القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ذات خيبة/وسيلة مجاهد


ذات خيبة ذات

أنا الخيبة التاسعة لوالدي بعد ثمان خيبات، جئته كطعنة كسرت أفق توقعه، توقع رباه في الحشا لمدة تسعة أشهر ودعوة يوم الولادة، فرك عينيه لمدة فاقت نصف ساعة وتأملني غرامات من لحم وصرخة ورحم، لعن حظه ووالدتي ولعنني، غادر قسم الولادات وركب دموعه، لم يخف الغرق في جوف حزن والدتي المتروكة على الهامش بأسنان تصطك رعبا من ورقة طلاق محتمة ومن مجتمع لن يرحم رحمي ورحمها، لم تمنحني ثديها لأرضع قدري وتركتني هي الأخرى من دون قدر. أبي سجلني في سجلات الموتى وخلق من أنوثتي ذكرا دونما قضيب، عشت أغلب لعنتي بين أبناء جنسي (الذكور) وتقمصت كينونتهم بل وكنتهم، لذلك لا تستغربوا عصياني وأنوثتي العصية عن التأنيث، كبرت رغما عن أنف اللعنة وبدأت ملامح النضج تنضج علي، ظهرت علامات أنوثتي المغتصبة وبرزت أنياب والدي أكثر فكأنه أسد يستعد لخدش ماهيتي ودفني بعيدا عن احتمالات الأنانة، بقية الخيبات كنّ هنّ هن أنا الوحيدة من كنت هم، استحالة دمجي في فئة نون النسوة جعلني غريبة في عائلتي ومجتمعي ووطني، ها أنا ذا أمامكم أنثى في بطاقة الهوية الممزقة وذكر في نظر من حسبته حنونا علي، مع كل خصلة شعر تطول في المرايا ويقصها والدي كنت أسأل كيف سيتقبلني الآخر وأنا حزمة اختلاف؟ هل سأكون أمّا أم أبا؟ أما السؤال الأكثر ترددا فكان: تراني من أكون؟
وسيلة مجاهدربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