القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

جولة في بوح الضمير، الجزء الثاني، للأديب أحمد بهناس. _اقتبسها ولخصها صباح سعدي

جولة في بوح الضمير،  الجزء الثاني، للأديب أحمد بهناس. 
_اقتبسها  ولخصها صباح  سعدي..
_وما هذا إلا حبة من سنبلة....
_____________________________________ 
________


جولة في بوح الضمير،  الجزء الثاني، للأديب أحمد بهناس.  _اقتبسها  ولخصها صباح  سعدي..

 

1_بدءا من تنصيبه مفتش بعين وسارة، والتأهب للقيام بمهامه، مع المعلمين، هؤلاء، الذين لم ينالوا حظا من التكوين، في إطار الثورة الثقافية التي أقرها هواري إبان منتصف السبعينات، إلى أن بزغت شمس المدرسة الأساسية، وبعد عناء السفر يستقر في المدينة، وبالإستقرار، تنظم  الملتقيات والندوات التربوية، ولأنه المفقد الأول... الذي تخرج في  مركز التفتيش، لا بد وأن يعمل كثيرا  ليبرهن، قائلا بفخر: ها "حنة يدي" ، غير مكترث بتكريم المتملقين..الذين نالوا المناصب بطرق ملتوية، ويستثني زميله  عثمان، دون أن ينسى حنكة المفتش مجاهدي، ويذكر فرحته العارمة "بالهوندا"، وكانت فرحة صديقه سي محمد. بها أكثر من فرحته، وذلك قبل أن تدخل الصداقة اقتصاد السوق، حصنها له بنيات، ثم طلب منه رحلة تدر عليهما بالأرباح، ووعده بأخذ الثلث، خلاف البنزين وتكاليف الطريق، وإنما الشيخ بعد الحصاد أبى أن يعطيه حقه المتفق عليه، ايمانا منه بأن الصداقة أكبر من الدينار، ولكن البطل حملها محمل الهزل، وفي البرواقية.. غافله.. وأخذ حقه من العباءة مبتسما، والشيخ لا يعلم، وأعتقد بأن هذا التصرف صائب وفي العادي، نظرا لعمق الصداقة، فلا يفرقهما الدينار ولا يجمعها، بل الأمزجة والصفاء، فكل تصرف لا يفسد للود قضية، وبعد الوصول.. هاتفه ضاحكا: فعلتها؟ أجل.. واستطرط.: أن أكون لصا أفضل من أن أكون  متسولا، وكان هذا التصرف بلباقة بمثابة الدرس للشيخ.

 

جولة في بوح الضمير،  الجزء الثاني، للأديب أحمد بهناس.  _اقتبسها  ولخصها صباح  سعدي..

والتجارب جامعة، فالشيخ قرأ في الأزهر، ولكن الأزهر لا يعطي مثل هذه الدروس، حتى وإن كانت من باب المزاح، فهما خطان متقاطعان في التمكن من العربية  ، خط على السليقة.. وخط مضبوطة، لتخصصه في الشأن التربوي، هذا الشيخ المتواضع بعلمه وفقهه، يطلبه الكاتب أن يصلي بهم التراويح، فتقبل مرامه بغبطة، وسار قطار البركة، المكان صالون الكاتب المزبرج بالكتب والزرابي، و السمر بعد التراويح أضاف خيرا كثيرا، وفي جو روحاني.. تمت الليالي.. قصائد.. مدائح... وفي محطة الصفحة ٢٣امتلكتني رغبة في البكاء عن زمن لا يعود، تذكرت الحاج سعود وشموليته وطيبته، وما كان يحمله لم يحمله خريج الجامعات والمعاهد.، ومن خلال البوح..ومما عشته، فطحطوح كتاب متنوع الصفحات، لم يسكنه حرف، إنما ألفته الحياة.. بأفراحها وأحزانها، وصقلته التجارب.. ومجالسة العارفين، عشت يوم رحيله بشهر الغفران، وتشييعه بمقبرة الهامل، من خلال تصوير الكاتب بالإعتماد على الذاكرة، وتصور معي تلك الحركة التضامنية البديعة، التي غابت مع هزة أكتوبر المفبركة، وأنا أمشي وئيدا بين حدائق البوح، بكيت في صمت.


