انه فيروس كورونا/قصة قصيرة بقلم: ذ.عبدالاله ماهل من المغرب
انه فيروس "كورونا" وبعد أن كان الكل يمني النفس بشفاء عاجل، خاب الظن، فاستفحل وانتقل إلى المرحلة القصوى، وأمام هذا المصاب الجلل، لم تجد معه السلطة من سبيل سوى فرض حالة الطواريء.
لزم بيته مكرها لاراضيا، شأنه في ذلك شأن بقية الخلق، ومخافة أن يثير انتباه الأسرة، انزوى بركنية بعيدا عن أعين الأسرة.
ضرب أخماسا بأسداس، اسودت الدنيا في عينيه، وعض على شفتيه : "من أين لي أن أعيل عيالي..."
طالب عيش ولا حول ولا قوت لديه، إلا ما يجنيه غداة يوم بيوم، فكيف له أن يتدبر رزقه وهو يجد نفسه مكتوف الأيدي بين وباء قاتل وجوع لا يرحم. فلا الأسرة ترغب في خروجه من البيت، ولارجال السلطة الذين يجوبون الشوارع ليل نهار سوف يسمحون بالتجوال. قاسمهما المشترك هو الخوف من انتقال العدوى من وإلى؛ ليجد نفسه مرة أخرى حبيسا بين هذا وذاك.
فالأسرة ، ومن حقها، أن تخاف على نقل العدوى من خارج البيت إلى داخله، والسلطة، هي الأخرى ومن حقها، أن تخاف على نقل العدوى من داخل الأسرة إلى الخارج، وكأنه بين هذا وذاك مد وجزر، ويظل الوضع على هذا الحال حتى اشعار اخر.
حاول مرارا وتكرارا أن يستسلم للواقع المعاش، لكن شبح الجوع ظل يراوده ولايبرحه أبدا.
وفي خضمها، حز في نفسها ما آل إليه زوجها، وفي غفلة من الجميع، اقتربت منه ربتت على كتفه وهمست في أذنه: الجوع لايقتل ولايعدي إلا أن كورونا تقتل وتعدي، فأيهما تستحسن...
قد يعجبك ايضا
تأليف: ذ.عبدالاله ماهل
من المغرب