القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

قصيدة: ذات توبة ..للشاعر:وليد.ع.العايش

ذات توبة 

مررْتُ على جيلٍ وأكثر 
منْ شُجيراتِ الياسمين
وحفنةٌ أخرى مُزركشةَ اليدينْ 
ثغري تدفقَ كما شلال ماءْ 
في كلّ مرّةْ ...
كنتُ أحتفِلُ بِشوقي 
وآلافَ آياتِ العِناقْ 
تزاحمتْ أوجاعُ السنينَ 
في لُجَّتي الورديّةَ الوجناتْ 
تراكمتْ على جسدي الحزينْ 
كمْ طويتُ منْ سرائرِ الولَهِ الضنينْ 
وانزويتُ ذاتَ توبةْ 
في رُكنٍ للصلاةْ ...
النارُ تأبى أنْ تكونَ ليلى 
في كُلِّ مرّةْ تخشى الاحتراقْ 
كنتُ وحيداً أيَتُّها الأميرة 
وأنتِ تعبثين في لهوٍ 
بأطيافِ الضفيرةْ ... 
رميتُ اليأسَ في زمنٍ 
هاجرَ للسماءِ العاشرةْ 
جيلٌ وأكثرَ مَرَّ منْ هُنا 
تاهَ الأثرُ منْ مِعصمي 
كانَ جيلُ الحائراتْ ... 
يرسمُ لوحةً بنفسجيّةَ الشفقِ 
سمائي تزدانُ بأزاهيرِ الثُريّا ... ثم تهجوني
وكأنّي لمْ أكنْ 
يا لقسوةِ الجيلِ المُطرّزِ بالأغاني 
وبعض الذكرياتْ ... 
وصوتُ مزمارٍ ... أتى على عجلٍ 
تترنّحُ الناي فوقَ رأسي 
ثُمّ تُسافِرُ كما لحن الشاعراتْ 
قصائدي ذهبتْ كما ريحٍ 
وشتى ألوانِ الغزلْ
مازالتْ تُعاني وهجَ الاشتياقْ 
صمتي يُعانِدُ صمتي 
فالجيلُ مَرَّ منْ هُنا 
وبقيتُ أثراً يتيماً أنا 
كمْ مِنَ الأغصانِ بكتْ 
عندما كُنتنَّ وكُنّا
وسِحرُ ظِلّ العابراتْ 
وبقيتِ أنتِ ... تُترعينَ الكأسَ 
لانتشي في حُلمٍ مُغادرٍ 
منْ إرثٍ تدثّرَ بالولادةْ
تحملينَ أشعاري 
وبقايا مِنْ شَتاتْ 
جِيلٌ وأكثرَ مَرَّ منْ هُنا 
والوحيدةُ تبقينَ أنت ... وهُنَّ العابراتْ ...


وليد.ع.العايش
18/4/2017م

وليد.ع.العايش