مقتطف (08) من كتاب قلوب على جسور الموت
كانت صرّة الأولاد وصيحاتهم تعلو المكان وتتجاوزه، يبثون فيها ضعف قوّتهم ويشكون فيها قلّة حيلتهم، كأنّهم بهذه الصّيحات يستجدون جسورا يسمعهم أو صيدح يغيثهم ويفكّ عنهم غشمة العدوّ وعسفته، لكن لا مغيث ولا منجد لهم منه، أخذ القائد يستعرض سطوته على المرأة المسكينة ويستأسد على ضعفها، سلّط عليها أشدّ ويلات العذاب وما زال كذلك حتّى خارت قواها وكلَّ جسدها المترهّل فلم تعد تقدر على الحركة ولا أن تبنس ببنت شفة.
لم يستوعب القائد سرّ ثبات المرأة ورباطة جأشها وإصرارها على التكتّم وعدم التكلّم عن مكان زوجها، كانت ستؤثر نفسها وتفديه بها تفضّل أن تموت على أن تشي به وتدلّهم على مكانه، أدخله هذا الثّبات والإصرار منها في دوامة من الحيرة: "أيّ بشر هؤلاء الّذين نحتلّهم؟!
بقلم:أ. نغبال عبد الحليم
كانت صرّة الأولاد وصيحاتهم تعلو المكان وتتجاوزه، يبثون فيها ضعف قوّتهم ويشكون فيها قلّة حيلتهم، كأنّهم بهذه الصّيحات يستجدون جسورا يسمعهم أو صيدح يغيثهم ويفكّ عنهم غشمة العدوّ وعسفته، لكن لا مغيث ولا منجد لهم منه، أخذ القائد يستعرض سطوته على المرأة المسكينة ويستأسد على ضعفها، سلّط عليها أشدّ ويلات العذاب وما زال كذلك حتّى خارت قواها وكلَّ جسدها المترهّل فلم تعد تقدر على الحركة ولا أن تبنس ببنت شفة.
لم يستوعب القائد سرّ ثبات المرأة ورباطة جأشها وإصرارها على التكتّم وعدم التكلّم عن مكان زوجها، كانت ستؤثر نفسها وتفديه بها تفضّل أن تموت على أن تشي به وتدلّهم على مكانه، أدخله هذا الثّبات والإصرار منها في دوامة من الحيرة: "أيّ بشر هؤلاء الّذين نحتلّهم؟!
بقلم:أ. نغبال عبد الحليم