مجلة النبراس الأدبية الثقافية

د.غالب القرالة القصة :

القصة فن أدبي عالمي قديم جداً، وقد وُجد عند معظم الشعوب والأمم قبل الإسلام، وخصوصاً عند حضارات الروم والفرس، كما احتوى القرآن الكريم على العديد من قصص الأمم السابقة، بل إنه خاطب العرب بطريقة قصصية ملائمة لميولهم وطبائعهم المعتمدة على حب استماعهم للقصص والأخبار التاريخية والحكايات المختلفة في مجالس السمر والسهر. وتتميز القصص العربية قبل الإسلام بواقعيتها وخلوها من الخيال والمبالغة في السرد باستثناء قصص الأساطير.

ومفهوم القصّة :

تعرّف القصة على أنها سردٌ خيالي أو واقعيّ لعددٍ من الأحداث أو الأفعال، وقد يكون هذا السرد شعراً أو نثراً بهدف بثّ المتعة وإثارة الاهتمام، إضافةً إلى تثقيف القراء أو السامعين.

يقول أحد روّاد القصّة المرموقين (روبرت لويس ستيفنسون): إنّ هناك ثلاثة كتب فقط لكتابة القصّة، وهي أن يقوم الكاتب بأخذ الحبكة ليجد شخصياتٍ ملائمة لها، أو يختار الشخصيّة فيبني المواقف والأحداث المنتمية لتلك الشخصيّة، أو قد يختار أجواءً معيّنة بحيث يعبر عنها من قبل الأشخاص والأفعال وتجسيدها.

مظاهر اهتمام العرب بالقصة :

حرصهم على جمع ورواية أخبارهم التاريخية
حكاياتهم المتعلقة بحروبهم
الحوادث المهمة التي كانت تحدث بين فترة وأخرى

أنواع القصة :

قصص خيالية: تكون الشخصيات فيها من نسج خيال الكاتب، وقد تكون ذات طابع رومانسي تصوّر بطولات الفرسان وتصف العلاقات السامية والأخلاق النبيلة.
قصص اجتماعية: يتناول فيها الكاتب قضايا المجتمع المختلفة.
قصص الخيال العلمي: عالم خيالي بحت.
قصص واقعية: أحداث معلومة زمانياً ومكانياً، تمثلها شخصيات واقعية مثل سِيَر الملوك والحكام، القصص التاريخية، وقصص التراث القديم.

الغاية من القصة: تحقيق الفائدة من خلال طرح المشكلات التي تواجه المجتمع واقتراح الحلول لها، كما تكشف أحداث القصة عن أمور دقيقة يهتم بها القارئ لكنه يعجز عن تفسيرها. كما تحقق المتعة من خلال طريقة بنائها وتسلسل أحداثها، والإبداع في سرد الأحداث ورسم الشخصيات، بالإضافة إلى شد انتباه القارئ.

أما عن القصة العربية تحديداً فقد تطورت بشكل كبير حديثاً تبعاً لاتصال الثقافة العربية مع الثقافة الأجنبية، بالإضافة إلى التطور السريع في وسائل الاتصال ووسائل الإعلام، حيث أصبحت القصة أداة إعلامية معاصرة، وزادت ترجمات القصص العربية للغات الأخرى مع تزايد عدد الكتاب العرب من مختلف الأقطار.

تعريف القصة :

القِصَّةُ في اللغة هي حكاية مكتوبة مستمدة من الواقع أو الخيال أو من الاثنين معاً، وتكون مبنية على أسس معينة من الفن الأدبي، وجمعها قِصَص. والقصة بمفهومها المعاصر هي تسجيل لما يحدث في فترة معينة، سواء أحداثاً كثيرة أو حدثاً واحداً، وقد تكون هذه الأحداث واقعةً خلال فترة طويلة فتشكل رواية، أو فترة زمنية متوسطة فتشكل قصة، أو فترة قصيرة فتشكل قصة قصيرة.

