القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

صابرحجازي يحاورالشاعر والقاصّ التونسي عمار العوني

 


   في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا  

ويأتي هذا اللقاء رقم ( 168 )  ضمن نفس المسار

وفي ما يلي نص الحوار


  كيف تقدم نفسك للقراء؟

أنا مواطن عربيّ تونسيّ أعيش فوضى العالم وأحسّ بأنني جئت كي أرتّب بعضها وأملأ فراغ الأسئلة في قلوب الآخرين.

 عمّار الطّيب العوني (عبدالله العربي) من مواليد محافظة القصرين.أستاذ مدارس ابتدائية فوق الرتبة مميّز.شاعر وقاصّ تونسيّ .اشتغل في مجال الإعلام.وحائز على عديد الجوائز. ترجمت بعض نصوصه الى أغلب اللغات ضمن موسوعة هنديّة كما نشرت بعض النصوص في ديوان العرب عن دار نشر عراقية.بالإضافة الى النشر في عديد الدوريات العربية.


 أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟

لي مجموعة شعرية أولى بعنوان :أكاد أخرج من فمي صادرة سنة 2015.

مجموعة ثانية بعنوان: تنأى..كي أراها .صادرة سنة 2019.

-ترجمت بعض نصوصي ضمن أنطولوجيا الشعر العالمي في الهند الى عدة لغات.

-صدرت بعض نصوصي ضمن ديوان العرب عن دار نشر عراقية.

بالإضافة الى نصوص قصصيّة منشورة في مجلات عربية وتونسية.

تصدر  قريبا  رواية: مرّة..أخطأتُ قبري.


 كيف تصور لنا المشهد الأدبي بشكل عام والشعري بشكل خاص في تونس الان ؟

-المشهد الأدبي بشكل عام في تونس يشهد انفجارا في الكمّ وفي النوع أيضا و بدأت الرواية تأخذ مكانا بارزا في الساحة.اما الشعر فآختلط فيه الحابل بالنابل مثل بقية مجالات الأدب .لكن ما يغيب حقا هو النقد الأدبيّ وآنبناؤه على العلاقات الشخصية ليبقى غير محايد وبالتالي غير نافع.


متي بدات في كتابة الشعر؟ وهل تذكر شئ من محاولاتك الاولي؟ وهل وقف احد مشجعا لك علي الاستمرار ؟

بدأت مسيرتي باكرا زمن مرحلة التلمذة وكانت مزيجا بين القصة القصيرة والشعر والمقال الساخر .صودرت اولى نصوصي مخطوطة سنة 1989..لكنني ما آنثنيت وواصلت طريقي تحفّني تشجيعات الأصدقاء .


  ما هي مشاكل المبدع التونسي ؟ مما يؤدي إلى عرقلة العملية الإبداعية والتأثير السلبي عليه؟

•يعيش المبدع التونسي مشاكل متعددة أهمّها على المستوى الماديّ حيث يصعب النّشر نتيجة تغوّل دور النشر وآنعدام دعم وزارة الثقافة التي لا تمت إلى الثقافة بصلة على آمتداد عقود.بالإضافة الى ملاحقة الخبز اليومي الذي يستولي على وقت المبدع إضافة الى عزوف التونسي عموما عن شراء الكتب.


 أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك- فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهذف بما تاسست من اجلة وصنع علاقة بين الاديب والمتلقي ؟

•هذه المنتديات الثقافية والأدبية تساهم فعلا في التواصل والانتشار وتؤسّس للتفاعل مع الآخر .وعليه لابد من دعمها كي تواصل القيام بدورها وتؤسس لمزيد التعريف بالمبدعين.

https://web.facebook.com/AMMAR.T.OUNI/


   لكل مبدع محطات تأثر وأب روحي قد يترك بصماته واضحة خلال مراحل الإبداع، فما هي أبرز محطات التأثر لديك، وهل هناك أب روحي ؟.

•مررت بعديد المحطات والمطبّات السياسية خاصة قبل الثورة حيث كان المبدع المعارض لسياسة الدولة ملاحقا ومضيّقا عليه حيث ذقت السجن والظلم وتعرفت على عديد الذين يشبهونني.وهذه التجارب شحذت ملكة الابداع لديّ..نحن جيل تربى على إبداع مظفر النواب و معين بسيسو والسياب وامل دنقل وجبرا والحكيم ومحفوظ المسعدي والطيب صالح وغيرهم من النوابغ وهذا الخليط كوّن لدي عجينة أعتزّ بها.


