دمعة على والدي
.
.
ما كنـــتُ اَحْسَـــبُ أنَّ العُمــرَ يَنْصَـرِفُ
عَنّـي وعَنــكَ وأنـتَ الظُّــرْفُ والرَّهــفُ
عَنّـي وعَنــكَ وأنـتَ الظُّــرْفُ والرَّهــفُ
يا أقــربَ النّـاسِ مِـن نَفسـي إلــى نَفَسـي
كيـــف السبيـــلُ إلــى سلـــواكَ والأسـفُ
كيـــف السبيـــلُ إلــى سلـــواكَ والأسـفُ
إنّــي قَضيـــتُ ربيــــعَ العُمْـــــرِ مُغتبـطًا
حـتّـى ارتقيــتَ فعـــمَّ الحـــزنُ والـدّنَــفُ
حـتّـى ارتقيــتَ فعـــمَّ الحـــزنُ والـدّنَــفُ
إنِّــــي اليتيــــمُ وقهـــــرُ اليُتْــــمِ أوجعنـي
لمّـــا غَــدَوتُ بثــــوبِ الحــــزنِ اَلْتَحِــفُ
لمّـــا غَــدَوتُ بثــــوبِ الحــــزنِ اَلْتَحِــفُ
عشـرونَ مَـرّتْ ودَمــعُ الحــزنِ تذرُفُـــهُ
عيــنُ الهتـــونِ ولــمّــا ينتــــهِ الــــذَّرفُ
عيــنُ الهتـــونِ ولــمّــا ينتــــهِ الــــذَّرفُ
عشرونَ مَـرّتْ وسَبــعٌ لـم تـــزلْ بِفَمــي
تُحْصَـى فتُنقَـصُ مــن عُمْري وتُخْتَطَـفُ
تُحْصَـى فتُنقَـصُ مــن عُمْري وتُخْتَطَـفُ
يا أرحـمَ الخَلــقِ بـي بعــدَ النّبــيّ ومـــنْ
أَسـرَى بـهِ فارتقـى حيثُ اخْتفَى الطّـرَفُ
أَسـرَى بـهِ فارتقـى حيثُ اخْتفَى الطّـرَفُ
قـد كنتَ يا والـدي ظهـري التي قُصِمَـتْ
واليــوم يا وجعـي تَعـرَى لمــن قَصَـفُــوا
واليــوم يا وجعـي تَعـرَى لمــن قَصَـفُــوا
كم كنـتَ يا والـدي فــي الهــمّ لـي سنــدا
واليــوم وا أسفــي,فـي الهَـمِّ مـنْ يَقِـــفُ؟
واليــوم وا أسفــي,فـي الهَـمِّ مـنْ يَقِـــفُ؟
بـل كنـتَ في لحظـةِ التّـرهيـبِ مُنصرفًا
عــن لحظــةِ الحبّ والتّـرغيـب تختلـفُ
عــن لحظــةِ الحبّ والتّـرغيـب تختلـفُ
فالحـــزمُ دأبُكُـــــمُ والعَــــــزْمُ سَمتُكُـــمُ
والحــــقُّ دينُكُــــمُ والصّــــدقُ مُتَّصَـفُ
والحــــقُّ دينُكُــــمُ والصّــــدقُ مُتَّصَـفُ
يا رحمـــةَ فــي الدنـــى كانـت تظللـنــا
لمْ يبــقَ مـــن ظلّهــا ظـــلٌّ بــهِ نَقِــــفُ
لمْ يبــقَ مـــن ظلّهــا ظـــلٌّ بــهِ نَقِــــفُ
ما زلــتُ يا قدوتي أَحــوي بــذاكـرتــي
ما فيــكَ مـن شـرفٍ يعلـو به الشّـــرفُ
ما فيــكَ مـن شـرفٍ يعلـو به الشّـــرفُ
كم بـتَّ من عفّـةٍ رهـنَ الطّـوى شبعــًا
والنّاس من جهلهـمْ تاهـوا وما عـرفــوا
والنّاس من جهلهـمْ تاهـوا وما عـرفــوا
ما زال بـي غائــرٌ جـــرحٌ يـلازمُنــي
فــي خافقــي نـــازفٌ لمّــا بـهِ نَـــــزَفُ
فــي خافقــي نـــازفٌ لمّــا بـهِ نَـــــزَفُ
مازال فـي خاطري ما فيكَ من عَفَـــفٍ
لم يُغــرِكُمْ مُتـرِفٌ أغـــرَى بهِ التّــرَفُ
لم يُغــرِكُمْ مُتـرِفٌ أغـــرَى بهِ التّــرَفُ
ما زال فــي خَلَــدي طيـــفٌ لثــورنتــا
والناس قـد تركوا الأرزاقَ وانصرفـوا
والناس قـد تركوا الأرزاقَ وانصرفـوا
هامــوا علــى أوجــهٍ شتّـــتْ بوجتِــهِم
تاللّــهِ هـــل أنِســوا التّشتيـتَ أمْ ألِفـــوا
تاللّــهِ هـــل أنِســوا التّشتيـتَ أمْ ألِفـــوا
فالأرضُ فُـرشتُهُـــمْ والبَـرْدُ طُــرفتُهُــمْ
والجـــوع زادُهُــمُ موتـى ومـا خُسفــوا
والجـــوع زادُهُــمُ موتـى ومـا خُسفــوا
كــم كنــت يــا والـــدي فــذًا بثورتـنــا
