القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الرسامة الصغيرة في أدب الطفل/قصة قصيرة بقلم: أ. عبدالاله ماهل

في أدب الطفل/قصة قصيرة

الرسامة الصغيرة

ترجع نرجس من المدرسة، وعلى عجل من أمرها، ترمي بمحفظتها الثقيلة الغليظة جانبا، فتتلقفها أختها صابرين التي تصغرها بخمس سنوات، وفي غفلة من الجميع، تمضي تقلب في أدواتها، إلى أن تضع يديها على مبتغاها، من الأقلام والأوراق، فتنزوي بركنية؛ لتختلس الرسومات والأشكال الخطية.
تتفقد نرجس محفظتها، تبحت عنها عبر الأرجاء، ولكن بدون جدوى.
ترجع إلى صابرين المشتبه الأول، لعلها تجد فيها ضالتها، فلاتظفر منها بشيء؛ غير ان عينيها، توحي أن تمة شيء ما، تضمره في الخفاء.
كانت صابرين لا تتوانى، ولو للحظة، في الترامي على حوائج اختها، كلما وجدت إلى ذلك سبيلا؛ وبمجرد مباغتتها في حالة تلبس، إلا ويتعالى صراخها، فتهب الأم لنجدتها، وفي المقابل تصاب نرجس بخيبة أمل، ولا تجد من عزاء لها، سوى درف الدموع، والتشكي في حسرة.
إنه مشهد، أصبح يتكرر ويتكرر، لم تستطع الأم معه، إصلاح ذات البين بين هذه وتلك؛ فلا صابرين تحيد عن حوائج أختها، ولانرجس تستسلم لهذا الواقع، وبالتالي يبقى الوضع في تجاذب بين مد وجزر.
ذات يوم، وبعد أن ضاقت الأم ذرعا، أقبل الوالد والإبتسامة تعلو محياه. نظر ناحية الجميع، تريث قليلا مما زاد فضول البنات، وفجأة مد يده إلى محفظة كان يتأبطها، أخرج مجموعة من الألوان والأوراق فنثرها على المائدة، وأشار على الصغيرة بالتقاطها.
وهنا تنفست الأم الصعداء، إيمانا منها، ان سلسلة المناوشات التي ما فتئت تؤرقها، وتعكر صفو راحتها، قد ذهبت بدون رجعة.
ابتعدت صابرين عن حوائج أختها، وأقبلت على تلك الألوان والأوراق بشغف ولهفة.
انشغلت بالأشكال والألوان، فما تكاد تنتهي من رسم، حتى تأتي على آخر؛ فأفاضت واستفاضت، وبعفوية منقطعة النظير، أبدعت وأجادت، فارتاحت وأراحت...
تأليف: أ. عبدالاله ماهل
الدارالبيضاء/المغرب
الرسامة الصغيرة في أدب الطفل/قصة قصيرة بقلم: أ. عبدالاله ماهل
 عبدالاله ماهل