القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

رائحة الموت..قصة قصيرة للكاتب: ابو ناصر الصباغ

المحتويات

رائحة الموت

تغزو زوايا المكان بكثرة، امتزجت مع رائحة التراب الذي نجم عن العصف المأكول، جثث توزعت هنا وهناك على طول وعرض السرداب، خالدة بنت الاربعين شخصت عيناها وهي حالمة بشاب يتقدم لها كي يستقلا قطار العمر سوية لكن !!!
وايوب،عجوز هرم شارف عمره التسعين، مات مبتسما، وخديجة لم يتبقى لها احد؛ زوجها كان قد غادر المدينة بحجة اكمال معاملة تقاعده واستقر في بغداد سكنيا لا نفسيا فهو لايزال منذ سنتين يلهث تجاه اكمال معاملته التقاعدية ولم تكتمل ،يرفض ان يرشي احد حتى تكتمل، واما ولدها فضيل فقد لاحه هو الآخر صاروخا سمي باسمه خصيصا ارسلته طائرات التحالف لتحيل بيته الى اثر بعد عين ،توهم المقذوف فاصابه وما اصاب الداعشي جيرانه ،هل هو القدر المكتوب؟!!!!!!، وصفاء بنتها هي الاخرى. احتشدت بقوافل النازحين الى الله ، ولكن حملت معها ولديها البرعمين ،ابوا الا ان يكونا رفيقانها الى الجنة، ومابقت الا وحدها هي الاخرى تشضت في جسدها شظايا الصاروخ فصارت تطبع على زوايا السرداب قطع جسد ملونة بدم خالص بريء، سعيد هو اكثر الناس مظلومية ،كان يجلس القرفصاء في احد الزوايا ، منكبا على وجهه ظل منكبا وماتحرك ، عانى الامرين ، عقاب بجلد واهانة لسبب تافه لايذكر ،دخن سيجارة هكذا. واخرى جلد وتوبيخ انه نسي ان يقص ازاره ،وجلد ثالث ورابع لانه كان يحاكي الستالايت الشيطان المزعوم في داره جادلهم في وجوده فغرموه وجلدوه ، وآخر الطريق نام على وجهه. حزنا وكآبة واحباطا جوعا وعطشا واذلالا وشظية كانت قد استقرت في راسه. حولته الى صامت للابد ، وجلال الطفل البريء كان يتنقل بين حشود الجماهير التي اكتظ بها السرداب ،كنحلة نقية تريد تلقيح اناثها فرحة لاتعرف مايجري ، سقط هو الآخر صريعا دون ان يدري ،وحسان وزبيدة وخالد وفراس وضياء وشذى رؤوس باقية دون اجساد كل ماتبقى منها ، واما ليلى فرأسها الذي تكور في سلك حديد الصب الذي تبقى من انفجار السرداب صار علما يرفرف ويقول ،،،،هنا الحدباء مدينة الانبياء التي لم يشفع لها الانبياء
ابو ناصر الصباغ