جولة في بوح الضمير،  الجزء الثاني، للأديب أحمد بهناس.  _اقتبسها  ولخصها صباح  سعدي..

 

تذكرت يوم كنت معلما.. بسيطا  منشطرا بين غول الفقر ومرض ولدي بالتهاب الحنجرة، والبكاء، الصامت هو أشد أنواع البكاء، وحميد هو الآخر كان مصابا.. و كان ذكيا متعطشا للعلم والمعرفة، وطال الزمن مع أساة الوطن، فما على الوالد الا أن يفكر في فرنسا، فإلى باريس رفقة صديق وجار..يحسب على العائلة ، وبعد زمن يشغله المنصب فيتناسى الملح والسفر غير مكترث للصداقة، هي ظاهرة عامة عند الجائع إذا شبع ..ولا أعمم فالحكم على الجميع بما يرتكبه الفرد، جناية في حق الجميع، والشاهد.لا بد وأن نحذر  من الوضيع إذا صعد. الصولجان على حين قرة.. أو جمع ثروة في ظرف وجيز.. ودون عناء، والعكس.. المطحنة الكبيرة لا تغدر ولا تدشش، اشتغلت بوزارة الدفاع زمنا وما رأيت ضابطا يغدر بالصداقة، لكنني رأيتها في العريف، إذا وصل الى رقيب بالأقدمية في النفايات والخفارات،حميد مع والده في حماية أطباء باريس، والغريب نفس التحاليل ونفس الدواء في الجزائر، إلا النظافة والانضباط والأدوات، ولأن القارئ في رحلة مستمرة، سأسافر من خلال البوح إلى باريس، بداية بالمكتبة العالمية.. الحي اللاتيني ورواية سهيل إدريس، شارع سان ميشال.. أولاد ابن علية في باريس... غابة بلو ثينا..، حيث الإنعتاق.. وأصل البشر طيور مهاجرة، في صحيفة البديل، لويت الى عرس في الزنزانة، لاتذكر أحمد بن بلة، البديل التي سببت للكاتب مضايقات ما أنزل الله بها من سلطان، وكلها من الأقدار، والقدر بمقدوره أن يفعل المستحيل.. يجمع المتناقضات، كما يجمع بين شاعر وشاعر، جمعتهما عين وسارة، وكانت الجلسات الأدبية والفنية، رفقة الفنان محمد بوليفة، طيلة عقدين من الزمن، ولكن الكرسي بالتنسي.. مثل مصريي  ، ولكننا نصنع دوافع  كي نعذر ولا نلوم، ولانحكم على الآخر المنقلب عن أشياء موجودة فينا أصلا.


 

جولة في بوح الضمير،  الجزء الثاني، للأديب أحمد بهناس.  _اقتبسها  ولخصها صباح  سعدي..

