القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

فهل يٌسمع النّداء...؟ قصيدة للشاعر والقاص الجزائري: سعدي صباح/ عين وسارة

 فهل يٌسمع النّداء...؟

______________

الإهداء إلى هيفاء في السّهوب 

________________________

بكيت ولي في البكاء عزاء

تذكّرت ظبيا حباه السّماء

وكانت حياتي به جنّة 

 تهادى الضّباب ولاح الجلاء

فراح التي لقّنتني الهوى 

فمات الشّجى والعناء والبلاء 

وكنت سعيدا بلحظ المها 

فحنّت ومنّت وكان العطاء 

مشيت  السباسب رافقتها 

وكنت اليتيم وكانت أٌماء 

تراشقني في الرّوابي زهورا

فيسري الهوى و الهواء والنّقاء 

تذكّرت يوما على شاطئٍ 

تيبازة نادت ونادى  المِناء 

وكانت فراح على فرس 

بحجم الأميرة كانت بهاء 

وفي الزّورق الظّبيُ طوّقني

وبين النّوارس كان  السّخاء 

وعند الغروب إلى المنتجع

فراق الحديث وطاب الحجاء 

وفي المرقد الحبّ لا ينثني 

فلانت فراح وطاب الرّجاء 

بثينة كانت  وكنت جميلا 

وطاب  التّناجي وكان الوفاء 

فبتنا هناك مبيت السّكارى 

رشفنا  من الحبّ  زال الحياء 

فزاغت عيون المها وارتخت 

فأعطت نبيذا  وفيه الدّواء

فمنّ الحبيب  ككلّ العذارى

فرامت وفي الهمس كان الصّفاء 

ولكنّنا في الحديث عبثنا 

وفي الأنس حتما سيُطقى البلاء

لمحت  المفاتن صافحتها 

ولانت فراح وشاخ الدّهاء 

شربنا من النّبع ماء  ز لالا 

ونمنا فرادى وجمّ الهناء 

أفقنا على نغمة  في السّرى 

فغنّت سلاف وجاز الغناء 

وأدنا الخطيئة  في مهدها

وكان  المنى  والسّمى والصّفاء 

برقّتها في لهوى قد بنت 

وبالحسن حازت  لها ما تشاء 

ودار الزّمان كما يشتهي 

وغاب السّمر والقمر واللقاء 

وحلّ الخريف على ضيعتي

وشابت وشاح الثّرى والفلاء 

وخيّم صمت الأسى والتّآسي 

توارى الغزال.  ودقّ النّهاء 

توارت فراح وفي القلب جرح 

وفي العين دمع وفي الجسم داء 

وحلّ الخريف سقيما كئيبا 

فمات النّشيد وجاء البكاء 

فصرت وحيدا كسير الجناح 

فطار الحمام وشاح الفضاء 

فأين التي منحتني الجنى 

وأعطت لقلبي شفاء وغذاء 

تذكرتها في العراء فبكيت 

فجمّ السّكوت وكان الشّقاء 

تعالي ..تعالي  فقلبي انكوى 

فيشهد حاء وتشهد باء 

فأنت  الحياة  التي كنتها 

وأنت السّكينه وأنت الرّضاء

فهل تسمعين صراخ الجريح 

وهل يسمع  الآن هذا النّداء 

ترقّ فراح  ويخضرّّ عشبي 

وتشرق شمس الرّبيع سناء 

 فأنت دوائي وأنت نجاتي 

وأنت التّرياق وأنت الوعاء

تعالي إلى الوكر صرت عليلا 

أتوق إلى الحضن   فاض الإناء

بقلم القاص والشاعر  صباح .ع وسارة


الشاعر سعدي صباح