#الإعلام_الرقمي_رافعة_لتنمية_الوعي_البيئي_في #الوسط_المجتمعي
⬅️أصبحت البيئة في العقود الأخيرة من أبرز التحديات العالمية التي تهدد حاضر ومستقبل البشرية، ومع تزايد المخاطر الناجمة عن التلوث والتغيرات المناخية، لم يعد بالإمكان تجاهل دور الإعلام، لاسيما الإعلام الرقمي، في توجيه الرأي العام وحشد الجهود لحماية المحيط الطبيعي.
البيئة في الجزائر والتشريعات
⬅️في الجزائر، شكل دستور 2020 مرجعا أساسيا في تكريس البعد البيئي، حيث نصت المادة 64 منه على أن "للمواطن الحق في بيئة سليمة في إطار التنمية المستدامة"، كما أقر القانون 03-10 المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة جملة من الآليات المؤسساتية لحماية الثروات الطبيعية ، غير أن هذه النصوص التشريعية لا تؤتي ثمارها إلا بوجود وعي مجتمعي متجذر، وهنا يبرز دور الإعلام الرقمي كوسيط تفاعلي قادر على نقل المعلومة، تبسيط القوانين، والتحسيس بسلوكيات يومية سليمة.
دور الإعلام الرقمي في التوعية
⬅️الإعلام الرقمي، بما يوفره من سرعة في الانتشار وتعدد وسائط العرض (نصوص، صور، فيديوهات، تطبيقات)، أصبح فضاءً مفتوحا أمام المؤسسات والهيئات العمومية والجمعيات المهتمة بالبيئة وحتى الأفراد من أجل إطلاق حملات تحسيسية لحماية البيئة، وقد برزت تجارب عديدة عبر وسائط التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"يوتيوب" ركزت على موضوعات مثل مخاطر الأكياس البلاستيكية و أهمية الفرز الانتقائي للنفايات، حملات التشجير ، نظافة المحيط وغيرها ، هذه المبادرات ساهمت في لفت انتباه الرأي العام، وأثبتت أن التغيير يبدأ من المعلومة البسيطة التي تصل إلى المواطن بلغة يفهمها.
التحديات
⬅️ورغم هذه الجهود، يواجه الإعلام البيئي الرقمي في الجزائر تحديات عديدة، أبرزها: ضعف الثقافة البيئية لدى فئات واسعة من المجتمع، غياب محتوى متخصص ومهني يغطي القضايا البيئية بشكل عميق، إضافة الى محدودية التنسيق بين الإعلام الرقمي والمؤسسات العمومية الأمر الذي يقلل من تأثير الحملات البيئية.
الحلول المقترحة
⬅️ولتجاوز هذه العقبات، يرى المختصون في المجال أن تطوير الوعي البيئي يتطلب إدماج التربية البيئية في الفضاء الرقمي عبر منصات تعليمية وتطبيقات موجهة لمختلف شرائح المجتمع، إلى جانب تنظيم دورات تكوينية للصحفيين والمدونين لخلق جيل متخصص في الصحافة البيئية، ناهيك عن الشراكة بين الدولة ، المجتمع المدني ووسائل الإعلام التي أضحت ضرورية لإطلاق حملات وطنية موحدة قادرة على ترسيخ قيم الاستهلاك الرشيد، التدوير، وحماية الموارد الطبيعية.
خاتمة
⬅️وفي الختام، يمكن القول أن الإعلام الرقمي يمثل اليوم رافعة حقيقية لترسيخ الثقافة البيئية في الوسط المجتمعي، إذا ما أحسن استغلاله في إطار قانوني ومؤسساتي واضح، ضمن مقاربة تشاركية بين المواطن والدولة، بإعتبار أن حماية البيئة تعد واجبا وطنيا، و أن الإعلام الرقمي هو الجسر الذي يربط بين النص القانوني والسلوك المجتمعي لتنمية الوعي البيئي.
#أ_بوجمعة_مهناوي_باحث_في_القانون_والبيئة
#الإعلام_الرقمي #الوعي_البيئي #الجزائر #الصحافة_البيئية #حماية_البيئة #التنمية_المستدامة