ونترك قطار الصداقة يسير، كما فعل الكاتب، إلى أن كتب الله، وكتب له مقدمة ديوانه الأول، وذلك بعدما ترجل، ثم ألوي إلى الحراك المنزليى بعد العودة من باريس،ولهم ذلك وللشادلي كذلك أن يرفع منحة الخارج، فيسافر الكاتب مع المحتجين الى الخضراء، وسأسافر معه من بيتي، صفاقس.. وكأنني أجول الشطآن والشقق التي رسمها باقتدار، والخادمة.. تلك التونسية الجميلة، وهنا عرفت بأن تأسيسها كان في القرن التاسع الميلادي على يد البكري، وأرى الصناعات التقليدية، والجامع الكبير، فإلى ڨابس  وخلجانها وغاباتها والنخيل، وإذا لم نستطع قراءة كتاب فلابد من سفر، فهو الكتاب الكبير، بشرط ألا نمكث في المرقد ليلا نهارا، لابد وأن نقرأ جيدا الأمكنة والناس، لأننا ندفع الثمن عند الجماك، ولي تجارب معهم الا ما رحم ربي، وبعد الرحلة نتوقف عند طرفة سي محمد. مرباح، حين تاه بين المتشابهات، وشعر بسخرية سافلة، فرد: لو أن القرءان نزل على غير النبي.. لكنت أنا، فأخرس أفواههم، وبعرج الكاتب عن رسالته التربوية، من مبنى.. و...... و... خلاف التأطير والتكوين، في ظل النزوح الريفي، ويذكرنا بأن عين وسارة يومئذ كانت عبارة عن قرى في قرية مترامية الأطراف، وتصرف بعض المديرين المتزلفين،ثم ينعطف  بنا الكاتب الى بعض الأحداث السياسية،ليخرجنا من تصرف بعض المسؤولين الذين همهم الوحيد هو نجاح أبناء، الإطارات بالتزوير، يحدثنا عن الشادلي وشعاره.. من أجل حياة أفضل، من سوق القلاح إلى تعاون الدولة مع الخواص.. وفتح البنوك أمام المواطنين المختلفين، وكيف يظهر جليا تراجع زمن الإشتراكية، وهواري لم تكن شوعيته كما يشاع، وكان منصفا له، لأنه صفد أبالسة فرنسا، ويثني على الإتحاد السوفياتي، لأنه ساعد الجزائر من قبل ومن بعد، وهنا أضاف للسيرة تاريخا، والتاريخ نجده في السير أحيانا أكثر مما نجده في كتب التاريخ، وهذا تصريح أعحبني:(الرخاء المفتعل  موجود والعمل والإنتاج مفقودان، بمعنى أن الخزينة تدعم وأن الشعب يتنعم) والحكومة نياتها شراء السلم، ولا تلبث الخزينة أن تفرغ وتتوقف المشاريع، وتظهر العصب، وينتبه الشعب وتحل العاصفة، على مستوى السلطة أولا، ولا سيما بين جبهة التحرير والحكومة.. وجلها من ضباط فرنسا والأتباع.. الذين بدأ الصراع يدور بينهم وبين العصب، وتلك الطبخة من سمحت لضباط ديڨول بالدخول الى الحكم، على غفلة من الشادلي  ، أو لم يكن الا ذيلا، إلى أن وصلت البلاد الى هزة أكتوبر، والشعب ليس له يد في الهزة التي تلتها الهزات، وتخطيط الكتلة  من أجل جبهة التحرير لترمى في المتحف، أو ما رموا الشباب المأجور الى التخريب والتدمير، واختلطت الأمور، وأهين رجل العلم، بما فيها الذي كاد أن يكون رسولا، انما انتشلته الدولة لحد ما بالتنازل عن أملاكها لصالحه وبالتقسيط، وفي العام 88 حلت الإنتخابات، وفاز البطل في المجلس الولائي، وحتى يخرجنا من السياسة، يحكم مدينة الجوابر  ويعجب بمعلمة، وكانت النيات في طريق الحلال، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ودائما نأخذ العبرة فالمعلم الذي أتى به من الريف، يرفض تكريمه حين التقاعد، وخرجات أخرى يكتبها بمرارة.. ممن أحسن اليهم.. وفتح لهم قلبه وبيته ومكتبه، وبما أن الحياة مدرسة، فالمنصب حجرة منها، فهو من يجعل صاحبه يكتشف سريرة الناس، من الصالحين على قلتهم، ومن المنافقين وأصحاب المصالح،ورفض بعض المديرين.. الذين انتهت صلاحيتهم، فكانوا على رأس الإدارة المدرسية، إما بالأقدمية أو بطرق(........) ومنهم من رفض تكريم  البطل.. الذي كان وراء، ترقيته، ولو بنقطة مشروخة  مجاملة، وفي نظرهم: هذا تقاعد فلا حاجة لنا عنده، وتلك هي نظرة السفاسف المصلحجيين، فكيف بربكم أعمل معكم مدة ثلاثين سنة، دون عيب يذكر.. وترفضون فرحتي وتقتلونها في مهدها؟