تحتوي القصة على حوادث نقلها الكاتب من الحياة الواقعية ونسقها بشكل فني وأدبي بطريقة تميّزه عن غيره من الكتاب. بعض الأحداث تكون مختلقة ومن نسج الخيال لكنها تحمل دلالات تمس الواقع، حيث يخترع الكاتب أحداثاً وشخصيات لرسم صورة مستقبلية لأمور واقعية.

براعة الكاتب تكمن في عرض الأحداث وتنسيقها لتقديم قصة تتسلسل أحداثها بطريقة تجذب القارئ، ولتتماشى الأحداث والشخصيات مع الغاية التي يرمي إليها الكاتب.

وتصف القصة مرحلة معينة من الحياة تبدأ بنقطة وتنتهي عند نقطة أخرى، سواء كانت هذه المرحلة متعلقة بشخص واحد أو عدة أشخاص. وعلى الرغم من اختلافات الكتاب والنقاد في تعريف القصة، إلا أنهم أجمعوا على أنها فن نثري أدبي يتناول مجموعة من الوقائع والأحداث التي يقوم بها أشخاص في بيئة معينة وتبدأ من نقطة وتنتهي بغاية ما، وتصاغ بأسلوب أدبي محدد.

هناك عناصر محددة للقصة يجب أن تتوافر لنجاحها: الأحداث، الشخوص، الزمان، المكان، السرد، وهي من الفنون الأدبية التي تعبر عن أمور الحياة اليومية ومشكلاتها، وتلبي حاجات الإنسان الاجتماعية والنفسية.

القصة القصيرة أو الأقصوصة :

هي عرض لمجموعة من الأحداث الواقعة في مرحلة معينة من الحياة، عادة قصيرة وصغيرة يدور حولها محور القصة. محور القصة يمكن أن يكون شخصية، أو حواراً داخلياً، أو أموراً نفسية، وقد لا تحتوي القصة على الحوار وتكتفي بالوصف النفسي للحادثة.

يشترط في القصة القصيرة أن تكون موحية ومعبرة بأسلوب فني يستخدم عبارات تترك أثراً في نفس القارئ، ويجب ألا تكون مختصرة كثيراً أو مطولة بشكل يعيق متابعة القارئ.

الفكرة :

الهدف الذي يريد الكاتب إيصاله للقارئ، وهي العبرة التي يستفيد منها القارئ.

الحبكة :

مجموعة من الأحداث المتسلسلة حول صلب الموضوع، تمتاز بعنصر شد القارئ لما يقرأه.

خطوات كتابة القصة القصيرة :

قراءة العديد من القصص القصيرة للإلمام بأساليبها مع تدوين الملاحظات.
اختيار موضوع القصة مع مراعاة خيال الكاتب.
وضع هدف للقصة لبناء تسلسل الأحداث، كتابة مقدمة ثم متابعة الحوار والأحداث.
الإلمام باللغة العربية وقواعدها اللغوية والأدبية.
الابتعاد قدر الإمكان عن السلوكيات السيئة، مع التنويه عند ذكر بعضها.

عناصر القصة :

الفكرة: الهدف من القصة الذي يرمي إليه القاص.
الأحداث: الوقائع المنظمة والمذكورة في القصة.
السرد: نقل القصة من الواقع إلى اللغة.
الزمان والمكان: لتحديد إطار القصة.
الشخوص: يجب مراعاة نموها وتطورها أثناء كتابة القصة.
البناء: التطور الذي يطرأ على شخصيات القصة وأحداثها وتبدل أحوالهم.

المراجع: د. فالح الربيعي (2002)، القصص القرآني.. رؤية فنية، القاهرة: الثقافية للنشر؛ موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر، "تعريف القصة"، www.ksag.com؛ الشاعر سيد غيث (2017)، فنيات الكتابة الأدبية، وادي النيل: أطلس للنشر.