 هل ترى أن حركة النقد مواكبة للإبداع، وهل يمكن ان تقدم هذه الحركة إضافة نوعية للإبداع؟

•حركة النقد ليست مواكبة للإبداع كما أسلفت وهي تنحصر في حيّز ضيّق من الشخصنة والعلاقات.الناقد العربي عموما مستقيل ولا يهتم بما يدور حوله..لذلك لا نرى إضافة نوعية للابداع على أيدي هؤلاء.


 ماهي  القصيدة التي كتبتها وتركت اثر كبير في القراء؟

*مازال نصّ:مزاحم يرفض الاحتفال يجلب انتباه المتابعين لأنّه خرج من الشارع وغاص في أنحاء الأرض..بالاضافة الى نص:عرب البلاد الذي لخص مأساة  الفلسطيني.

**مزاحم يرفض الاحتفال.**

خميصا،

يشرد مع الغبش

يسابق الطير الى الحقل

يجمع قوت العيال..

انحناءاته التي تتوالى أفرزت نتوءات 

تؤرخ للصباحات المريرة

وتقيه ذل السؤال..

مزاحم في الحقل ..نملة الله في كدها

كل حبة كنز 

وكل قطرة عرق اغتسال..

مزاحم..رجل لا يطال.

يؤمن بالله كما الجدات..

والكتاب 

والملائكة كلهم..

ويحب قضاء الله..

والعيش الحلال..

رجل لا يقيس الزمان بساعته

انما بما علق بين أصابع رجليه من قش

و رمال.

مزاحم في الحضائر ،

ينقل الاجر

والاسمنت على ظهره

يمسح العرق والغبار بظاهر كفه

ويغني نكاية في الهزال..

ومزاحم في المنجم

تأكل الغازات خلاياه

والرطوبة تأتي على مجاريه

فيقاومها بالسعال..

يدندن:الصبح قريب

والنصر لا يأتي بدون قتال..

ومزاحم في البحر..

قديما،

كان البحر لله والسمك للعيال..

صار البحر للدولة

والسميكات بعضها لرب البحر

والباقي لزغب الحواصل..

والشكوى ضلال..

مزاحم مازال على السليقة..

يستغفر الله حين ينظر الى السماء

يقبل فتات الخبز 

ويطعم القط 

والكلب 

ويسقيهما عرقا زلال..

مزاحم مازال يلتقط الأوراق من الشارع

و يدسها في ثقوب الجدران 

حفظا لما خط عليها من لغة القران..

من الدوس 

أو الزوال.

مزاحم في السهوب..

مزاحم في الفيافي

مزاحم في الجنوب

مزاحم في الشمال..

مزاحم رجل لا يطال..

لا يعرف الأعياد في بلدته

ولا يفهم في السياسة

لكنه لا يصدق ما يحاك

وما يقال.

مزاحم يمضي الى اخره

طفله على العنق

رغبته مخنوقة 

حلمه منقوش على زنده

يحضنه ليلا

كما يحضن السماء هلال.

............................................


*عرب البلاد*

**

أعددتُ ما يلزم الفجر من ساعات

كي يغيّر مواعيده

لأحرق الفراغات

ففي حنايا الشّهقة الحرّى،

تيبّستْ ضحكة

وصارت حجرْ.

لم أعد أفهم ما يحدث عند آذان الفجر

فحين ابتسمتُ

اعوجّ فكّي..

وزاغ منّي الأصدقاء

ولفّني وجوم طاحن

هو الضّجر.

فآعبر

يا أيّها الفجر

وخذ سرعتك

سأطلق النّار على الحدود

وأزوّر الأمداء

ثمّ

على أنف أبي الهول،أحطّ

وأسكر هذا المساء.

حرّ أنا اللّيلة

وجسدي ملكي

أضرم في حناياه نارا تلظّى

وأنثره في فجاج الرّيح

هباء. .

فما عدت مسؤولا عن الوطن

وحنظلة ما عاد يرمقني.

مات حنظلة والعفاف

وانشقّ قلبي

فطار عصفور

وغرّب نحو القمر.

قلت: عرّج على الخليل

وابلغه عنّي: قُصّ الجناح

والدّمع في العين بات حجر.

وآحمل للفتى الباكي سلامي.

احملني بأسري

وضعني في مقلاعه

كرة ناريّة

أو حجر...

أحبّ الحجر

وأدوخ

حين تحمل الأنواء روائح الطّين الزّكيّ

وتغزلها الرّياح أثوابا

للعراة

وعطرا لأشبال البلاد

رماة الحجر...

لكنّني أستحي حين يغوص الحرّ في الظّلّ

ولا ظلّ أملكه..

يا فتى نابلس عفوا

حرب صفّين عادت

ورضي القوم بالتّحكيم

وذرّ الرّماد...

خشب/عرب البلاد

فاشحذ يديك

وعوّل عليك

واحفظ مواثيق الحجر.