، والبطل بغض الطرف كي يكون سامقا.. كبيرا في نفسه،وذلك ينم عن كبرياء وشموخ.. وثقة بالنفس، أو ما قال:  (أن تهاب أفضل من أن تحب) فإلى تجربة أخرى مر بها بعدما تعرف على معلمة واتخذها حليلة، ويؤكد: المعلمة يكون نشاطها فائقا قبل الزواج ويتراجع بعده، فهو يرفضها كما يرفض تجارة المعلمين على حساب البراءة.. أقول.. وليس في أوقات الفراغ، كما يروج لأناقة المعلم من خلاله أناقته ، لكن هيهات، فالمعلم يومئذ راتبه هزيل من العهد الفرنسي، بمعنى جبل على الشح حتى على نفسه، الا في عهد عبد العزيز، وبقي سيدي على نفس الوتيرة..عيشة بسيطة.وملابس بسيطة، وحالته معروفة.. وعلى المستوى الوطني والعربي..إلا القليل والقليل لا يقاس عليه،وأنتجت أفلام تصور بؤس المعلم، ونخشى أن تنتقل العدى إلى الجيل الجديد ، ويطرق حساسية المعلمين والمديرين.. التي لاحت جلية للأولياء، ليس من أجل العمل، ولكن لتفهات خاصة، فهم يشتكونه لأنه على علاقة بالمعلمة فلانة  مثلا، أو هو يتاجر بالتغذية المدرسية، وهو يتخذ من التقصير في العمل ذريعة لتركيعهم  ، ولكن هيهات، فشخصية المعلم..شخصة  معقدة لا يمكن لأحد تركيعها أو فهمها، كيف لا وحين أسند له قسم رفضه، ولما  استدعاه المفتش، قال:  لقد حرمت زوجتي.. وإن أنا رضيت بهذا الفوج فزوجتي طالق، وهذا التصرف يكشف على الجنون الذي كناه.. حتى لا أقول التخلف، كما يصور لنا منزله الذي يحف إبان الإمتحان، وكل واحد. يريد أن ينحج. ولده على حساب الآخر، ونخرج قليلا من سوق التعليم، إلى صديقه الضابط.. الذي كان يزوره للتحقيق معه في بعض القصايا، الى أن صارا يزوران الزاوية المرزوقية، يثني على الحاج لخضر ولا يثني على الثلاثيني، شيخ الزواية يومئذ، لحاجة في نفسه أو لبصيرة صائبة وعقل راجح.، إلى أن توقف عن زيارتها بعد موت مستشارها.. الحاج لخضر، ودخلت اللعبة السياسية وغابت النيات، وكان للزاوية سي سلامي من الشاكرين، وأعتقد وحسب قراءتي فزاوية سي سلامي والمرزقية خطان متوازيان.. لا يلتقيان،من حيث أمور لم يذكرها ولا أريد ذكرها، والدليل هوإنصافه  لرئيسها سي عبد الحي، وتكريم ابنها من المدرسة الريفية، الى المفتشية ككاتب عنده، فساعده كثيرا، ولأصالته لم ينكر الخير ولم يتنكر، وهذا تصريح أعجبني:  (من ينجح في البكالوريا تبتلعه الجامعة والفاشل الى رتبة معلم.. بإمتحان شكلي، يعين في العراء.. والويل له إذا رفض) ويشير الى اللجة التي كانت تعمل بالهتان والنفاق من خلال تقارير كاذبة، توريطه يكتب هذه الحكمة البالغة ( لا يمكن أن تتحمل مسؤولية غيرك، و أنت لا تملك أدنى الشروط،) وليخرجنا من مطبات التعليم ولجنته، ينعطف بنا إلى البرية وهواية الصيد.. التي  جبل عليها، من الصغر، من الفخة إلى التاربولات الى البندقية، فيصور لنا كلب الصيد.. وهو يطارد الأرنب، ومن شغفه انخرط في مسابقتها وحاز مرتبة بعيدة ككل جزائري، لأن المرتبة الأولى كانت للإيطالي، ومن الطرايف التي ينبغي أن تكتب، السيارة