القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الثقة في النفس..قصة5 من مجموعة: من قصص الحكيم،، للقاص: عمر لوزري

النبراس مجلة

القصة الخامسة من مجموعتي " من قصص الحكيم " أرجو أن تنال إعجابكم. 
" الثقة في النفس "


كان يا مكان في قديم الزمان، تاجر طيب يتنقل بين البلدان. وبين كل بلدة وبلدة؛ يقطع طرقا في السهول و القرى والبوادي.
و بينما هو في طريقه؛ وقع بصره على بيضة فوق كوم من الرمل؛ فالتقطها. مر بضيعة قريبة كان صاحبها يشتغل بتربية المواشي والأنعام؛ فوهبها إياه. وضع الفلاح البيضة في عش دجاجة تحضن بيضها. ولم يكن يعلم أن البيضة هي أصلا لصقر.
وجاء يوم أن خرج الصقر الصغير من البيضة وسط فريق من الصيصان الذين نشأ بينهم. صار الصقر الصغير يعمل كل ما تعمله الدجاجة عادة. إنه يقلدها؛ فيبحث عن الديدان والحبوب ليتغذى، وأصبح يقاقي كالدجاج. وكان حين يطير؛ يتطاير معه ريشه
الممزوج بالغبار.. فلا يكاد طيرانه يتعدى بعض الأمتار، شأنه شأن كل الدجاج.
تمر الأيام، وبعد سنوات، صار الصقر عجوزا. وفي يوم مشمس وسماء صافية، لمح طائرا جميلا يحلق بسهولة في الجو وهو يحرك جناحيه الطويلتين ببطء شديد، يتبع حركة الرياح في تناسق ملكي. ما أجمل هذا الطائر.. يقول الصقر الهرم لرفاقه من الدجاج، ما هذا وما يكون؟
إنه الصقر، ملك الطيور.. تقاقي رفيقته الدجاجة . نظر الصقر العجوز المسكين إلى نفسه يشبه ملك الطيور هذا ؛ فلم يجد جوابا. لا تفكر في شيء أيها العجوز، تقول الدجاجة..فمثلك لن يكون صقرا أبدا. وهكذا لم يفكر الصقر المسكين ثانية في أمره؛ ومات وهو يحسب نفسه ديكا.
لو كان الصقر المسكين يثق بنفسه حين رأى الصقر يطير أمامه، لجرب الطيران مرة وثانية وربما استمر كثيرا حتى يتمكن من أن يطير ويحلق كأمثاله. و لطالما كانت الثقة في النفس، تدعم الإرادة و الإصرار على العمل وتحقيق الهدف

عمر لوزري