يا فتانا الكبير

بقع الدّم على زنديك

تشكّلت إرثا لك

ووزرا علينا

فمن يخلّصنا من دعارتنا؟

صاحت سنونوّة:

- آمن من أمسك مقلاعا

- آمن من ردّ الصّاع صاعا

وبنى عشّا بين أفانين الشّجر.

زغردت السّنونوّة ثمّ طارت

وحطّت على كفّ الفتى الباكي

فصارت حجر.

حجر يزمجر

هاتكا أعتى القلاع

زاده وهج الشّهيد اعتدادا

فراح ينزو على قرارات الوفود

و يقتلع الأرض من تحت السّكارى

السّادرين في السّمر.

حجر يزنّر رأس الفتى الباكي

على صدري

فأسحب سيفي الذّي

في الغمد مات

وأسأل: لماذا يبكي الجنوبي؟

هل مات الحجر؟

قال:حاشا، ولكن

من خمسين من السّنوات

توحّمتْ فلسطين على غراب آفك

لكنّها أجهضت قبل المخاض بأيّام

وكان المحمول ذكر.

وحين ناحت سنونوّة الجنوب ألجموها

وأقسم القاضي على المصادفة

مذكّرا بالقضاء

وبالقدر.

يا الفتى الباكي على شيء يدوّخني

سُدّت حناجر العباد

والماء المهين في أصلابنا

صار عكر

فمتى ينجلي هذا الخور.

إنّي تآكلت

وعساكر الوقت يطوّقها الفساد..

خشب عرب البلاد

والسّوس ينخره

فما ثار

وما هدأ

بل صار للنّواسخ في كتب النّحو خبر.

حجر يوصوص

أوفى من السّموأل

ينفّذ رغبة الطّفل الحليم

بلا ضجر.

وينهال على فعلنا العربيّ

يتعتعه

يغتال السّين

فتنهض سوف تؤجّله

وتقوم لن 

فتنفيه

وتبقى البلاد على قنطرة الحرف

هدر.

قدري يا العجيب..

سأمضي الآن

وفي القلب شيء من وطني..

القبلة ضاعت

والحبيبة ذبحت

والنّخل بات أعجازا

وضنّت الأرض بالزّرع

والرّيح تأتي بلا مطر.

لكنّني هناك بعيدا

سأشتاق للصّباحات المريرة

فأحبّ البلاد

رغم القذارات

لأنّ البلاد إذا ما استقامت

بأطفالها تحتفي

وتهتف سرّا: عاش الحجر.

وتهتف جهرا: عاش البشر.

............................................


الى محمد الدرة ومنه الى فيالق الشهداء.*

...


وحدك..

تنمو هناك...

ومن سراك 

ترنو الى قرص السماء.....

لا خيل تحتك 

كي الى البدايات تطير....

ولا حكمة في جيوبنا

كي نسافر مثلك في اباء..

فسر اليك..

و دع 

ما يتهاوى...سدى.

لا قاض...

وما..في الجبة عدى دمك الذي

 يطوح في البراري

ويطفو على دمنا..

الذي يطفو على البلاد..

فهل يذهب سدى..؟؟ 

لا....

سلام هو الاحتفاء.

يخونك الايقاع

وتمضي..

الى  اقوام ما منعوا القرى.

ثم تصغي الى دهشتنا

..المدهشه.

وتبقى...

تشدو 

هناك 

باغنيات لمزارعة سبتك بطيبتها

 فرمت الثناء.

وحدها المزارعة تفهم معنى زغاريدك....

وتعرف..

ترد تحايا المساء..

وتعرف تزف الانبياء والشعراء...

وتغلف الشهداء بعطرها الجبلي...

وتصبغ ارجل الخطاطيف بحناء الغزال

و عود الحياء.

ولانك عكس المساء،

تقطع العمر في دوامة

او..

على حرف جر.....

لتبقى مولد الارباك.....

جلاب الضياء......*>*

..............................................



 مشروعك المستقبلي - كيف تحلم بة - وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة ؟

•أحلم بإصدار روايتيّ اللتان تلازمان المكتبة وأرغب في بعث مكتبة عمومية مجانية لأبناء قريتي وأنا بصدد العمل على مشروعي.


  واخيرا  ما الكلمة التي تحب  ان تقولها في ختام هذة المقابلة ؟

•أولا أقدم لكم الاديب المصري د.صابرحجازي كل عبارات الشكر والامتنان على إتاحة هذه الفرصة وأتمنى لكم التوفيق والصحة وثانيا أحيّي كل مبدعي هذا الفضاء وأتمنى لهم السداد.

————

الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي

http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi

– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة

- اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية 

- نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي

– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية

– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية

-عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة