القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

"اللونُ الشاحِبُ للانتظار"رحمة بن مدربل - الجزائر


"اللونُ الشاحِبُ للانتظار"

في اللونِ الشّاحِبِ لــلانتظَار
يحدُثُ أن تَتعثّرَ بنفْسكَ
بغيرِ شكْلِها الذي اعتَدْتَـهُ
كأنّما تَصيرُ عِربيدَ نَظرٍ

تَشْربُ من نظرةٍ حتى تَسْكَرَ
تَخْسرُ كُلَّ صبركَ في تأمُّلِ صورةٍ
تجلسُ كالرّهبانِ تُمَجّدُ سرَّها
ذلك الطيفُ الذي عينَاهُ تُوثِقُكَ
تربطُ كاحِلَيْكَ بفِكرةٍ مريرة ٍ
بثوانٍ من الصّحوِ الذي يصحبُه سُكرٌ شديدْ
منْ يَعرفُ نفسَه ؟
إنِّي لا أعْرفُنِـي...
ففي الصَّبَاحِ أكُونُ طفلةً جذلانةً تلعَبُ بجدائِلِها
في مُنْتصَف النّهارِ ... أكبرُ قليلاً
حَتى أصبِحَ آنسة ًعاشقةً
في سِنِّ المُراهقة الجَديدة
تحبُّ شَاعراً لا تلمَسُه الفَرحةُ إلا
وتبَخَّرتْ و صَارتْ غَيْمةً
تُمطِرُ العَالمَ بالكلماتِ الجميلةِ
ثمَّ تَكهلُ رُوحي ... عندَ العَصْرِ
تبلُغُ العِقدَ الرَّابعَ و تَشْربُ عقْلَها
في قدحِ الصّمْتِ و تُحبُ كالمُتصوّفَة
تحملُ مسبحةً من حبَّاتِ الغزلِ الذي تقولهُ عيناها
تجلسُ طويلاً أمَامَ المَرايا... تُكلِّمُ حَبيبها فيها
تُكلّمُ رُوحَه التي تسْكنُها
و تَنعكسُ على وجْهِها في المَرايـا
بعدَها لمّا يسقطُ الليلُ على رأسِ المَكَائدِ
يُخطّطُ كيفَ يجعلُنِي عجوزاً طاعنةً في الحُزنِ
ثمَّ يُعلّمنِي فَنَّ التأنّي و يُعطيني مساحةً للشُّرودْ
يزرعُ في وجهي تجْعِيدةَ الشَّوْقِ الذي استفحَلَ
و صارَ شيخاً غيرَ قادرٍ على السَّيْرِ
ظهرُهُ كُسِرَ ... يحمِلُ أحمالَ حبِّه الذي كبُرَ
كبُرَ ... تضخّمَ حتى صَارَ سَمَاءً شاحبةً
الآنَ ... في أيّ عُمرٍ أثقُ ؟
متى تأتـي...
يا حَبيبي الذي ليسَ حَبِيبي !؟
الجزائر 2016

رحمة بن مدربل ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