القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

قصيدة: خطرات الروح للشاعر الجزائري/ بهناس أحمد

قصيــدة لم تُقــرَأْ بخنشلــة.
~~~~~~
خطرات الــرّوح
~~~~~~~~

مالَـــهَا لــمَّا رأتْــنِـي عَبَـسَـــتْ
واستعارتْ سيفَ لحظٍ ما دَرَتْ

أنَّنِــي صَــــبٌّ بِــهَا مُنْجــــذبٌ
راغـبٌ فِي قربِهَا، حيثُ مشَــتْ

جُــرْحُـهَا النَّـازفُ منْ أعْماقِــنَا
مثـلُ ماضيـهَا أزاهيـــرُ رَبَــتْ

يتجــلَّى النُّــورُ مـنْ ساحاتِــهَا
عيْــنُ شمْـسٍ بالـلآلِي امْتــلأَتْ

مَا ألــذَّ الحــبَّ إنْ قلْـبٌ هَـــوَى
وإِذَا ضَـــلَّ فخيْبَــاتٌ رَسَــــتْ

قَدْ وجدتُّ الصَّبْـرَ أهْـدَى لِلْوَفَـا
يَقْظـةٌ نلْهُو وأخرَى انْصَرمَـتْ

إنَّــهَا تُـــدْرِكُ نجْــــوايَ لَـــهَا
فاسْتحَـالَ العتْــبُ وُدًّا وعَفَــتْ

وانثنَى الــرُّوحُ الشَّفيــفُ طَيِّــعًا
كَانْعطافِ الغُصْنِ بالرِّيحِ انْثَنَـتْ

وكَــسَا السَّاحـةَ بَــرْقٌ وامـــضٌ
شَـعَّ منـهُ الفكْـرُ شمْـسًا طلعــتْ

فبَــدَا الإبــداعُ يَسْــرِي جــامِحًا
وفنـونُ القــوْلِ بالعُـرْسِ انْتشـتْ

 أَرْقــبُ المَوْقــفَ لـمْ أَعــدُدْ لــهُ
  كيْـفَ أَنْجُـو منْ شِـراكٍ أُحْكِمَتْ؟

ضاعَ عمْـرِي يـوْمَ أنْ غادرْتِــنَا
وخَبَـــتْ أحـــلامُ قلــبِي فَهَـــوَتْ

***
رَوَّعُــــوهَا فتولَّــــتْ غضَــــبًا
إِنَّـهَا قَلْـــبٌ جريـــحٌ فاختفَـــتْ

مِـلْءُ بُرديْــهَا عفـافٌ وهـــوًى
حفِظَا الحُسْنَ الذِي منهُ ارْتَـوتْ

خُلِقـــتْ مَهْمُـومَـــةً صَامِــــدَةً
والأعاصيــرُ تُنادِي، ما انْحنَـتْ

ليْــسَ في عيْنيْــهَا إلاَّ عَـبْــــرةٌ
وظِــلاَلٌ مِـنَ حُــروفٍ أيْنَعَـــتْ

بِجِــــوارِ القلْـــبِ فِـي ذمَّتِـــــهِ
تذْكُــرُ النَّهضـةَ هَــلاَّ َانْبَجَسَــتْ

***
 يَـا "زليــخَا " أهِــلَ القلــبُ بكـمْ
قلْـبِيَ النَّبْـضُ وروحِي اشتعلـتْ

فَخُــذِي مـا شئْــتِ مـنْ أحشائِــهِ
وإِذا شِئْــتِ حيــاتِي قــدْ دَنَـــتْ

هَـا أَنَـا أجتـــرُّ ذكْـــرَى أَلـــمِي
يَا مُنَى رُوحِي دُمُوعِي احْتبسَتْ

 بَـــاحَ نبْضِـي بالــذِي يُرْهقُـــهُ
لَيْتَــهُ ضَـــنَّ ورُوحِـي كتمَـــتْ

***
مُثُـــلٌ عُلْـــيَا وأحـــلامٌ هُــــنَا
وسمــاءٌ، كلُّـــهَا قــدْ سبَّحَـــتْ

سجـــدَ الحــرْفُ امتنَـانًا وأسًـى
وتمَــنَّى نفحـــةً منـهُ اهتَـــدتْ

لتلـــومَ اللاَّحِـي فيــمَا َيـــدَّعِي
أمـــلاً في فاتنــةٍ قــدْ رَحــلتْ

جرَّبَــتْ دنيَــاهَا قبـــلاً فبــــدَا
أنَّــهَا هانــتْ عليــهَا فغــــدَتْ

***
أسَـــفًا ما صــحَ لِي موعـــدُهَا
نـيَّـتِي اللُّقْــيَا ولكِــنْ ما نَــوتْ

إِنَّمَــا الرُّوحــانِ فيــنَا التقَـــتَا
أخـذتْ مِنِّي عُهُـــودًا، فَسَلَــتْ

يا حـذامِ أنْــتِ قــدْ أصْــدقتِــنَا
تَصـفُ العيْـنُ وتَجْـلُـو ما رَأتْ

***
أيُّهَا الشَّاعــرُ تُطْــرِي فـرْقـــدًا
هُـــوَ حَـــيٌّ بخصـــالٍ بَقِيـــتْ

أنْـتِ مِـنْ أقوالِــكِ الصِّـدْقُ ومَا
 بصريـحِ الصِّــدْقِ أيْدِيـنَا بَنَــتْ

يَــدُكِ السَّمْحــةُ فِي البَـــذْلِ لــهَا
شَـرَفُ السَّبْـقِ، فأعطـتْ وجنَـتْ

***
وأنَــا اليــــوْمَ هُــــنَا أذْكـــــرُهَـا
وبقلبِـي وحْشَـــةٌ قَــدْ عشَّشَـــتْ

فكأَنِّـــي سامِـــعٌ شكْــــواهَا لِــي
خَطْـرةُ الرُّوحِ على القلـبِ سَرَتْ

هــــذهِ كَـــفِّي وفَــــاءً صـــادقًا
عابــقَ اللَّأْلاَءِ منْ روحٍ سمَــتْ

عَامِــرًا يَسْخُــو بِيُمْــنَى راحـــةٍ
كُلَّــمَا يَدْنُــــو حنيــــنٌ بَـذلَـــتْ

إنَّـــمَا العِـبْــــرَةُ لـمَّــا أنْـثنِـــي
أمْسَـحُ الغَضْـنَ على هَـامٍ عفَـتْ

ربَّمَــا عـــادَ بِـهَا الذِكْــــرُ وفِي
وجْهِهَا الطَّلْــقِ حَيَـــاةٌ فَحَيَــتْ

يَبــــذُلُ الآتِـــي لـــهَا آياتِـــــهِ
تَبْتَـنِي مجـدًا كمَا الماضِي بَنَـتْ

إنَّ لِلأحــــلاَمِ حَــــظًّا وافـــــرًا
ليْس أضْغاثًا على الذِّهْنِ طفَـتْ

كَـمْ غَــدَا الخـاطِــرُ فِي وثبتِــهِ
يَحْمِلُ العِبْءَ إذا النَّفسُ ارْتَضتْ
الشاعر: أحمد بهناس/ الجزائر