أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

تكات الساعة " قصة قصيرة"
................................................

شقته قديمة وضيقة للغاية .. غرفة واحدة ملحق بها ممر قصير يفضي إلى الحمام متر ×متر ونصف ومطبخ يماثل مساحة الحمام

طلاء الجدران متقشر عن بعض البقع الأسمنتية المبقعة بفعل الرطوبة ..

عفش متهالك .. سرير يضع تحت أحد أرجله بعض قطع الملاط ليحميه من التهاوي... كنبة ( انتريه ) خرجت منها بعض قطع الإسفنج المغبر ... سجادة بالية .. و(ترابيزة) ارتفاعها خمسون سنتيمتر تربع أمامها على الأرض مسنداً ظهره إلى الكنبة ...

لحية شبه نامية .. يخرج شعر صدره الغزير المختلط بالشيب من فوق ( الفانلة الحمالات ) ومن خلال ثقبين فيها .. أحدهما صغير .. والآخر اقترب من حجم الرقعة

كوب شاي أسود ... وعلبة سجائر ومطفأة هي نصف زجاجة بلاستيكية مملوءة بالرمل .. وعلبة كبريت

صمت رهيب..
ورطوبة شديدة تليق بالبدروم ...

ساعة الحائط تقطع الصمت.. (حنفية ) المطبخ تنزف معلنة اهتراء ( الجلدة ) ... تسقط قطرة منها داخل الحوض الممتلئ المسدود .. تخرج منه رائحة عطن.

تكات الساعة .. صوت وصول نقطة أخرى للغرق في الحوض العطن .. يشعل سيجارة .. يغرز عود الكبريت في الرمل ..صوت ارتشاف الشاي ... تكات الساعة .. نقطة أخرى في الحوض .. ينفث الدخان ... يصعد للسقف ببطء... تكات الساعة... رشفة شاي صوتها أعلى... ينفث الدخان .. نقطة أخرى في الحوض العطن .. تكات الساعة.. يتكاثف الدخان فوقه... نقطة أخرى سقطت .. تكات الساعة .. رائحة عطن .. يرتشف تكات الساعة ... ينفث .. نقطة تغوص للأسفل مع تكات الساعة.. الحجرة تمتلئ بالدخان أكثر .. رائحة عطن .. يسقط رماد السيجارة على ( كرشه ) الضخم .. تكات الساعة .. رائحة عطن .. دخان كثيف .. نقطة أخرى تغوص في العطن مع تكات الساعة

محمد علاء