القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

قصيدة: إلى ثورة نوفمير في ذكراها المجيدة للشاعر الجزائري: علي مناصرية

إلى ثورة نوفمير في ذكراها المجيدة

.
.
اَكــــرِمْ بشهــــرٍ بـــهِ الأجيـــالُ تَفتَخِـــــــرُ
فـي غُـرَّتَيْـــــهِ تجلَّـــى النّصـــرُ والظَّفَــــر

فالنُّـــونُ نَصــرٌ مــنَ الرَّحمــانِ نشهَــــــدُهُ
والــــواوُ وَعـــدٌ بـــهِ الإخـــلاصُ متَّـــزر

والفـــاءُ أضفـــتْ علــى الأِعـــدادِ شَرْعِيَـةً
اِذ هـــوّ عيــــنٌ بـــهِ الأصنـــامُ تنكســـــــر

والميـــمُ نالـــتْ بهــا الثَّـــــوْراتُ قُدْسِيَــــةً
إنّ الجهــــاد بهـــذا السَّمــــتِ ينتصــــــــرُ

والبـــاءُ بِـــرٌّ بمــن قضُّـــوا ومــن نُظِـرُوا
والـــــرّاءُ روحٌ مـــن الإســــلام تنتشــــــرُ

تِشريــــنُ بــــادٍ علـى الأحــداثِ منفــــــردُ
إنْ  هو لاح تَـــــرَى الأَحـــــداثَ تندثــــــر

قــــدْ قـــامَ فيـــهِ مــــنَ الأوراس مارِدُهـــا
يُذْكــي القلـــوبَ ونـــار الحـربِ تستعــــــرُ

شمُّ النَّشامَــى(1) أحــال الغيـــض أبيضَــها(2)
مـــنْ هَـــــوْلِ لظّــى كما البركـانُ ينفجــــر

حتّى اسْتطالـتْ بكـــلِّ القطــرِ جُــــذْوَتُــــهَا
والجُـــرفُ(3) مالَ على الأعــداءِ فاندحرُوا

عــمَّ الأوارُ رُبــــاعَ الخُلـــدِ فانتفضَــــــــتْ
أمُ الكمـــاكــمِ(4) للقعقـــــــاعِ تَنتصـــــــــرُ

أنّـــى دهَتها مــن الأرقــــوِّ(5)داهيـــــــــةٌ
والرابضـــــون بكـــلِّ الشّـــــمّ قــــد زَأَرُوا

ولَّتْ فرنســا بعــرضِ البَحــــرِ ســـــــادرةً
تَبكـــي حليفًـــا رأتِـــــهُ اليَــوِمَ يحتَضـــــــرُ

يا شعـــبُ أنــت منِ استرددت عِزَّتَنـــــــــا
مالـــي أَراكَ لعيـــــشِ العـــــزِّ تفتقــــــــــرُ

ليــتَ الَّذيـــنَ تولُّــــوا أمْــــرَ فــاتنـتـــــــي
مــن كان مثلــي مـن العشــاق ما خفــــروا

عهـــدَ الشّهيـــدَ ومَــن للّــــهِّ قــد نـــــذروا
نَفْســــا ومـــــالا نفيســــا كـان يُـــدّخَــــــرُ

لو استعانـوا بأهـــل العلــم مانْـــدَرَسَـــتْ
روحُ التآخــي وظـــــلَّ القوم وانشطــــروا

أنّــى اسْتثيــرتْ لَظَــى التّنّـــورِ وانفجـرتْ
سُـــودُ الحقــودِ فضــاع الكــل وانتحَـــرُوا

واليـــــومَ شعبــي وقـــد واتَتْـــك سانحـــةً
فاصـدعْ بــــرأي بـــهِ الإســـلامُ ينتصــــرُ

لا تقعُـــــدنَّ عـــن الإســــلام تنصُـــــــرُهُ
أن كنت شعبي بـــآيِ الذِّكــــرِ تَعتبِـــــــــرُ

فالذّكر أقــوى عـــرى الاســلام قاطبــــــة
والضـــاد تتلـــى بــها الآيـــات والســــور

وترجمــان كتـــاب اللــــــه شارحــــــــــه
فحـوى معانـــــي كتاب اللــــه لـو قَــدَرُوا

رحمـــاكَ ربّي تعــادي الضـــادَ زِعنِفــــةٌ
من نســلِ ــ فافا ــ بماضِي الشَّعبَ تَتَجِـــرُ

تدعــو لفــرض لســان الغــزو جاهـــــدة!
كأنّ قومــــي على الأَعـداء ما ظهــــــروا؟

تُبْـــــدِي دفينًــــا مِـنَ الأحقـــــادِ تنفُثُـــــهُ
منقــــوعَ ســـمٍّ علــى الإســـلامِ تأتَمِـــــرُ

تمتــازُ غيضــا مــن القــــــرآن تبغضُــهُ
يا ابْـــنَ السّلـــولِ وقـــاكَ اللهُ ما جَهَــرُوا

ان كنـت كــدت لديـــن اللــه مستــتــــرا
فالمجرمون بهــــذا الجُــرمِ ما اسْتَتَــرُوا

أو كنــت تسعــى الى السلطــان تنشـــده
فالآثمــون الــى الصلبــان قــد جَــــأَرُوا

أو كنت تــؤذي رســول اللــه محتفظـــا
فالمــارقون على التجريــح قد جَسَــرُوا

لا تعجبوا من مدى هذا الولاء وعـــــوا
أِنَّ الأبــــــرَّ بأمـــــــرِ الأمِّ يأتَمِــــــــــرُ

هلْ قد اتتـــك عــــن التعريـبِ مِحنتُـــهُ
فهْـــو الغريـب بهـــذا القطــر مقتَتَـــــرُ

اِنْ قـــدْ ذكـــرتَ فإنّ الذّكـــر ينفعـــــنا
أم قــد نسيــتَ فأِنّــي اليــومَ مُدَّكِـــــــرُ

وا حرَّ قلبي خنــوع الخـــلّ أخجلـنـــي
حتى رأيـتُ لســانَ الغــــزو ينتهِــــــرُ

دعوى الظَّــلالِ تروم قطــعَ نِسبتنــــا
بالفاتحيــنَ ذوي الأفضـــالِ واعُمـــــرُ

إنّي مدينٌ وفضـل الفتح يشـــــملــــنا
لولا الفتوح لساد الـــرّوم والغَجــــــرُ

نِعْـمَ اللسانُ لســانُ اللــــه مُدّخـــري
عند السؤال ولمّــــا تكشــف السُّتـــرُ

وحين أفضي إلى الجنات تصحبنــي
حور العيون وأنى تُخضــدُ السّــــدُرُ

أنّى اتّجهتُ رأيتُ الضاد ناطقـــــــة
أنّى أكـــونُ وأنّـــى الذِّكْـــرُ يُدَّكــــَرُ

 يتلى علينا من الرحمان نسمعـــه
أيّانَ حلّ بـه الفـــردوسَ تزدهــــرُ
.
الشاعر العربي من الجزائر: علي مناصرية
تبسة في:العاشر من شهر تشرين الثاني(نوفمبر)1994.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
01 ـ شمُّ النَّشامَــى(جبال المامشة) أبيضَــها(الجيل الأبيض)