الأول التي نجت من تحصين الإمام، لم يحدث لها أدنى خدش بينما السيارة التي حصنها كادت أن تنقلب،وإليكم القصة القصيرة الجميلة: انطلقت شتاء صوب الشمال،وكانت الثلوج تتساقط،وسيارتي تسير بالتؤدة، إلى أن وصلت الى مدينة الحضر، وهي متلحفة في البياض كالعروس، فرأيتها من وراء البلور تتخطر تحت سبائخ الثلج، فاستوقفتها سائلا عن المكان، فركبت الى جانبي يسبقعا عطرها، ودلتني على  المكان، فهي من كانت زوجة على سنة الله ، بعد المراسلات والمغامرات.. والنيات الصادقات، إلى أن طلقتها حين قررت العودة الى وظيفتها كممرضة، وكذلك المرأة الجميلة  التي اتفقوا الثلاثة على انتشالها من صقيع المدينة بالشلف، ووفروا لها العمل والسكن والشاحنة التي أتت بها  الى عين وسارة، يمكنها أن تكون قصة قصيرة بكامل شروطها، لتوفرها على عنصر الدهشة، والقصة التي لامستني وستلامس الكثير، عندما زاره الغر.. مفتش الفيزيا وطلب منه مكتبين، فكان له ذلك. ومع الأيام، صار يتجسس عليه ويحسده على ضيوفه ومريديه، فطرده شر طردة، واكتفيت دون ذكر المشاكل التي سببها له مقابل الخير، وأنت من يتصورها أخي القارئ، إنما المظلوم والمحسود.منتصران، كما جاء في بوح الضمير، قالها بعد تجربة، وطار البطل الى فرنسا.. منطقة الألزاس.. حيث أحدهم.هناك في استقباله..، من خلال صديقه الضابط.، برفقة ربيطته المعلمة، في الطائرة الى مرساي.. ثم مادل موزيل عبر القطار، ثلج.. برد.. صقيع عنوة في صيف الجزائر وحره، وداخل المقصورة يطيب السهر ويحلو السمر، ومنها الى القرية الرومنسية، أين يقيم صاحب الفضل، والقصة الطريفة، في العشاء، حضر أحدهم، له مزرعة، وخلال الحديث اتفقا مع البطل أن يذبح له الأرانب بطريقة شرعية، بمقابل مادي، وكان الأمر كذلك فذبح له ثلاثة ألاف أرنب في ثلاثة أيام، فكافأه مكافأة لم تكن في الحسبان، فراح منتشيا مع. مرافقته بين المسارح والحفلات، ويعود الى الوطن، يحدثنا عن غرائب المسؤولين تأهبا لزيارة الشادلي الى عين وسارة، تجد العجب وستصدم لو دونتها كاملة، ومنها هروب مدير المتقنة، فيمكننا أن نسوقها في نص مفتوح أو قصة قصيرة كلها مفارقات ودهشة، والغفلة هروب سيدي المدير، إلى أن حضر الرئيس وأكلوا السحت من ورائه،ومع بداية ص٩٨يمكننا أن نعرف الإرهاصات التي تمخضت فأنجبت هزة أكتوبر، ومنها الندرة المقصودة في المواد وارتفاع أسعارها، حادثة بوعلي، وشوشات الأحزاب العرقية، توريط الرئيس حين أقنعوه بضرورة الإنفتاح، لضرب حزب جبهة التحرير، إلى أن وصلت الجزائر مشتاقة الى فرنسا من خلال زيارة رئيسها.. الذي طلب منه متيران.. الذي كان عريفا في الأخذرية بأن يحذف أبياتا من النشيد الوطني، فالشادلي من خلال البوح يبدو يسمع ويتقبل بسرعة، لذلك تورط.عدة مرات....ومنها فتح الباب  لضباط فرنسا للمكاسب و المناصب...حزب الفيس...و...و...، إلى أن قدم. الإستقالة، وخلاصة القول أن ضباط فرنسا هم من خططوا وهندسوا لضرب الجبهة، وضرب العربية، كما خطط الشادلي بحسن نية لمحو الإشتراكية، كما أدخل الجزائر في المديونية غير عابئ، وفي التسعينات يمر الكاتب بأشد الأزمات، وفات سي الدكاني، فراق الزوجة المغربية، وفاة حميد، أما قصة مرضه في رحلة صيد فهي تلصح لأن تكون قصة قصيرة طويلة، أو ميني رواية.
جولة في بوح الضمير،  الجزء الثاني، للأديب أحمد بهناس.  _اقتبسها  ولخصها صباح  سعدي..

