لا أريد التنكيد عليك أيها الوغد… لكن إن لم تتزوّج حبيبتك ستتزوّج حبيبة غيرك
لا أريد التنكيد عليك أيها الوغد، لكن إن لم تتزوّج حبيبتك ستتزوّج حبيبة غيرك.
قد تبدو هذه الجملة لأول وهلة مزحة ثقيلة أو نبرة ساخرة تخرج من صديق يعرف أين يضع إصبعه ليوقظك من وهم تعيشه. لكنها في الحقيقة تحمل حكمة الحياة التي كثيرًا ما نتجاهلها: العالم لا ينتظر أحدًا، والمشاعر لا تبقى معلّقة إلى الأبد، ومن لا يتقدّم خطوة سيجده القدر متراجعًا عشر خطوات.
الحب ليس وعدًا محفوظًا في درج الزمن، ولا علاقة معلّقة تظل ببساطة في انتظار أن تلائمك الظروف. الحب موقف، جرأة، فعل، واتخاذ قرار. وأي علاقة مهما كانت صادقة يمكن أن تتحوّل في لحظة إلى “قصة كانت يمكن أن تكون” إذا لم يتحلَّ طرفاها بالقدرة على تحويل الشعور إلى واقع.
الانتظار والخسارة في الحب
تخيّل رجلًا يحب امرأة منذ سنوات، يضعها في قلبه حيث لا يسمع غير صوتها، ولا يرى غير تفاصيلها. لكنه يتردّد، يخاف، ينتظر “الوقت المناسب” الذي لا يأتي. وبينما هو يدور في دائرة الصمت، تأتي لحظة تختار فيها هي حياة مختلفة: أمانًا، استقرارًا، يدًا مُمدّة لا ترتجف. وحين يتفاجأ هو، لا يدرك أنّ الحب الذي لا نحميه يختفي، وأن الفرص التي لا نغتنمها تصبح ملكًا للآخرين.
ولهذا تقول الجملة بوقاحة صادقة:
“إن لم تتزوّج حبيبتك ستتزوّج حبيبة غيرك.”
ليست تهديدًا، بل تذكيرًا بأن الحياة تمضي، وأن الناس لديهم الحق في أن يعيشوا، حتى لو كنّا نحن سبب الانتظار.
قد يعجبك: حنين و أشواق في رده الإنكسار: قلم الشاعر الأستاذ / محمد الفضيل جقاوة
الصمت القاتل في العلاقات العاطفية
العلاقات لا تنهار دائمًا بسبب الخيانات أو المشكلات الكبرى، أحيانًا تنهار بسبب اللاشيء: الصمت الطويل، التردّد، التأجيل، الخوف من الخطوة التالية. ومن لم يُعلن حبّه اليوم، سيجد نفسه يومًا ما يبارك زفاف من يحب، أو يكتفي بمتابعة الصور من بعيد وهو يقول: “لقد كانت يومًا لي.”
الحب الذي لا يتقدّم يتلاشى.
أسباب هروب الناس من علاقات مؤجلة
- لأنهم يخشون أن يكونوا وحدهم الذين يبذلون الجهد.
- لأن الصمت الطويل يوحي بعدم الاهتمام.
- لأن الزمن لا ينتظر أحدًا، والقلوب تحتاج قرارًا واضحًا.
- لأن الحب حين لا يرتفع يتحوّل إلى عبء، ثم إلى ذكريات.
الخوف مقابل الحب
إذا كانت الجملة قاسية، فهي تضع المرآة أمام الحقيقة: الحياة لا تنتظر المترددين، والقلب لا يبقى فارغًا بحجة أن أحدهم “مشغول”، “خائف”، أو “ينتظر الظروف”.
حين تنطفئ القلوب بصمت
المؤلم أن بعض العلاقات تموت دون وداع، فقط ذبول بطيء يشبه انسحاب الروح. تبتعد هي شيئًا فشيئًا بينما يظل هو ثابتًا في مكانه.
إن لم تتزوّج حبيبتك ستتزوّج حبيبة غيرك.
الفرصة الضائعة تصبح لغيرك
الحب ليس ملعبًا للمترددين. لا تطلب من القدر أن ينتظرك. المواعيد لا تُحجز مسبقًا، والفرص حين تُهمل تصبح لغيرك.
متى تتحرّك؟
- عندما تعرف تمامًا أنّ قلبك اختار.
- عندما تبدأ الخسارة تبدو أقرب من الفوز.
- عندما تشعر أن الصمت لم يعد يكفي.
- عندما يصبح الخوف أقل إيلامًا من الندم.
الخاتمة: خطوة واحدة تغيّر كل شيء
ليست المشكلة أن تتزوج حبيبتك بغيرك… المشكلة أن تظل عالقًا في قصة انتهت، وتقول لنفسك:
“لو أنّي تقدّمت خطوة واحدة… لما كتب القدر هذا السيناريو.”
فإن كنت تحب حقًا، فتقدّم. وإن لم تستطع… فدعها تذهب.
إعداد مجلة النبراس الأدبية والثقافية — بإشراف محمد دويدي.