تستنفــــرُ النّــــاسَ لا أفٌّ ولا أفَـــــــفُ
تستنفــــرُ النّــــاسَ لا أفٌّ ولا أفَـــــــفُ
كـي ينفقـــوا مالــهم عينــــا وماشيــــة
ويدعَمــوا الثــورةَ العظمــى ويأْتلفـــوا
ويدعَمــوا الثــورةَ العظمــى ويأْتلفـــوا
يسعَـوْنَ في رزقهــمْ سَعــيَ الـذي بيَـــدٍ
عليـــا يُحصِّلُـــهُ لــم يُثنِـــــهِ الشّظــــفُ
عليـــا يُحصِّلُـــهُ لــم يُثنِـــــهِ الشّظــــفُ
كم كنـت يا قـدوتي فـي السَّعـيِ قُدوتَهـمْ
فأتقنــوا سعيـهمْ في الـرّزق واحتـرَفُــوا
فأتقنــوا سعيـهمْ في الـرّزق واحتـرَفُــوا
ما زلـــتُ أذكركـمْ طفـــلاً بــذاكــرتــي
والطفـــل من طبعــهِ إلــــفٌ ومـؤتلــفُ
والطفـــل من طبعــهِ إلــــفٌ ومـؤتلــفُ
كـمْ راقنــي شعــرُكَ الملحــونُ تنشــــده
وهـزّنـــي النغـــمُ المشجـون والطُــرَفُ
وهـزّنـــي النغـــمُ المشجـون والطُــرَفُ
اَستعـــــذبُ النّغــــــمَ الأشجـــــى أردّدِهُ
وألهـــــمُ الكَلـــــمَ الأحلــــى فـأَغتَـــرِفُ
وألهـــــمُ الكَلـــــمَ الأحلــــى فـأَغتَـــرِفُ
لـــولاكَ مـا خلتُـنـي يـا صورتـي أبــــدا
بالشّاعــرِ المُفْلـــقِ الْمَطبُــوعِ أَتّصِــــفُ
بالشّاعــرِ المُفْلـــقِ الْمَطبُــوعِ أَتّصِــــفُ
عـَذْبُ الحيـــاة ولـــو طالــت عذوبتُــــهُ
ُيومــا علـى مُــرّها الأنكــى سَينجـــرفُ
ُيومــا علـى مُــرّها الأنكــى سَينجـــرفُ
كـم لحظــةٍ مــن صفــا خلنــا تَـذوّقَــــها
قـد أصبحـتْ كَـدَرًا والخَلـقُ ما ارْتَشَفُـوا
قـد أصبحـتْ كَـدَرًا والخَلـقُ ما ارْتَشَفُـوا
كم كنـت يا صابـرا فـي النـاس محتسـبـا
والنَّاسُ من صبركمْ ألّــوا وقـد وجفُــــوا
والنَّاسُ من صبركمْ ألّــوا وقـد وجفُــــوا
طـــــالَ الرّثــــاءُ ومــا وفّيّتُكـــمْ أبَـــــدا
وصفـا يليــق بما الأفـــذاذُ قـد وُصِــفُـوا
وصفـا يليــق بما الأفـــذاذُ قـد وُصِــفُـوا
كيـف السبيـلُ إلـى السّلـــوى وموتتكـــمْ
كأنهــــا قــــدرٌ جاءتْ بـــــهِ الصُّــــدَفُ
كأنهــــا قــــدرٌ جاءتْ بـــــهِ الصُّــــدَفُ
يأتـي علـى عجــلٍ مـن فــرط قسوتِـــهِ
كانّـــهُ مجـــرمٌ فـــي الجُـــرْمِ يَحتـــرِفُ
كانّـــهُ مجـــرمٌ فـــي الجُـــرْمِ يَحتـــرِفُ
اِستـــــلَّ مهجتـكَـــمْ سَـــــلاّ وعاجَلَــــها
كأنّـــــهُ قاتــــــلٌ فــــــجٌّ ومُقتَـــــــرِفُ
كأنّـــــهُ قاتــــــلٌ فــــــجٌّ ومُقتَـــــــرِفُ
أستغفرُ اللهَ مـن حزني ومن جَـزعــي
في معرضِ الرُّزءِ قد يُزري بنا الهَرَفُ
في معرضِ الرُّزءِ قد يُزري بنا الهَرَفُ
لسْـتُ الجحـودَ الّـذي لا يرتضـي قــدَرًا
ولا الغشيــمَ الـــذي يُبلــــى فينحَــــرِفُ
ولا الغشيــمَ الـــذي يُبلــــى فينحَــــرِفُ
فالمــوتُ حكـــمٌ مــن القهّــــار قــــدّرهُ
أنّـــى يُـــردُّ ولــم يُــردُدْهُ مَــنْ سَلفـــوا
أنّـــى يُـــردُّ ولــم يُــردُدْهُ مَــنْ سَلفـــوا
أيّامنـــا مِحـَـــنٌ حبلى مـــن الإحَــــــنِ
والنّـاسُ مـا مُحِنُـوا فيـها كمـا التّحَــفُ!
والنّـاسُ مـا مُحِنُـوا فيـها كمـا التّحَــفُ!
الشاعر العربي/علي مناصرية.
قالمة في:02 شعبان1438للهجرة /الموافق:28 (افريل)2017