزعيم لية أسع أسبوعين من الحلقة ...عندهم مركب بنجروا فيها .. هو وأولاده فى مشرع " أبوروف " .. وساكن هناك سكنه " ثم أردف حديثة ناصحا :
ـ " أكان دايروا بالصح ..ضروري ضروري..وشخصيا يا كابتن ؟؟اا , ديك مركب ولده " جعفر " شايلة سنط جنب الريفيرا .. ماشة دلوكت عليهم ..أتوكل على اللة وألحقهم... .. قبل ما يتحركوا .. بسلامتن .. " بالطبع ودعة ولسانة يلهج بالشكر والعرفان وهو يسرع الخطى للحاق بالمركب .
قبيل الظهيرة بقليل رست بهم المركب بمشرع " أبوروف " الذى بدا وأرف الظلال .. ولكنة ضامر الجرف مكتظ بالرمال المعشوشبة التى تنبسط لتشغل حيز كبير من جنباتة الفسيحة والمنبسطة .. بل وعلى مدى البصر تتراء لة الان أعداد لا حصر لها .. من زوارق ومراكب بمختلف الاحجام تحت الانشاء .. , وإعداد وأفرة من المناشير اليدوية الطولية العالية والأرضية .. والمنتشرة هنا وهناك على طول القيف .., وأنهماك العاملين فى حركة دوؤبة بإعمال النجارة ذاك فى النشر وأخر فى القطع وهكذا .. بينما كان " سيدالخور " .. نفسة لحظتها بالقرب من المنجرة ممسك بأحد أطراف .. منشار التوليفة , منهمك تماما وبكلياته مع أحدى المعلمين .. فى قطع لوح خشبي الى نصفين ..وما أن وقعت عيناه..وعيون بقية الأسطوات على المركب المحملة بالأخشاب التى يحتاجون اليها.. فى أكمل عملهم المجهد والمضني .. والذى شارف تقريبا" على الانتهاء .. حتى تهللت ملامحهم كلهم بالبشر خصوصا " سيد الخور " والذى لم يستطع ببساطتة الشديدة أن يكتم مشاعره الجياشة وفرحته .. بل هتف بأنفعال عفوي موجها" حديثة لابنة " جعفر " قائلا :
ـ " أفارم عليك يا أبنى .. نجتنا بالسنط .. اللة يعدلها عليك دنيا وأخرة ".

-3-

ثم بعد برهة بدأ وبعفوية التفرس فى وجوه القادمين بالمركب .. وما أن وقعت عينية على كابتن " بني " حتى هتف من داخل أعماقة صائحا ومن هول المفاجئة ـ " ما معقول كابتن " بني " بذات نفسوا وشخصيا .. أية الشرف العظبم دا الليلة " بالطبع أخذة بالأحضان مرحبا وهو يواصل ترحابه بة بطريقتة الخاص جدا" .. ويكيل لة من الثناء والترحاب ما أخجلة قائلا :
ـ " واللة شرفتنا خالص الليلة .. واللة بردنا " وهكذا أخذ يمطره بعبارات الترحيب وبكل ما وأتيت بة قريحته من رصانة وبلاغة لهجة أهل البحر.., ومفرداتها المتميزة والمعبرة والقاطعة والتى لا تترك مجالا للتأويل .. وكابتن " بني " بتواضعه الجم يبادله الترحاب وكلمات المجاملة و" سيد الخور " يجد نفسة مع كل ذلك محرج ومقصر فى حقة قائلا :
ـ " واللة سمعنا بسفرك .. ومتلومين بلحيل معاك .. لكن أهو ذي ما شايف .. مركب السنط دى .. تاعبانا خالص ".. ثم أخذ القادمين فى معيتة للتفضل بالجلوس فى داخل أحدى مراكب القيف الظليلة .. والمفروشة بالمقاعد الوثيرة ليلتفت الى معاونية صائحا بصوتةالجهورى:
ـ " الحقونا يا الجنيات بالشاي".