 

فالشاعر يعيش دائما حالة الرفض، فعرض عليه منصب مدير تربية.. ولكنه رفض لأسباب، وحين نقرأ ما بين السطور نستنج بأن كل خيبات البطل وكل منجزاته.. خلفها زوجته الأولى.. التي تزوجها من وراء أعراف وتقاليد بالية، ككل  جزائري..من جيل الستينات والسبعينات ، ويلتقي بمعلمة أخرى من خلال تعيينها، فيطلبها للزواج، وكانت تخطط لتتخلص من أولادة لتتفرد وتتحرر.. ككل زوجة جزائرية، رحلة الى المغرب.. ملابس للعرس..، دخلت البيت، مر شهر العسل، والشهور بسرعة رعناء وكانت المولودة الأولى، وفعلاطار الحمام، ولم يبق معها الا زوجها البطل، وفي ثنايا البوح واقعية يمكنني أن أصب عليها إناء من الخيال، محتواها،:  طالبة جميلة يدخلها المدير نهارا جهارا.. بحجة تنظيف سكنه الشاغر، وباستمرار، يمرغها غيره..ويمسح فيه السكين، ويعود بنا البطل بيحدثنا عن تجربة علي بن محمد. والقضاء على الفرنكوفونية ايمانا منه بأصالة الشعب الجزائري، ثم يلوي بنا الى خراب ٩١ والأرواح التي زهقت بسبب وبدونه، لأن العلاج عند الحكومة يومئذ،هو الإستئصال، مناضلي الفيس الى رڨان و....... و....... اغتيال بوضياف، الى أن وصل الى فوز زروال، ومنها الحوار مع الجماعات، الرحمة..... الصلح.... الوئام.... الى أن تنازل عن الحكم لأسباب معروفة وجاء، عبد العزيز، هذا المحنك.. الذي سكن الشاشة وفتح الأبواب للمخربين، وخاصة بعد مرضه...إنما خطاب سطيف يشهد له، إن لم نقل يشفع، رحلته الى بيت الله الحرام برا.. والتي لم تتحقق لأسباب، ولأن القارئ رحال، الآن من خلال البوح الى بجاية، حيث يما ڨورايا،.  الأكلات الشوائية.. والخمرية.. والأنغام الموسيقية، والزيارة الى جبل ايفري  علنا نتذكر مؤتمر الصومام.. الذي، خرج منه البعض غاضبا، ويقر البطل بأنه يستجيب للملتقيات التربوية من أجل قتل الروتين، مثلما نحن عليه اليوم ، وعلى حسابنا.. من أجل الهدف نفسه،  ويعود لزمن الإرهاب  ويذكرنا باغتيال جاره، المرحوم.. الذي سميت مدرسة باسمه، والغريب أن زميلة المدير  رفض كتابة اسمه على باب المدرسة، فعلا تصرف غريب، ويخرج البطل من الوظيفة دون سكن بإسمه.. ولا سيارة.. ولا متجر، ثم كان السكن وكانت السيارة، وكانت القصائد الجميلة، وكانت الإصدارات، في الشعر وفي السرديات، وكانت  الملتقيات والتكريمات..ومعرفة الرجال..التي لا تقدر بالمال،  وكان الزواج. الآخير، وبه ستكون الخاتمة مسكا إن شاء الله، وكانت العودة إلى النبع و حضن ينبوع الحنان، والشجرة الطيبة مهما هزتها الرياح تعطي ثمارها، ولا يهم إن كانت قليلة أو كثيرة..

قلم القاص والشاعر الجزائري سعدي صباح 



جولة في بوح الضمير،  الجزء الثاني، للأديب أحمد بهناس.  _اقتبسها  ولخصها صباح  سعدي..