أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

كشف المستور

بعض الناس يظن أن معاقبة المرء على أخطائه إنما يكون في الآخرة و حسب ولا يكون في الدنيا! و هذا خطأ لا ينتبه إليه إلا من كانت لديه رؤية نافذة يستشرف بها المستقبل، أو أعطاه الله بصيرة يسبر بها حقيقة الأمور و يغوص في خلجانها و يعرف خفاياها و خبيآتها. فالعقاب على أخطاء المرء في دنياه قبل آخرته حقيقة لا مفر منها و إنما تاخذ أشكالا مختلفة تتفاوت من حيث الشدة أو اللين.
عندما مرض الرجل العجوز، قامت زوجه باستدعاء أولاده من ذكور و إناث و جمعتهم أمامه كي يصرح لهم و يطلب منهم السماح بأن حول ملكية البيت العائلة إلى أمهم و إلى أخوهم الأصغر ! و قد أقر الأولاد لأبيهم العجوز فعلته هذه حياء، و احتراما منهم له.
ثم إنه حين وقع ما قد وقع من أحداث أطاحت بأمن البلد و استقراره - و كان الرجل العجوز قد مات - غادرت الزوجة البلد و تركت البيت الذي تحولت ملكيته إليها و إلى ولدها الأصغر فهي لم تهنأ به، و لم تذق بعدها طعما للراحة و ما كانت لتنعم بعد ذلك لحظة بحياة مستقرة أو بعيش ميمون.
ألم أقل أن القدر يمضي في الوجود بعلم و عدل و حكمة.

- يحيى محمد سمونة -