لحظتها كان أسفة الشديد لفراق نديمة كابتن " بني " لاتحدة حدود ..فهو الوحيد الذى كان يقراء لة صحف الصباح كلها .. والتى يحرص على شراء معظمها .. ثم يناقشة فى ساس يسوس والصراعات السياسية الماثلة .. ثم الرياضية منها خصوصا الصراع بين ألأندية ..ثم صراع الأندية مع الاتحاد.. أوقرارات لجنة التحكيم المركزية الفوقية ..أوكواليس التسجيلات الخفية والمفبركة .. وحتى قرارات وفتاوى الفيفا .., ويحلل لة أخبار الدنيا التى يتربص بها ولا يدرى بأنها تتربص بة وبنا جميعا.., فرغماعن تعليم " سيد الخور " المحدود والذى لا يكاد أن يتعدى خلاوى الفكي " ود عشيب " .. بالسافل وفك الخط بعد ذلك بجهات " قوز المطرق , الا أنة كان رجل فطن و" دهري " خبر الدنيا وخبرته الدنيا .. بكل ما تحمله هذة الكلمة من معنى .., ومثقفاتى وكما يقولون ومن منازلهم .. وفوق كل ذلك مفتون بـ " أب عاج " وعنترياتة التى لا تقهر , ولكن لا تخونه ابدا .. فراسة الامدرمانى المدردح وحصافتة .
بالطبع وبعد ان أدوا صلاة الجمعة بمسجد " سيدي المحجوب " , .. ببيت المال القريب من المنجره , تناولوا جميعا بعدها طعام الغداء وأحضروا الشاى المنعنع , وأنطلقت بالطبع بعد ذلك نفسة السمحة على سجيتها .., فأخذ يصب الشاى بفرح وانتشأ ظاهر وعفوي , الى ضيوفه وبنفسه واحدا بعد الأخر .. ليلتفت ببشاشة ويقول لضيفة الزائر ":
ـ عملتها يا كابتن يعني .. وحتسافر كدا سكوتي .. سكوتي .. , ليواصل قائلا :
قد يعجبك ايضا

ـ واللة فعلا الولد سر أبية .. , ولكن عديلة .. قول أنشاء اللة عديلة ..؟ااا" .

وفجاة وقبل أن يتناول الشاى.. طلب كوب ماء ليتناول الحبوب ولمعرفة كابتن " بني " بندرة الأدوية خصوصا هذة الايام بالذات .. وأختفاها من الأسواق ولأهميتها لـ " سيد الخور " , لمعاناته من داء القلب اللعين فقد وعدة بالطبع بأن من أولي أولوياتها هناك بالطبع أن يقوم فور وصولة بارسال كمية منها وعلى جناح السرعة , بالتأكيد شكره قائلا :
ـ " ما تشغل بالك خالص يا كابتن.. كل شىء على اللة ..؟ اا " , بل فجاة وبأنفعال ظاهر كعادته يضع كوب الشاى على الطاولة ويقول لة مستدركا وبقفشاتة المطبوعة وهو يستند على كوعه :
ـ " بس أوعاك تعملها ذي " أب عاج " وتسافر وما ترجع لينا تانى " ضحك الجميع سويا لياتى صوته مؤكدا لهم :
ـ " ولكن وحياتكم انتوا .. " أب عاج " راجع راجع .., لو طال الزمن أو قصر.. وحتشوفوا وحتذكروا كلامي دا بعدين .. اا" , بعد ذلك سرت الضحكات والجميع يتبادلون أطراف الحديث وهو يواصل ترديد عبارته الماثؤرة :
ـ " عديلة .. أنشاء اللة عديلة يا ولدى .. قول عديلة " .

-4-

ثم سرح لبرهة .. ليواصل حديثة وهمسة وهو ينتحى بة جانبا :
ـ سمح " خطبة شنو .. يا ولدى الدايرين يربطوك بيها ..من أسع..؟؟اا , وقبل ما تسافر ..؟ " ليجيبة بخجل وتحفظ واضح :
ـ أها .. جاءت كدا .. والواحد ما عارف .. يقول ليهم شنوا .. " بل بانفعاله العفوي والابوى قاطعة قائلا :
ـ " خليك من جأت كدا .. يا أبني .. وجوطة النسوان القايمين فيها الايام دي .. وتمسك ليك كمان بنت ناس ساكت ..
ـ شوف يا ولدى من اسع بوصيك .. دلقانة كدا .. ترسلها مافى ؟؟ اا , .. بس تجى تبنى لامك وأخوانك البيت طوالى ..
ـ والدنيا ما معروفة يا ولدى والساس هو الرأس ..ولا ..شنو..؟" ملتفتا الية بجدية.. " , حقيقة كانت كلماتة بسيطة ومؤثرة وجاءت بعفوية , ومن لسان رجل مبروك .. وبسيط يحب الخير للجميع , ويوزع نصائحة الدهرية هنا وهناك ومتنزهة عن الهوى والغرض , وربما بعفوية أو بتقدير مجرد من الحساسيات .. ولكنها وكما يقول " بني " نفسة :
ـ بأنها فعلا نفذت الى كبد الحقيقة .. " , وكأنة ما جاء يودعه قاطعا كل هذا المشوار وتلك المتاعب الا وليسمعها منة وهو شخصيا , وكوصية آخيرة ذات قيمة ومغزي لايمكنة نسيانها أبدا .. أبدا , ومنة هو بالذات شخصيا والمهموم بالكل ..والتى سوف يحفظها بالطبع عن ظهر قلب .

عندما أنفض مجلسهم العامر وودعوا بعضهم البعض ذاك العصير , كانت الشمس فى كبد السماء قد بدأت بالفعل تميل نحو الغروب .. رويدا ..رويدا, حينها بدأت المركب تغادر فارغة على عجل عائدة الى مشرع الموردة " الريفيرا " , بعد أن أفرعت حمولتها من الأخشاب .. , بالطبع كان زهن كابتن " بني " لحظتها يمور بمتناقضات عد وهواجس شتي .. , بحسبانة يودع أحبائيه ومعجبيه ومن قاسموه الهزائم المره والانتصارات الحلوه والكاسحة .. , والاهم من ذلك أنة بذات المنطق يودع " أمدرمان " نفسها بلد الأمن والأمان .. , ولكنه وبلفتة آخيرة مباغتة بعض الشىء والمركب تنطلق مبتعدة بعيدا عن المشرع .., لمح ولآخر مره " سيد الخور " , واقفا وسط المودعين بطاقيتة الحمراء وجلبابه الطويل.. وهو يلوح لهم مودعا , وممسكا بعصأة المعقوفة وبسبحتة الألفية المدروعة حول كتفيه , ولكنة شعر فجاءة وفى دخيلة نفسة بان قسمات وجه الوضئ رغم رضائها وفرحها الظاهر للعيان بالمقسوم وبتصاريف الدهر , ألا أنها وعلى غير العادة اكتست ربما بمسحة حزن ما طافيه لم يعهدها فيه أبدا .., فربما بوداعتة وشفافيته .. وصفاء سريرته المتناهئة , قد أكتشف كنه .. ومعنى آخر لوداع ربما أبدي يتعدي حتى أرواحنا الشفيفه والغير مرئية .. , وأكتشف الان فقط معاني آخري وللضعف الانساني ومهما كان وأمام الاقدار وتصاريف الدهر والأيام .., ثم هاهو داء القلب اللعين يضعضعة كثيرا ومن أن يصمد فى هذة الفنية أكثر مما صمد .. , وحتى وعندما شق عليك بعد ذلك خبر نعيه الأليم وأنت فى الغربه الطويلة والقاسية , بالطبع تجلدت داخلك لبعض من الوقت كما يقولون وزحمتك عنوة أسئلة بلا هوادة .." :
ـ هل كان المبروك يعلم بشفافيتة الغير معهودة , بأننا كلنا ذاهبون والى رحلة شقاء وشتات طويلة ؟؟اا.. , لا ندرى حتى كنه تفاصيل ..تفاصيلها , أو متى حتى نعود منها ؟اا ".. وبذات القدر من الشفافية والحيرة تساءلت بالطبع والى أخر مدي ممكن " ثم :
ـ .. وهل ياترى كان " سيد الخور " وفى دخيلة نفسة يعلم يقينا بأنة راحل خلسة غدا" ؟؟اا ", وأن المتاعب كلها ستأتي تباعا بعده أو أنها بالطبع ربما الى زوال قريب ..؟اا , بالطبع ووسط كل هذه الاحتمالات والتكهنات أحسست وفى قرارة نفسك فعلا بالدهشة , وبأن هناك دائما أسئلة بينكم بلاهواده , ولكن ليست هناك بالطبع أجوبة قاطعة وحاسمة .. .

تمت ,,,
فتحي عبد العزيز محمد
أثينا ـ مقهى بلاكا
1/8/2000م